قائد الأركان الأميركي: على البنتاغون أن يستعد لتقديم «خيارات عسكرية» ضد إيران

جليلي في طوكيو ينفي صلة إيران بأسلحة كورية شمالية ضبطت في تايلاند

TT

أكد رئيس أركان الجيش الأميركي أمس، أن الجهود الدبلوماسية تجاه إيران تشكل «أفضل أداة» في مواجهة الطموحات النووية لهذا البلد، لكن على البنتاغون أن يكون على استعداد لأن يقدم إلى البيت الأبيض «خيارات عسكرية». وقال الأميرال مايكل مولن في وثيقة بتاريخ أمس عن التوجهات الاستراتيجية لقيادة الأركان الأميركية في 2009-2010 إن «التسوية لم تلح في الأفق بعد لكنني أدعم تماما الجهود المبذولة لإيجاد حلول دبلوماسية للتوترات القائمة» مع إيران. وأضاف «ما زلت أعتقد أن الأدوات السياسية هي الأفضل للتوصل إلى شكل من الأمن الإقليمي، وأن القوة العسكرية لن يكون لها سوى نتائج محدودة». وحذر من أنه «رغم كل شيء، إذا ما طلب الرئيس خيارات عسكرية، فإننا يجب أن نكون مستعدين لتقديمها له».

وتتهم القوى العظمى إيران بالسعي إلى صنع القنبلة النووية الأمر الذي تنفيه طهران التي تؤكد أن برنامجها النووي مخصص لأهداف مدنية فقط. وتتجه الدول الست المكلفة التفاوض في هذا الملف (الولايات المتحدة، الصين، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا) إلى تشديد العقوبات على طهران التي ترفض حتى الآن عروض الحوار مع الدول الغربية.

إلى ذلك نفى سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين أمس، أي صلة بين طهران وأسلحة ضبطتها تايلاند هذا الشهر في طائرة قادمة من كوريا الشمالية، بعد أن ذكرت تقارير أن الأسلحة كانت متجهة إلى إيران. وتنامى القلق من تعاون كوريا الشمالية الوثيق في تكنولوجيا الصواريخ مع إيران التي تشتبه واشنطن أنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية. وفي الأسبوع الماضي صرح مسؤول أمني رفيع في الحكومة التايلاندية يشارك في التحقيق الجاري في الأسلحة المضبوطة على متن الطائرة المحتجزة في بانكوك بأن الأسلحة كانت في طريقها على الأرجح إلى إيران.

وقال جليلي في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة اليابانية طوكيو «مسألة أننا وراء هذه الأشياء لا أساس لها من الصحة تماما ولا نسعى وراء هذه الأسلحة على الإطلاق ناهيك عن جلبها أو استيرادها من دول أخرى». وأضاف «توجهنا.. مختلف تماما عن توجه كوريا الشمالية. نعارض جديا الأسلحة النووية وهي أسلحة دمار شامل». وأشار جليلي إلى أن بلاده على خلاف كوريا الشمالية عضو في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وهي معاهدة عالمية لمنع انتشار الأسلحة النووية، كما أنها عضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأغضبت إيران الأسبوع الماضي الغرب باختبار الصاروخ سجيل 2 الذي تدخل إسرائيل والقواعد الأميركية في الخليج داخل مدى نيرانه. وأبلغ كاتسويا أوكادا وزير خارجية اليابان جليلي «بقلقه الشديد» من الموقف النووي في إيران، وأن المجتمع الدولي قلق للغاية من الروابط بين كوريا الشمالية وإيران. وقال مسؤول رفيع من الخارجية اليابانية للصحافيين إن اوكادا قال لجليلي «من العار أن ينتهي اتفاق بشأن اليورانيوم منخفض التخصيب إلى مواجهة.. الرئيس الأميركي باراك أوباما يفكر في التفاوض مع إيران وعليكم ألا تضيعوا هذه الفرصة. إذا ضيعتم هذه الفرصة قد يغلق الباب».

وفي أكتوبر (تشرين الأول) عرضت الدول الست الكبرى اتفاقا ترسل بموجبه إيران اليورانيوم منخفض التخصيب إلى الخارج لتحويله إلى وقود لمفاعل يستخدم في الأغراض الطبية في طهران. لكن إيران تراجعت مما زاد من احتمال فرض مزيد من العقوبات عليها. وأعطت الولايات المتحدة إيران مهلة تنتهي بنهاية العام لقبول الاتفاق الذي صاغته الأمم المتحدة. وأعربت الحكومة اليابانية عن «قلق شديد» بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي يحول، كما تقول، دون تنمية التعاون مع طهران. وقال أوكادا خلال لقاء مع جليلي «هناك الكثير من المجالات التي يمكن أن نتعاون فيها إلا أن الوضع السائد في إيران لا يسهم في دفع التعاون». وأضاف «أشعر بقلق شديد للوضع المتعلق بالملف النووي في إيران» كما نقل عنه متحدث باسم الوزارة. واليابان من الدول المتقدمة النادرة التي تربطها علاقات جيدة بإيران.