دبلوماسي إيراني لـ «الشرق الأوسط» : مبارك يلتقي لاريجاني لـ«بحث قضايا عامة»

قال إن احتلال إيران لبئر نفطية عراقية على مائدة مباحثات نظيف والمالكي بالقاهرة

TT

في وقت رجح فيه مسؤول في الحكومة المصرية أن تتطرق مباحثات ستجرى اليوم بين الجانبين المصري والعراقي، إلى قضية احتلال إيران لبئر نفطية عراقية، قال دبلوماسي إيراني في القاهرة أمس إن الرئيس المصري حسني مبارك سيلتقي رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، اليوم أيضا، لبحث «قضايا عامة»، مشيرا إلى أن لاريجاني الذي يصل العاصمة المصرية لحضور اجتماع لجنة تابعة لاتحاد برلمانات الدول الإسلامية، سيلتقي أيضا وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، لكن الدبلوماسي الإيراني الذي طلب عدم ذكر اسمه، أوضح أن هذه اللقاءات لا تعني تحسنا في العلاقات بين البلدين المقطوعة أصلا منذ نحو 30 عاما.

وأضاف الدبلوماسي الإيراني أن لقاءات لاريجاني مع كل من مبارك وأبو الغيط، لا تتعلق ببحث موضوعات معينة، أو قضايا محددة، ولكنها تعنى بالقضايا العامة في منطقة الشرق الأوسط، وأن هذا لا يؤشر على أن هناك تطورا جديدا في مجال تحسين العلاقات بين القاهرة وطهران، مشيرا إلى أن وصول لاريجاني إلى مصر يأتي في إطار مشاركته في اجتماع لجنة مراجعة وتعديل النظام الداخلي لاتحاد برلمانات الدول الإسلامية، بناء على قرار رؤساء برلمانات الدول الإسلامية في اجتماعهم السابق في فبراير (شباط) 2007 بالقاهرة، والخاص بضرورة تعديل النظام الداخلي لهذا الاتحاد. وكان رؤساء برلمانات الدول الإسلامية أصدروا خلال اجتماعهم السابق بالقاهرة، في فبراير 2007، قرارا يؤكد ضرورة تعديل النظام الداخلي لهذا الاتحاد. وبناء على هذا القرار، تم تشكيل لجنة لتعديل النظام الداخلي برئاسة مصر وعضوية تركيا وإيران والكويت والنيجر وأذربيجان وأوغندا، لبحث مراجعة وتعديل النظام الداخلي لاتحاد برلمانات الدول الإسلامية. وكان أول اجتماع للجنة عقد في الجزائر العام الماضي، على مستوى الخبراء وتم فيه مناقشة بنود مختلفة من النظام الداخلي والاقتراحات المطروحة بشأن إصلاحها. وينطلق الاجتماع المذكور في مصر برئاسة رئيس مجلس الشعب المصري فتحي سرور، وعلى مستوى رؤساء برلمانات الدول الأعضاء في اللجنة لمدة يومين.

وفيما يتعلق بالمباحثات المصرية ـ العراقية التي ستبدأ اليوم أيضا في العاصمة المصرية، لمح مسؤول في الحكومة المصرية إلى أن المباحثات قد تتطرق إلى قضية احتلال إيران لبئر نفطية عراقية. لكن لم يتضح حتى مساء أمس مستوى هذه المباحثات، بعد أن أفادت مصادر بالحكومة المصرية أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، سيلتقي عددا من كبار المسؤولين المصريين، قد يكون في مقدمتهم الرئيس مبارك، مشيرة إلى أن المؤكد، حتى الآن، أن المالكي سوف يزور اليوم مكتب نظيره المصري الدكتور أحمد نظيف، في منطقة القرية الذكية (نحو 25 كلم غرب القاهرة)، وأن الجانبين سيبحثان «تدعيم العلاقات الثنائية بين مصر والعراق في مختلف المجالات».

ورجحت مصادر الحكومة المصرية أن يستقبل الرئيس مبارك، المالكي، في وقت لاحق خلال زيارته لمصر، للاطلاع على آخر التطورات في العراق خاصة بعد ما تردد عن احتلال إيران لبئر نفطية عراقية، وكذا الأوضاع الأمنية في البلاد، والعلاقات الثنائية بين بغداد والقاهرة بعد نحو شهر من إعادة مصر فتح سفارتها في العاصمة العراقية. ومن المقرر أن تشمل المباحثات بين الجانبين كذلك زيادة حجم التبادل التجاري، وفتح المجال أمام الشركات المصرية لتنفيذ مشروعات استثمارية وتنموية ومشروعات البنية التحتية بالعراق. ولم يؤكد المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري الدكتور مجدي راضي ما إذا كانت القضية الأمنية بما فيها دخول قوات إيرانية إلى داخل الأراضي العراقية، ستكون على مائدة المباحثات بين الجانبين المصري والعراقي، لكنه أوضح لـ«الشرق الأوسط» قائلا إنه في حال تم التطرق إلى موضوع التدخل الإيراني في العراق فـ«سنعلن عن ذلك»، مشيرا إلى أن القضايا الرئيسية بين الجانبين تتعلق بالعلاقات الثنائية، وتشجيع الاستثمارات المصرية في العراق والمساعدة في تحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار. وأفادت تقارير أمس وأول من أمس أن قوات إيرانية دخلت إلى حقل الفكة النفطي الواقع في الجانب العراقي من الحدود الصحراوية المشتركة مع إيران ومكثت فيه عدة ساعات قبل أن تنسحب.