اتفاق الكبار يثير غضب الصغار

ممثل السودان يصفه بالمحرقة.. ودعوة أفريقيا للانتحار

TT

أثار اتفاق المناخ، الذي توصل إليه 30 من قادة دول الاقتصادات الكبرى، دوامة في الساعات الأخيرة من المؤتمر الدولي للمناخ في العاصمة الدنماركية. واكتفى رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسن، رئيس الجلسة العلنية الختامية للمؤتمر الذي احمرت عيناه تعبا، بإعطاء الكلمة لمتحدثين ليعبروا عن لائحة طويلة من الطعون في «الاتفاق».

وفي ساعة متأخرة، زادت من مشاعر الضيق بعد 12 يوما من المفاوضات غير المجدية، انتقد ممثل أرخبيل توفالو الصغير في جنوب المحيط الهادئ بشدة مشروع الاتفاق، الذي حدد درجتين مئويتين كحد أقصى لارتفاع حرارة الأرض، وشبهه بـ«حفنة من الأموال من أجل خيانة شعبنا ومستقبلنا». وتسعى الجزر الصغيرة من أجل احتواء الاحتباس في حدود 1.5 درجة مئوية، وذلك لأنها مهددة بأن تغمرها المياه.

ثم توالت انتقادات دول أميركا الجنوبية. وعلى التوالي اتهمت بوليفيا وفنزويلا وكوبا راسموسن «بإعاقة الديمقراطية والشفافية»، وبأنه نفذ «انقلابا على الأمم المتحدة».

وفي حركة مسرحية، لوحت مندوبة فنزويلا بإصبع مجروح، موضحة أنها جرحت يدها للفت الانتباه وإسماع صوتها، مؤكدة أنه «ليس هناك أي إجماع على هذه الوثيقة، ونحن لا نريد مناقشتها». وتصاعدت حدة التوتر حين وصف ممثل السودان لوممبا ستانيسلاس ضيا ـ بينغ اتفاق المناخ الذي أعده القادة الثلاثون بالمحرقة. وقال إن هذا الإعلان «يدعو أفريقيا إلى توقيع معاهدة انتحارية.. إنه حل يقوم على قيم أرسلت 6 ملايين شخص إلى أفران (الغاز) في أوروبا».

ورد وزير البيئة البريطاني ايد ميليباند، الذي جلس في مكان الأميركيين «هذا مثير للاشمئزاز». في حين قال ممثل السويد «هذا جدير بالازدراء».

وقال الفرنسي بريس لالوند إن بلاده دافعت «حتى النهاية» عن هدف 1.5 درجة مئوية. وأضاف «دولة واحدة كبرى عارضت ذلك. ثم كشف أن الأمر يتعلق بالصين.

وأضاف أن «إجراءات (الأمم المتحدة) أوصلتنا إلى طريق مسدود. لقد بذل قادة الدول جهودا في محاولة لمساعدتنا» معربا عن تأثره الكبير «بالشبهات التي تطالنا».

وذكر رئيس الوفد الأميركي تود شتيرن أن الرئيس أوباما تشاور مطولا مع نظرائه الهندي والصيني والجنوب أفريقي وقال «إن عدم الاعتراف بهذا الجهد مخيب للآمال، وحتى غير مشرف لبعض من شارك فيه».

وقالت داسيما ويليمز ممثلة غرينادا «أدعو أخي ممثل السودان إلى إعادة النظر في موقفه وكبح مشاعره، وبإمكاني مساعدته في ذلك».