وزيرة الأمن الداخلي الأميركية ترد على ارتفاع قضايا الإرهاب بجمع مزيد من المعلومات

قالت إن وزارتها تنشر عدد كبيرا من محللي الاستخبارات وتزيد من جهود التواصل مع الجاليات الإسلامية

TT

ردا على ارتفاع عدد قضايا الإرهاب التي اتهم فيها عدد من الأميركيين قالت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية جانيت نابوليتانو إن وزارتها تنشر عدد كبيرا من محللي الاستخبارات في الولايات الأميركية، وتزيد من جهود التواصل مع المجتمعات الإسلامية». وخلال المقابلة التي أجريت معها هذا الأسبوع شرحت نابوليتانو استراتيجية مضادة للردكلة تقوم على تقاسم الاستخبارات مع الدولة ووكالات تطبيق القانون إضافة إلى الجهود الحثيثة للتواصل مع الأميركيين المسلمين ومنع الانتقادات الموجهة ضدهم. وأشارت إلى أن الأوضاع الاقتصادية العصيبة وانتشار الإنترنت أسهما في هذه التحديات. وقد تميز العام الأول لقيادة نابوليتانو لهذه الوزارة الكبيرة ـ 230,000 موظف وعدد من وكالات تطبيق القانون من بينها دوريات الحدود والاستخبارات وخفر السواحل ـ بعدد كبير من الاتهامات بقضايا الإرهاب في الولايات المتحدة. وقد وجهت السلطات الاتهامات للعديد من الأميركيين بالتدريب مع القاعدة وحلفائها في الخارج والتآمر لشن هجمات في الداخل والخارج. إضافة إلى ذلك تم توجيه اتهامات بالإرهاب لعدد من الأميركيين بالتخطيط لتنفيذ مؤامرات متطرفة في عدد من الولايات بدءا من تكساس وحتى نورث كارولينا. كان الدور الذي لعبه التطرف في حادثة إطلاق النار التي أودت بحياة 13 عسكريا في فورت هود قد زاد من مخاوف الردكلة في الولايات المتحدة في أعقاب سنوات اعتبر فيها المجتمعات المسلمة المتململة في أوروبا الجبهة الأولى في الغرب. وفي خطابها الذي صرحت به مؤخرا وجهت نابوليتانو تحذيرا قويا بشأن الإرهاب الداخلي. أشارت خلال المقابلة إلى صعوبة تحديد الأسباب وراء هذا التوجه لكنها أشارت إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة تسببت في حالة من الغضب والنفور. وأشارت إلى وجود نوع من الدعايا التي استهدفت المتطرفين المحتملين. وقالت: «هناك الكثير من مناطق الجمال بشأن الإنترنت وكيف عملت على عولمة المعلومات، لكن هناك جانبا مظلما بشان المواد التي تقدمها إلى تلك العقلية الإرهابية ثم يرتبط بذلك نمو الإعلام الجديد من يوتيوب وفيس بوك وهي تعمل كطريقة لربط الأشخاص حتى يمكنهم تنمية ديناميكيات المجموعة». وعلى الرغم من أن وزارة الأمن الداخلي لا تجمع استخبارات متقدمة إلا أن مكتب استخباراتها وتحليلاتها يساعد في تنسيق تدفق المعلومات بين السلطات الفيدرالية والمحلية. وأشارت نابوليتانو إلى أنها أعادت بالفعل نشر حوالي 36 محلل استخبارات من واشنطن لتدعيم 72 مركز صهر أنشأت حول البلاد خلال الإدارة السابقة. تنوي نابوليتانو إرسال المزيد من المحللين إلى هذه المراكز حيث يعمل المسؤولون الفيدراليون مع المحققين المحليين لتقاسم المعلومات الاستخبارية وتوفير التدريب حول اكتشاف التهديدات الإرهابية. وقالت بانوليتانو: «أحد أكبر مبادراتنا في الوقت الحالي العمل مع الدولة ووكالات إنفاذ القانون المحلية عن قرب لتقاسم المعلومات بشان التهديدات والتهديدات المتوالية التي قد تأتي من المناطق القبلية الباكستانية والتي يمكن أن تكون قابلة للحدوث في الولايات المتحدة». وقالت نابوليتانو إنها مهتمة بتوسيع فرق التواصل لمكتب الحقوق المدنية والحريات المدنية التي تضطلع بتطوير العلاقات بين الحكومة والمجتمعات المسلمة وقالت: «إن هذا الانطباع سيعمل على إعادة بناء الجسور». وتعترف نابوليتانو بأنها لم تتوفر لديها الكثير من الفرص لمقابلة الأقليات المسلمة حتى الآن. لكنها قالت إن عملها مع المجتمعات الإسلامية في أريزونا حيث عملت كمدعية عامة وحاكمة أعطاها انطباعا أوليا عن الحاجة إلى الموازنة بين إنفاذ القوانين وحماية الحريات المدنية والتسامح. وتتذكر قضية ميسا في أريزونا عندما قام أحد المسلحين بالتخطيط لقتل مسلمين في أعقاب هجمات 11/9 الإرهابية وانتهى الأمر به إلى قتل مواطنين أميركيين من الهنود السيخ خطأ لأنهم يرتدون العمائم كالمسلمين. وقد بثت الجريمة الخوف بين مسلمي أريزونا. وقالت: «قالت الجالية المسلمة إننا لا نرغب في إرسال أبنائنا إلى المدارس الآن. وقد تولد لدي إحساس حينئذ بأن الشعور بالعزلة أمر خاطئ وهو ما دفعني إلى العمل مع الجالية المسلمة بشأن هذه القضايا». ونظرا لحجم وزرة الداخلية وظهور بعض قضايا الردكلة إلى السطح في عدد من المناطق، فإن الحل الأمثل لذلك يتمثل في التعاون المنهجي عبر البلاد. وقالت: «خلال تقدمنا لا يمكننا القيام بمهام الأمن في الولايات المتحدة من وزارة أو وزارتين في واشنطن بل يجب تقاسم هذا العبء عبر البلاد ككل».

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» خاص بـ «الشرق الأوسط»