مصادر إسرائيلية: واشنطن تبلور اقتراحا يقوم على تسليم السلطة 40% من مساحة الضفة

يمثل عودة للتسويات المرحلية بعد فشل تسوية دائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني

TT

أعلنت مصادر إعلامية إسرائيلية أن الإدارة الأميركية تعكف على بلورة اقتراح لإحياء المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. ويقوم الاقتراح على أن تنسحب إسرائيل من المناطق المصنفة «ب»، وفق اتفاق «أوسلو»، والتي تخضع لسيطرة إسرائيل الأمنية، وتحويلها إلى منطقة «أ» التي تخضع لسيطرة السلطة الأمنية والمدنية. وأشارت صحيفة «معاريف» إلى أن الاقتراح يتضمن قيام إسرائيل في وقت لاحق بالانسحاب من 20% من مساحة الضفة الغربية. ونوهت الصحيفة إلى أن دينيس روس مستشار الرئيس أوباما لـ«الشرق الأوسط» هو الذي قدم الاقتراح بعدما تبين «عبثية» الاقتراحات التي قدمتها واشنطن حتى الآن والتي تبين أنها غير معقولة، حيث لم تتردد إسرائيل في رفضها، سيما المطالبة بتجميد كلي للاستيطان في الضفة الغربية والقدس. وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن تعتبر الاقتراح مقدمة لاستئناف مفاوضات التسوية، مشيرة إلى أن الإدارة الأميركية تراجعت عن فكرة التركيز على تسوية دائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني والعودة إلى طريقة التسويات المرحلية. وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما أدركت «خطأها» في طرح حلول ذات طموحات عالية، حتى لا تقع في أزمة ثقة جديدة مع الأطراف المعنية، تمس بهيبة الولايات المتحدة، حيث تجرأت إسرائيل على أن تقول «لا» لأوباما. وأشارت الصحيفة إلى أنه تبين لأوباما أن الحكومة الإسرائيلية غير قادرة على التوصل لتسوية للصراع حيث يقيدها اليمين المتطرف، في حين أن الانقسام الفلسطيني الداخلي يحول دون قدرة عباس على اتخاذ قرارات. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس أوباما ينوي ممارسة الضغوط على الطرفين لقبول المقترحات الأميركية المتبلورة، مشيرة إلى أنه في ظل الظروف الحالية فإن نتنياهو «ينتظر هذه الضغوط ويحتاج إليها ويرغب بها، إذ إن رموز اليمين المتطرف في حكومته أبدوا تفهما لهذه الضغوط في قضية تجميد الاستيطان الجزئي المؤقت وراحوا يدافعون عن قراره ويقولون إنه ما كان ممكنا السماح بأزمة مع الولايات المتحدة في موضوع كهذا، وقد يتم تكرار هذا الموقف في مشروع روس هذا». ونوهت الصحيفة إلى أن قوى عديدة في اليمين والوسط الإسرائيلي تريد تحريك المسيرة السياسية بأي ثمن، حتى تلجم الهبة العدائية لإسرائيل في الخارج، سيما بعد صدور تقرير «غولدستون»، الذي اتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تدرك أنها تواجه تدهورا في مكانتها السياسية في العالم اليوم بشكل غير مسبوق، منوهة إلى ما حدث في بريطانيا في الأسبوع الماضي (صدور أمر باعتقال تسيبي ليفني لمحاكمتها بتهمة ارتكاب جرائم حرب خلال العدوان الأخير على قطاع غزة وقبلها تقرير غولدستون والأزمة مع تركيا وغيرها)، معتبرة أن هذه مجرد إشارات تدل على مدى هذا التدهور في مكانة إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن مصادر أميركية قولها إن أبو مازن وعلى الرغم من معارضته للتسويات المرحلية، فلن يستطيع الاعتراض على تسلم منطقة إضافية في الضفة الغربية بهذه المساحة الكبيرة، وليس سهلا عليه أن يقول لا لهذا المشروع.