4 قتلى و18 جريحا في ثالث ضربة صاروخية أميركية خلال يومين

باكستان تمنع سفر وزير الدفاع وتصدر مذكرة اعتقال بحق وزير الداخلية

TT

منع وزير الدفاع الباكستاني أحمد مختار من مغادرة البلاد عندما كان يستعد للتوجه إلى الصين في زيارة رسمية، بقرار من المحكمة العليا التي تحقق في قضية فساد مفترضة تعود إلى النظام العسكري السابق. وقال مختار للتلفزيون المحلي إن اسمه مدرج على لائحة أشخاص لا يستطيعون مغادرة البلاد بسبب تحقيق تجريه السلطات الفيدرالية. وترددت شائعات عن وقوع انقلاب بعد منع وزير الدفاع من السفر، وهو ما نفته الحكومة أمس. وقالت صحيفة «داون» الباكستانية أمس على موقعها الإلكتروني إن «المكتب الوطني الباكستاني للمحاسبة أصدر مذكرة توقيف بحق وزير الداخلية رحمن مالك»، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وبعد منع الوزير من السفر، ترددت شائعات عن وقوع انقلاب في البلاد، وهو ما نفاه متحدث باسم الرئيس الباكستاني أمس. وبدأت تتردد شائعات عن انقلاب حينما أبلغ سفير باكستان لدى الولايات المتحدة حسين حقاني شبكة تلفزيون «سي إن إن» الأميركية في مقابلة، أنه يأمل ألا يحدث انقلاب. ونفى المتحدث باسم زرداري، فرحة الله بابر، حدوث انقلاب، قائلا: «الحياة طبيعية ولا علامة على أي نشاط غير عادي في ساعات ما قبل الفجر. قطعا لم يحدث انقلاب». وكانت آخر مرة نظم فيها الجيش انقلابا عام 1999، وحكم الجيش باكستان أكثر من نصف سنوات تاريخها البالغة 62 سنة. وأدرجت أسماء آلاف الأشخاص على هذه اللائحة الصادرة عن المحكمة العليا التي ألغت مفاعيل عفو عام أعلن في 2007 يحمي الرئيس آصف زرداري ووزراءه من اتهامات بالفساد موجهة ضدهم. وأضاف وزير الدفاع لمحطة التلفزيون الباكستانية الخاصة «جيو»: «كان يفترض أن أتوجه إلى الصين في زيارة مدتها ثلاثة أيام تتعلق بمسألة تسلم فرقاطات. ولدى وصولي إلى المطار قيل لي إن اسمي مدرج على اللائحة وليس بإمكاني مغادرة البلاد». وأضاف أن الأمر «يتعلق بتحقيق حول الفساد يعود إلى 12 عاما لكنني بريء وسأدافع عن نفسي أمام المحكمة». وتوجه الوفد الرسمي، الذي كان يضم أيضا قائد سلاح البحر الباكستاني، إلى الصين من دون الوزير. وأدرج اسم وزير الدفاع على لائحة تضم 253 شخصية وضعها المكتب الوطني للمحاسبة، أعلى هيئة لمكافحة الفساد في البلاد. وقال الناطق باسم المكتب الوطني للمحاسبة نويد ستار إن «اللائحة تضم سياسيين وموظفين وضباطا سابقين في الجيش ودبلوماسيين. سيتم تفعيل مذكرات التوقيف التي صدرت بحقهم وسيتم تجميد ودائعهم».

وشطب اسم رئيس الدولة آصف علي زرداري من اللائحة لأنه يتمتع بحصانة رئاسية. لكن اسم وزير الداخلية رحمن مالك أبقي على اللائحة حسبما ذكر مسؤول حكومي طالبا عدم كشف هويته.

وكان الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف أصدر عفوا من أجل المصالحة الوطنية في أكتوبر (تشرين الأول) 2007 بينما كان يتعرض لضغوط من أجل تنظيم انتخابات عامة بعد ثماني سنوات من النظام العسكري. وسمح العفو حينذاك بالتخلي عن ملاحقات ضد عدد كبير من السياسيين بينهم الرئيس الحالي وزوجته رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو التي اغتيلت بعد شهرين من ذلك، ليتمكنا من المشاركة في الانتخابات. وفاز حزب زرداري في الانتخابات التي جرت في 2008 وتولى الرئاسة. وقررت المحكمة العليا استئناف الملاحقات مع انتهاء مهلة العفو في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني). وفي ميرانشاه (باكستان) أعلن مسؤولون باكستانيون أن ضربة صاروخية أميركية جديدة هي الثالثة خلال يومين استهدفت أمس منطقة قبلية في شمال وزيرستان أحد معاقل تنظيم القاعدة وحركة طالبان. وقال هؤلاء المسؤولون إن طائرة أميركية من دون طيار قصفت داتاخيل، القرية التي تبعد 30 كلم غرب ميرانشاه كبرى مدن المنطقة. وذكر مسؤولون أمنيون أن طائرات من دون طيار قصفت هذه المنطقة مرتين أول من أمس وقتلت 14 متمردا ودمرت مخابئهم.

وقال أحد هؤلاء المسؤولين في بيشاور لوكالة الصحافة الفرنسية إن «طائرة من دون طيار أطلقت ثلاثة صواريخ. لم يعرف الهدف، لكن هناك معلومات تشير إلى سقوط ضحايا». وأكد مسؤولان في أجهزة الأمن طلبا عدم كشف هويتيهما القصف. إلى ذلك، أعلنت الشرطة سقوط أربعة قتلى و18 جريحا أمس في اعتداء استهدف مسجدا داخل مقر عام الشرطة وقت الصلاة في إحدى مدن شمال غرب باكستان. ووقع الانفجار في مدينة تايمرغارا بمنطقة دير السفلى في مقاطعة شن فيها الجيش هجوما واسع النطاق لطرد عناصر طالبان. وقال قائد الشرطة المحلية ممتاز زارين لوكالة الصحافة الفرنسية إن «القنبلة انفجرت في مسجد داخل مقر عام الشرطة. وقتل أربعة أشخاص على الأقل وجرح أكثر من 18». وتحدث مسؤولون في المستشفى عن 28 جريحا. وأضاف زارين: «إننا ندرس طبيعة الانفجار لنعرف ما إذا كان اعتداء انتحاريا»، مضيفا أن الانفجار كان «قويا». وصرح مفوض المقاطعة فاضل كريم خاتوك أن «العبوة انفجرت بينما كان المصلون يتجمعون لأداء صلاة الجمعة». وشن الجيش الباكستاني هذه السنة عدة هجمات على شمال غربي البلاد وهي المنطقة التي تقع عند الحدود مع أفغانستان وتعتبر معقل مقاتلي حركتي طالبان الباكستانية والأفغانية وعناصر تنظيم القاعدة الذين يعارضون تحالف إسلام آباد مع الولايات المتحدة. ورد المقاتلون بارتكاب اعتداءات معظمها انتحارية أسفرت عن سقوط 2700 قتيل منذ صيف 2007.