مصدر يمني لـ «الشرق الأوسط» : لن نعلق على تصريحات لاريجاني حاليا

مصادر أخرى: بعض ما يصدر لا يستحق الرد.. والقيادة اليمنية تدرس الرد على مواقف طهران * معلومات متضاربة عن إصابة أو مقتل عبد الملك الحوثي ونقل القيادة لصهره.. والمتمردون ينفون

TT

تحفظت مصادر يمنية رسمية، حتى اللحظة، على التعليق على تصريحات، علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإيراني، التي أدلى بها خلال زيارته إلى العاصمة المصرية القاهرة، اليومين الماضيين، لكن مصدرا يمنيا رسميا، قال لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا تعليق حتى الآن على تلك التصريحات»، في حين أضافت مصادر يمنية أخرى، لـ«الشرق الأوسط» رفضت الكشف عن نفسها أن صنعاء «لا تزال على موقفها المنزعج من الموقف الإيراني الداعم، بصور شتى للمتمردين الحوثيين في شمال اليمن»، مشيرة إلى أن القيادة اليمنية «تدرس الرد على إيران ومواقفها، رغم أنها تجد أن ما يصدر عن بعض المسؤولين الإيرانيين لا يستحق الرد، في ظل المواقف البينة لها، والتي صنفتها على أنها تأتي لدرء الاتهامات التي وجهت إليها بدعم الحوثيين».

وكان لاريجاني أدلى بتصريحات، خلال زيارته إلى القاهرة، قال فيها إن إيران تنظر إلى مشكلة الحوثيين في اليمن وإلى دورها، والمتهمة بالقيام به، «إن إيران تساند الحكومة اليمنية وشعبها» الذي وصفه بأنه «شقيق»، وأضاف أن «إيران تقدر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح»، وأن هناك «مفاوضات وحوار دائم ومباشر وسلمي بين البلدين، اليمن وإيران»، مشيرا إلى أن «مشكلتنا في اليمن كانت تتعلق بتدخل الإخوة السعوديين في قضية اليمن، وإيران لا ترى أن هناك أي مصلحة في استمرار القتال بين الإخوة اليمنيين في المنطقة». وقال إن بلاده، بكل ما تملكه من إمكانيات، لا تألو جهدا لاحتواء الأزمة الحالية».

وتتهم صنعاء طهران بتقديم الدعم المالي والإعلامي والعسكري للحوثيين المتمردين في شمال اليمن بصعدة، رغم أن الاتهام لم يوجه رسميا إلى الحكومة الإيرانية، إلا أن عددا من المسؤولين اليمنيين اتهموا إيران صراحة بتقديم ذلك الدعم، في حين قال البعض إن مرجعيات إيرانية تقدمه عبر الحوزات العلمية، وفي حين تنفي طهران تلك الاتهامات، فإنها تتخذ، وبحسب مراقبين يمنيين، مواقف وخطوات تؤكد تعاطفها المطلق مع الحوثيين، وهو الأمر الذي أدى إلى تأزم علاقات البلدين، وتحديدا بعيد اندلاع النسخة السادسة من الحرب مع الحوثيين في أغسطس (آب) الماضي، والمستمرة حتى اللحظة، ووصل تأزم العلاقات حد رفض اليمن استقبال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في صنعاء لمرتين متتاليتين، خلال الشهرين الماضين، تارة بحجة انشغال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وأخرى بدون حجة. إلى ذلك قالت خدمة «سبتمبر موبايل»، والتابعة لموقع «سبتمبر نت» التابع لوزارة الدفاع اليمنية، إن مصادر محلية تشير إلى مقتل عبد الملك الحوثي، القائد الميداني للحوثيين في محافظة صعدة في غارة جوية في منطقة وادي الحبال، بصعدة، دون أن تورد المزيد من التفاصيل. وكان موقع «26 سبتمبر.نت» التابع لوزارة الدفاع اليمنية قال في وقت سابق، أمس، إن قائد التمرد في شمال اليمن عبد الملك الحوثي أصيب بجروح بالغة واضطر إلى نقل موقعه بسبب القصف الذي طاله، كما سلم قيادة التمرد لصهر العائلة. لكن الحوثيين نفوا هذه المعلومات وزعموا مقتل 54 مدنيا أمس في غارة سعودية على منطقة رازح اليمنية الحدودية. ونفت السعودية عدة مرات اتهامات مماثلة للحوثيين وأكدت أن عملياتها تقتصر على صد المتسللين إلى حدودها. ونفت السعودية وكذلك اليمن مرارا أن يكون القصف السعودي يستهدف مناطق يمنية، وقال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي الأسبوع الماضي في الكويت، إن كل ما يعلنه الحوثيون عن قصف السعودية للقرى اليمنية «دعاية لا أساس لها من الصحة» تهدف «إلى جر استعطاف اليمنيين».

وقال موقع «26 سبتمبر» نقلا عن مصادر في صعدة، إن قصف القوات الحكومية لمعاقل التمرد في صعدة أجبر «الإرهابي عبد الملك الحوثي وعددا من القيادات التي كانت توجد إلى جواره في منطقة مطرة إلى مغادرتها والانتقال إلى منطقة أخرى» (قد تكون منطقة حيدان). وذكر الموقع أن الحوثي «يعاني حاليا من إصابات بالغة بعد نجاته من موت محقق نتيجة لقصف كاد يودي بحياته مما جعله يوكل مسؤولية القيادة لمن تبقى من عناصره إلى صهره يوسف المداني».

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن مصادر قبلية أكدت لها أمس أن عبد الملك الحوثي أصيب فعلا قبل أسبوعين تقريبا وأنه انتقل إلى حيدان. وتعد حيدان منطقة حيوية بالنسبة للحوثيين وهي أقرب إلى البحر، إذ تبعد 60 كلم تقريبا عن الساحل الشمالي الغربي لليمن.

وذكرت المصادر أيضا أن قيادة التمرد يتولاها في الوقت الحالي صهر الحوثي وهو يوسف المداني (24 عاما تقريبا)، زوج ابنة حسين الحوثي القائد السابق للتمرد الذي قتل في 2004، إضافة إلى عبد الكريم الحوثي، عم عبد الملك الحوثي. إلا أن المتحدث باسم التمرد الحوثي قال لوكالة الصحافة الفرنسية في دبي، إن المعلومات عن إصابة عبد الملك الحوثي بجروح «لا أساس لها من الصحة». واعتبر المتحدث أن «السلطة تحاول من وراء هذه الإشاعات التغطية على الفشل الميداني».