مهدي عاكف لـ «الشرق الأوسط»: انتخابات الإخوان سليمة 100%

محمد حبيب يعلن لـ «الشرق الأوسط» شروطا للموافقة عليها.. وكتلة الإخوان البرلمانية تتدخل للصلح

TT

وقع انقسام داخل جماعة الإخوان بسبب انتخابات المرشد ومكتب الإرشاد، التي قالت مصادر الجماعة إنها بدأت بالتمرير وبشكل سري يوم الخميس الماضي، وما زالت مستمرة حتى وقت متأخر من ليل أمس. وبينما أعلن النائب الأول للمرشد الدكتور محمد حبيب عن شروط للموافقة على هذه الانتخابات، قال المرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف لـ«الشرق الأوسط» إن انتخابات الجماعة سليمة مائة في المائة.

وتدخلت كتلة الجماعة بالبرلمان مساء أمس للضغط لوأد خلافات المرشد الحالي عاكف، ونائبه الأول حبيب، الذي كانت تدور تكهنات عن إمكانية خلافته لعاكف.

وتوجه وفد من أعضاء جماعة الإخوان في مجلس الشعب للقاء الدكتور حبيب، قبل ظهوره على قناة «الجزيرة» الإخبارية القطرية، أمس، لـ«كشف ما يدور من انتخابات يرى أنها مخالفة للوائح ونظم الجماعة»، بحسب المصادر. لكن مهدي عاكف قال إن إجراءات الانتخابات سليمة مائة في المائة.

ومن جانبه قال الدكتور حبيب لـ«الشرق الأوسط»: «نعم جاءني وفد من كتلة الإخوان في البرلمان يرجونني أن لا أظهر على قناة (الجزيرة)، وقاموا بالضغط عليّ بكل الوسائل والسبل، حتى يكون للتدخل والنظر في ما يمكن عمله فرصة. وأضاف أنه اشترط على الوفد الإخواني أمرين اثنين: «الأمر الأول أن توقَف الإجراءات الخاصة بالعملية الانتخابية، والأمر الثاني أن يتم جلوس الإخوة معا: الأستاذ المرشد (عاكف) والإخوة أعضاء مكتب الإرشاد والنائب الأول للمرشد (حبيب نفسه)، لكي يتفقوا على موقف واحد في ما يخص ما يجب عمله».

وقال حبيب: «أرجو أن نؤجل أي حديث ريثما نصل على بعض الأمور». ومن المقرر أن تنتهي ولاية عاكف (81 عاما) يوم الـ13 من الشهر القادم، بعد أن أعلن رفضه شغل المنصب لولاية ثانية، مكتفيا بمدته الأولى التي بدأت عام 2004. وقالت مصادر الجماعة إن أعضاء مجلس شورى الإخوان المكون من 115 عضوا منتشرا في المحافظات المصرية، بدأوا في التصويت في سرية يوم الخميس الماضي، لانتخاب المرشد وأعضاء مكتب الإرشاد، حيث تقوم هيئة مشرفة على الانتخابات بالتنقل بين المحافظات لإجراء الانتخابات وإرسال نتائجها إلى القاهرة للفرز.

وتقول مصادر الجماعة إن مجلس شورى الجماعة لا يجتمع في مكان واحد لإجراء الانتخابات، خشية من تعرضهم للاعتقال من جانب السلطات التي تتعامل مع الجماعة باعتبارها «جماعة محظورة» و«جماعة تتخذ من الدين ستارا للعمل السياسي».

وأشارت المصادر إلى أن الانقسامات في الجماعة تدور بين التيار المحافظ والتيار الإصلاحي، حيث يدعو التيار الأخير إلى المرونة في العمل السياسي. ويقول مقربون من الدكتور حبيب إن وجه اعتراضه على الانتخابات ينصبّ على أن الداعي إليها هو المرشد عاكف، لا مكتب الإرشاد «المنوط به الدعوة إلى الانتخابات»، وإن في إجراء هذه الانتخابات استعجالا، خصوصا أن هناك أعضاء من مجلس شورى الجماعة مغيبون في السجون أو بسبب المرض.

ومنذ إعلان عاكف عزمه التنحّي عن موقعه، ظهرت تكهنات بأن حبيب هو المرشد القادم. ونقل عن حبيب قول لوكالة «رويترز» إن «إجراء الانتخابات بهذا الاستعجال هدفه تمكين فريق ما ضد فريق آخر وليس فقط استبعادي شخصيا بل التعدي علي صلاحيات مكتب الإرشاد».

وأوضحت مصادر الجماعة أن الدكتور حبيب لم يشارك في انتخابات مكتب الإرشاد والمرشد العام، داعيا إلى النظر أولا في مدى صحة الانتخابات، حتى لو تَطلّب الأمر تشكل لجنة قانونية لذلك، مشيرة إلى أن حبيب يرى أن المرشد الحالي «انفرد بالعملية الانتخابية وحده».

واكتفى عاكف بالقول ردا على أسئلة «الشرق الأوسط»: «فليقل حبيب ما يريد أن يقول. أنا رجل ماشٍ مع مؤسسات الجماعة. أنا أؤكد سلامة الإجراءات (بالانتخابات) مائة في المائة».