طلبت مصر من الفلسطينيين التحقيق في وقائع إطلاق نار على حدودها مع غزة، في وقت كان فيه الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية يبحث بالقاهرة مستقبل العملية التفاوضية مع كل من وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، ورئيس المخابرات، عمر سليمان، وذلك عشية سفر سليمان لإسرائيل.
وقال السفير حسام زكى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية إن اللقاء الذي جرى أمس بين أبو الغيط وعريقات، لم يتطرق إلى اسم المرشح القادم لرئاسة السلطة الفلسطينية، في ظل إصرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) على عدم الترشح لفترة رئاسية جديدة.
وكان زكي يرد على أسئلة الصحافيين في القاهرة أمس عقب لقاء المسؤول الفلسطيني مع أبو الغيط، قائلا إن زيارة عريقات تأتي في إطار التنسيق والتشاور المصري الفلسطيني المستمر. وأشار إلى أن الجانبين بحثا الموقف الراهن وتبادل الرأي بشأن الوضع الحالي فيما يتعلق بالعملية التفاوضية الفلسطينية الإسرائيلية واحتمالات استئنافها.
ونفى زكي أن يكون اللقاء تطرق إلى اسم المرشح القادم لرئاسة السلطة. وأوضح حول تأثير التمديد للمجلس التشريعي وللرئيس أبو مازن، على المصالحة الفلسطينية، بقوله إن «هذا الأمر يخص المنظمة»، نافياً أن يكون له تأثير علي موضوع المصالحة.
وتأتي زيارة عريقات لمصر عشية الزيارة المزمع أن يقوم بها رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان إلى إسرائيل اليوم، بدعوة من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لـ «بحث عدة قضايا تخص الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي»، بما فيها احتمالات استئناف المفاوضات، والتهدئة وتبادل الأسرى مع حماس.
وقال عريقات عقب لقاء مع سليمان إنه لا صحة لما تردد عن نية السلطة الفلسطينية طلب عقد قمة عربية طارئة على مستوى الرؤساء والملوك لبحث التوجه لمجلس الأمن لاستصدار قرار بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967. واضاف «نحن نجري التنسيق مع الأشقاء المصريين بهدوء، ولا يوجد نية لعقد هذه القمة، فنحن نعمل تطبيقا لقرارات لجنة مبادرة السلام العربية في اجتماعها الأخير بالجامعة العربية بخصوص التوجه لمجلس الأمن لطلب ترسيم حدود الدولة الفلسطينية، ومن هنا ننسق مع كل الأشقاء لننفذ هذا القرار ودون تسرع حتى نصل إلى النتائج المطلوبة». وشدد عريقات، في ما يتعلق بعملية السلام، على ضرورة التزام إسرائيل أولا بوقف الاستيطان، موضحا أن في حالة استئناف المفاوضات لاحقا يجب أن تبدأ من النقطة التي انتهت عندها، وليس من الصفر. من جانب آخر قالت مصادر أمنية مصرية على الحدود مع قطاع غزة، أن السلطات المصرية طالبت الجانب الفلسطيني بضرورة التحقيق في وقائع إطلاق الرصاص، وملاحقة المسؤول عنها داخل الجانب الفلسطيني من الحدود.
ودفعت الشرطة المصرية أمس بتعزيزات أمنية جديدة مع استمرار إطلاق الرصاص. وقال مصدر أمني إنه تم الدفع بنحو مائتي شرطي وزيادة عدد دوريات العربات المدرعة على طول خط الحدود بصفة عامة، وفي منطقة البراهمة التي يتم الحفر فيها الآن بصفة خاصة، مشيرا إلى أنه لم تقع إصابات.