وكيل وزارة البيشمركة: دون توفير الأمن على الحدود لا يمكن تطوير العلاقات مع طهران

برهم صالح يبحث مع المسؤولين الإيرانيين احتلال بئر فكة النفطية

TT

بحث رئيس حكومة إقليم كردستان، برهم صالح، أمس، مع المسؤولين الإيرانيين، خلال تواجده في طهران التي وصلها قبل بضعة أيام، احتلال قوات إيرانية لبئر نفطية عراقية جنوب البلاد. فيما أكد مسؤول أمني في حكومة إقليم كردستان أنه لا يمكن تطوير العلاقات مع الجانب الإيراني ما لم يصار إلى توفير الأمن على الحدود بين البلدين.

وكان صالح قد وصل إلى طهران صباح السبت والتقى عددا من المسؤلين الإيرانيين.

والتقى أمس بنائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي وأجرى معه محادثات تركزت على الجوانب السياسية والاقتصادية المشتركة‍.

ونقل صالح في بداية اللقاء تحيات الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إلى رحيمي ثم تناول الاجتماع بحث سبل تفعيل التعاون الثنائي بين الطرفين، خاصة في المجال الاقتصادي.

ودعا صالح الجانب الإيراني إلى إزالة العوائق التي تعرقل تطور العلاقات الاقتصادية بين الطرفين، خاصة إقامة مناطق التجارة الحرة على الحدود المشتركة بين البلدين وتقديم التسهيلات الضرورية لتنقل المواطنين والتجار عبر الحدود‍.

من جانبه، أكد نائب الرئيس الإيراني أنه «لا حدود لرغبة إيران في التعاون مع إقليم كردستان، خاصة في مجال التبادلات التجارية، وأن إيران على استعداد لتذليل جميع العقبات التي تقف أمام تطوير علاقاتها الاقتصادية مع الإقليم». ووافق نائب الرئيس الإيراني على قبول الطلبة الأكراد في كليات الطيران الإيرانية وكذلك في جميع الاختصاصات الهندسية والطبية وغيرها من الاختصاصات التي يحتاجها الإقليم.

وحول الوضع السياسي العراقي، دعا رحيمي إلى الاحتكام للدستور العراقي في إدارة العملية السياسية وحل المشكلات القائمة بين بغداد وآربيل. إلى ذلك، أكد اللواء جبار ياور، وكيل وزارة البيشمركة وعضو الوفد المرافق لرئيس حكومة إقليم كردستان أن «الوفد الكردي فوجئ بالأحداث التي وقعت في جنوب العراق باستيلاء القوات الإيرانية على إحدى الآبار النفطية العراقية على حدود محافظة العمارة، ولكن مع ذلك فقد بحث رئيس حكومة الإقليم هذه التطورات مع القادة الإيرانيين الذين التقاهم خلال اليومين المنصرمين».

وكان 11 جنديا إيرانيا قد احتلوا منذ بضعة أيام البئر رقم 4 في حقل الفكة النفطي بمحافظة العمارة جنوب العراق بالقرب من الحدود الإيرانية.

وقال ياور في تصريحات خاصة بـ«الشرق الأوسط» إن «الوفد الكردي كان مساء (أول من) أمس (السبت) في ضيافة وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي عندما اتصل به نظيره العراقى هوشيار زيباري لحث بلاده على الإسراع بحل هذه المشكلة واحتواء تداعياتها الخطيرة على أمن واستقرار العراق، ومن جهته أكد الدكتور برهم صالح ضرورة حل هذا الخلاف المستجد بأسرع ما يمكن وعن طريق التفاوض السياسي».

وحول موقف حكومة الإقليم، قال عضو الوفد الكردي: «نحن في الإقليم جزء من العراق والمشكلات الحدودية مع دول الجوار تهمنا مثل بقية أجزاء العراق، وعليه فإننا في حكومة الإقليم ندعو الجانبين إلى التحلي بالحكمة وضبط النفس منعا لأية تداعيات خطيرة للأزمة التي قد تنعكس بآثارها على الوضعين الأمني والسياسي في العراق، وندعو الجانبين إلى تغليب الحلول التفاوضية لحل مشكلات الحدود المشتركة، وهي مشكلات قديمة جدا، ولكن يفترض إيجاد الحلول السياسية لمثل هذه المشكلات بدل التحركات العسكرية».

وحول الملفات الأمنية التي بحثها الوفد خلال زيارته الحالية، قال ياور إن «المحادثات التي أجريناها مع الجانب الإيراني تركزت بشكل أساسي على الجوانب الاقتصادية والتجارية والبحث في تطوير العلاقات بهذا الجانب، ولكننا نعتقد أنه من دون توفير أوضاع أمنية مستقرة على جانبي الحدود لا يمكن تطوير وتنمية تلك العلاقات. وعليه، فإن الجانب الأمني في الزيارة قد فرض نفسه على المحادثات الجارية بين وفد الإقليم والقادة الإيرانيين، وتبادلنا وجهات النظر حول كيفية ضبط الحدود من الجانبين، وستكون هناك لجنة عليا مشتركة للإشراف على ما تم تحقيقه من التزامات الجانبين وسيكون الجانب الأمني جزءا من هذه المسائل التي تم بحثها والاتفاق بشأنها».