مستشار في خارجية السويد لـ «الشرق الأوسط»: إغلاق 5 قنصليات بسبب الأزمة العالمية

الموظفون عادوا إلى البلاد والاتحاد الأوروبي يسير تعاملاتها وقنصليات أخرى مهددة

TT

ألقت الأزمة المالية العالمية بظلالها على دولة السويد التي قامت على إثرها بإغلاق نحو 5 قنصليات لها في بلدان مختلفة على مستوى العالم وإعادة موظفيها إلى بلدهم، إلى جانب تهديدها للقنصليات الأخرى في ظل تأثر الدولة بتلك الأزمة، لا سيما أنها تعد من الدول الصغيرة.

وكشف البروفيسور يان هنينغسون، مستشار وزير الخارجية في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية السويدية، عن إغلاق السويد لقنصلياتها في كل من لوس أنجليس ونيويورك وشنغهاي وروسيا والإسكندرية، إلى جانب احتمالية إغلاق القنصلية السويدية في الجزائر على خلفية الأزمة المالية العالمية. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» رغم وجود اعتراضات على إغلاق تلك القنصليات، إلا أنه تم ذلك بعد تأثر السويد بالأزمة المالية العالمية، مؤكدا على عدم وجود أي أسباب سياسية وراء إغلاق القنصليات.

وأشار إلى أنه يتم التعامل حاليا مع تلك البلدان التي تم إغلاق القنصليات بها عن طريق الاتحاد الأوروبي من خلال سفارات الدول الأخرى، مبينا أن إمكانيات السويد تعد محدودة جدا في ظل اعتماد اقتصادها كليا على التصدير، إلا أن اليابان والصين استطاعت التفوق عليها في مجال تصنيع الأجهزة والتقنية.

وأضاف لا يقتصر دور السفارات أو القنصليات على التسويق للدولة فحسب، وإنما يعد رمزا لاعتراف الآخر واحترامه، غير أن الأمر سيصبح جديا إذا ما طال قرار الإغلاق قنصليات السويد الموجودة في العواصم مثل القاهرة أو الرباط أو الجزائر.

ولفت إلى أن السويد تعيش أزمة كبيرة الآن في ظل ارتفاع معدل البطالة خاصة في مصانع السيارات والأجهزة الحديثة المعتمدة بنسبة 90 في المائة على التصدير، مؤكدا أن شركة «سوني اريكسون» اضطرت إلى تسريح نحو 1500 موظف خلال أسبوع واحد. وانتقد مستشار الوزير في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية السويدية عدم قدرة مشاركة الأئمة الشيعة في الملتقيات ببعض الدول العربية، وذلك نتيجة صعوبة حصولهم على تأشيرات للدخول، مستشهدا بذلك على ما حدث في مصر خلال إحدى الحوارات الدينية.

وقال كلما كنا نحاول دعوة ممثلين أو فقهاء من المذهب الشيعي لا يستطيعون الحصول على التأشيرات، الأمر الذي يعيق وجودهم في الملتقيات، غير أن ذلك لا يحدث إطلاقا في السويد، لا سيما أنها تجمع ديانات وطوائف متعددة ومتعايشة مع بعضها بعضا. وأبان بأن الكنيسة الوطنية في السويد تعد الأغلبية من حيث الديانات الموجودة، إذ كان اللوثريون يشكلون نسبة تتجاوز 80 بالمائة من السكان، إلا أن انفصال الكنيسة عن الدولة في عام 2000 كانت الخطوة الأخيرة للعلمانية، الأمر الذي أسهم في انخفاض النسبة إلى 75 في المائة.

وأضاف هناك نحو 300 ألف يتبعون للكاثوليكية، إلى جانب عدد من الأرثوذوكسيين والهندوس والبوذيين، لافتا إلى أن اليهودية في السويد لم تعد بارزة كطائفة كونها اندمجت مع الديانات الأخرى في ظل وجود نحو ثلاثة آلاف يهودي فقط.

وحول أبرز المشكلات والخلافات بين تلك الديانات في السويد أفاد بعدم وجود خلافات فيما بينها، خاصة أن الدين يعد أمرا خاصا، إذ إن الإعلان الصريح عن الديانة على المسرح السياسي من شأنه أن يتسبب في فشل الشخص، إضافة إلى وجود ضغط سياسي من كافة الأحزاب بهدف عدم الخلط بين العقيدة والسياسة. وطالب بضرورة اهتمام المفكرين والمثقفين المسلمين بدراسة الديانات الأخرى وأفكارها وحضاراتها، وذلك بهدف تقوية الجانب الحواري الإسلامي في الملتقيات التي تجمع بين الأديان، مشيرا إلى وجود نقص وعدم توازن في الإطارات الحوارية الإسلامية مقارنة بالمسيحية والعلمانية. وأضاف قائلا نحن بصدد جمع عدد من الأئمة والمشايخ ودعوتهم إلى السويد لرؤية انطباعاتهم حول أفكار الأئمة والقادة المسلمين في البلاد الاسكندنافية، إلى جانب إجراء حوار داخلي بين الإسلام والمسيحية، إلا أن ذلك اللقاء بمجمله ما زال في المرحلة التحضيرية.