موريتانيا: اختطاف إيطالي وزوجته البوركينية على الحدود مع مالي

جهات أمنية ترجح حمل العملية لبصمات تنظيم القاعدة في المغرب

TT

اختطف مسلحون أول من أمس في موريتانيا اثنين من الأجانب على الطريق بين مدينتي لعيون (جنوب شرقي البلاد)، وكوبني، الواقعة على الحدود مع جمهورية مالي.

وقال مسؤول أمني لـ«الشرق الأوسط»، إن مسلحين مجهولين هاجموا سيارة نقل عمومية كانت في طريقها إلى مالي، وهي تقل أجانب، وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء لإجبار السائق على التوقف، بيد أن سائق السيارة تابع السير، ولم يستجب لتهديد المهاجمين، مما دفعهم إلى إطلاق الرصاص على إطارات السيارة، لإجبارها على التوقف، وقاموا باقتياد مواطن أوروبي وسيدة سمراء، إلى جهة مجهولة.

ورغم أن المعلومات عن هوية المخطوفين والمختطفين، لم تتأكد رسميا، فإن مصادر إعلامية ذكرت أن المخطوفين هما رجل إيطالي، وزوجته البوركينية (بوركينافاسو).

وتعتبر هذه العملية الأولى من نوعها في موريتانيا التي تستهدف مواطنة أفريقية،حيث كانت العمليات مقتصرة على أصحاب البشرة البيضاء، والعيون الزرق أي الغربيين، ولم تطل قط أصحاب البشرة السمراء (الأفارقة)، وهو ما اعتبره متابعون للشأن الأمني في موريتانيا تطورا خطيرا، إذ يخشون أن تتوسع عمليات الاختطاف لتشمل جميع زائري موريتانيا بغض النظر عن عرقهم أو جنسهم أو لون بشرتهم.

وقامت السلطات الجهوية بالمنطقة بتعزيز التشكيلات الأمنية الموجودة على الحدود مع جمهورية مالي لملاحقة الخاطفين الذين ترجح جهات أمنية أن عمليتهم تحمل بصمات تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.

وتقوم وحدات الجيش الموريتاني بعمليات تفتيش واسعة في المنطقة التي تمت فيها عملية الاختطاف، من أجل ملاحقة الخاطفين الذين يعتقد أنهم توجهوا شرقا، من أجل الوصول إلى الأراضي المالية، حيث توجد معاقل «القاعدة». وكانت موريتانيا قد اعتمدت في الآونة الأخيرة استراتيجية وصفتها جهات أمنية بـ«المتكاملة» تروم القضاء على خطر الإرهاب الذي تنامى في الفترة الأخيرة في البلاد، وبدأ يهدد كيان المواطن في أمنه واستقراره.

وتعتبر هذه العملية الثانية من نوعها في أقل من شهر، حيث استهدف مسلحون ثلاثة من الإسبان في شمال البلاد يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في الطريق بين نواكشوط ونواذيبو. وتبنى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، الذي يتخذ من الصحراء معقلا له، مسؤوليته عن العملية.