57 ألف رأس من الماشية النافقة في البحر قبالة الشواطئ اللبنانية.. ترعب أهالي طرابلس

البحث عن ناجين من السفينة الغارقة يتواصل رغم تضاؤل الأمل بالعثور على أحياء

TT

وجود 57 ألف رأس من الماشية على متن السفينة البنامية (داني إف 2) التي غرقت منذ ثلاثة أيام في المياه الإقليمية اللبنانية مقابل شواطىء طرابلس، أثارت الذعر في قلوب السكان، خاصة وأن شائعة سرت مفادها أن عدداً من هذه الحيوانات طفا على سطح الماء ووصل إلى الشواطىء، مما قد يغري التجار ببيعها في الأسواق، عدا مخاوف التلوث البيئي. لكن وزير البيئة محمد رحال قال في اتصال مع «الشرق الأوسط» بعد ظهر أمس، انه كان للتو في زيارة لطرابلس واجتمع بالمحافظ رؤساء البلديات وحماة البيئة وكذلك قوى الأمن، وعاين بنفسه، مؤكدا أنه لا داعي للذعر. وقال رحال: «نحن لا نقول اننا مطمئنون لأي شيء، بل نبقى على حذر». ولكنه أضاف أنه «لغاية الآن، لم تظهر أي جيفة، لكن البلديات وقوى الأمن تراقب الشواطىء، وهناك 3 زوارق للجيش تجوب المنطقة مهمتها مراقبة الوضع، في حال تسرب أي شيء». وقال رحال الذي ناشده الأهالي عمل كل ما بوسعه لحمايتهم، وحماية جزيرة النخيل التي غرقت بجانبها السفينة، وتعتبر محمية طبيعية، «ان الوزارة استشارت خبراء لبنانيين وأجانب، وكان الرأي أنه ما دامت المواشي النافقة موجودة في قعر البحر، وفي أقفاص مغلقة فإنها ستتحول إلى وليمة جيدة ومغذية للأسماك، بل على العكس، سيكون لها أثر ايجابي على الثروة السمكية» . وأكد وزير الصحة أنه تتم مراقبة الوضع عن كثب، «وفي حال خرجت المواشي النافقة من أقفاصها وبدأت تنتشر على سطح المياه، حينها سنعمل على جمعها والتخلص منها أولاً بأول». وأضاف: «على أي حال، بعد أيام من وجود المواشي غارقة في البحر، سيتشوه شكلها، وسيكون من الصعب على الراغبين في بيعها فعل ذلك، لكن المقلق بالنسبة لنا هي خزانات وقود السفينة، التي سنتابع أمرها».

وكانت فرق البحرية اللبنانية كما البواخر التابعة لقوات حفظ السلام الدولية – اليونيفل، اضافة الى مروحيات، قد تابعت بحثها يوم أمس عن ناجين من السفينة البنامية التي كان على متنها 83 بينهم بحارة ومزارعون يعنون بالماشية التي كانت تنقلها، وغالبتهم من الفلبينيين والباكستانيين. إلا أنه لم يعثر على أي شخص منذ أول أمس، باستثناء فليبيني قال مدير مرفأ طرابلس أحمد تامر، انه وصل سباحة إلى شواطىء طرطوس. وارتفع عدد الناجين بذلك إلى 40 شخصاً، فيما عثر على 11 جثة. ويبقى 32 شخصاً في عداد المفقودين. وأكد مدير عمليات البحث القبطان بلال عبد الحي لـ»الشرق الأوسط»، «أن البحرية اللبنانية، وبواخر يونيفل والطرادات، لم تترك موقع السفينة، وانها واصلت البحث طوال يوم أمس، وهم يذهبون إلى الموقع ويعودون لكنهم لا يستطيعون المرابطة والبقاء هناك، لأن الطقس رديء جداً والأمواج يصل طولها إلى ما يزيد على ستة أمتار». وقال عبد الحي ان «الجثث الستة الأخيرة التي تم العثور عليها وصلت امس إلى مرفأ طرابلس عند الساعة السادسة مساء، وبينها جثة القبطان البريطاني الذي كان يقود السفينة، فيما غالبية المفقودين من الآسيويين». وعن التلوث وتسرب المواشي النافقة التي يخشاها السكان، «طمأن عبد الحي إلى ان أحداً لم يبلغ عن ظهور أي جيفة في موقع السفينة، والوقود في الخزانات لا يطفو على السطح بسبب وجوده على عمق 1200 إلى 1500 متر حيث استقرت السفينة التي لم تنشطر حسب معلوماتنا، وفي هذا البرد الشديد سيكون متجمداً. أما البقعة السوداء التي تصورها الطائرات فوق موقع السفينة، فهي مياه العلف الذي كان موجوداً بكميات كبيرة على متنها».

وجدير بالذكر أن السفينة البنامية التجارية (داني إف 2) كانت آتية من الأورغواي إلى مرفاً طرطوس، وعلى متنها 16 ألف رأس غنم و 41 ألف رأس عجل، لم تتمكن من الرسو في ميناء طرطوس، بسبب عدم وجود اماكن على الرصيف فعاد القبطان بها باتجاه طرابلس. وروى بعض الناجين أن محرك السفينة قد اصيب بعطل في هذه الأثناء، بينما كانت الرياح هائجة، والطقس عاصفاً، فمالت السفينة بكل ما عليها من مواشي وانقلبت على جانبها. وطلبت السفينة النجدة من ميناء طرابلس عند الرابعة من بعد ظهر الخميس الماضي، ومحاولات الإنقاذ جارية منذ ذلك الحين.