منتخبون أفارقة في مراكش: أفريقيا ليست فقيرة.. بل تم تفقيرها

الملتقى الأفريقي الخامس للحكومات المحلية والبلديات بحث تداعيات الأزمة العالمية

TT

خلص مشاركون في اجتماعات الدورة الخامسة للملتقى الأفريقي للحكومات المحلية والمجالس البلدية إلى أن «أفريقيا ليست فقيرة بل تم تفقيرها». واختتم اللقاء، الذي دام خمسة أيام بالتوقيع على عدة اتفاقيات بين بعض المدن الأفريقية. وكان لافتا التوقيع على اتفاقية توأمة بين مدن صحراوية مغربية ومدن أخرى في موريتانيا والسنغال.

وتدارس المشاركون في الملتقى، الذي انعقد تحت شعار «التدابير المعتمدة من طرف البلديات والحكومات المحلية الأفريقية لمواجهة تداعيات الأزمة العالمية: تطوير التنمية المحلية المستدامة وإنعاش العمل»، محاور تتعلق بالسياسات المحلية الكفيلة بمواجهة الأزمة العالمية الحالية، خاصة على مستوى محاربة الفقر، وضعف البنيات، والحفاظ على البيئة، وتشجيع الإنتاج والعمل، وتقوية التضامن، وإعادة الثقة والتواصل مع السكان. وحقق لقاء مراكش مشاركة قياسية في عدد الحاضرين، إذ تجاوز 3600، بينهم 450 امرأة، قادمين من 72 بلدا من جميع أنحاء العالم، من بينها 47 بلدا أفريقيا، مع مشاركة 34 وزيرا أفريقيا، و400 من عمد المدن أو نوابهم، و20 رئيسا لجمعيات أعضاء المجالس البلدية.

وتوقف الإعلان عند التحديات الكبرى التي تواجه القارة، خاصة المديونية والفقر والاحتباس الحراري. وتميزت أشغال الملتقى بالتوقيع على أكثر من 70 اتفاقية للشراكة والتوأمة بين المدن والبلديات المغربية ونظيراتها الأفريقية.

وقال شكيب بن موسى، وزير الداخلية المغربي، في ختام الملتقى، إن تنظيم الملتقى يشكل برهانا على رغبة مشتركة من أجل تعزيز الحركة المحلية الأفريقية وتطوير اللامركزية، وتوسيع رقعة ممارسة الديمقراطية المحلية بالقارة الأفريقية، بغض النظر عن تباين الاختيارات وتنوع الأفكار، وتشعب المذاهب والاتجاهات.

وأبرز بن موسى أن أشغال هذه الدورة سمحت بالوقوف على ضعف ومحدودية وسائل وإمكانيات البلديات الأفريقية وطرق تدبيرها وتشعب علاقاتها مع محيطها المحلي والوطني والقاري، كما أبانت عن تنوع تدخلاتها، وتعدد أعبائها، ومكنت المشاركين من الدفاع عن مواقف شجاعة وبناءة حيال عدة قضايا تتعلق بترشيد استغلال الموارد والخيرات التي تتوفر عليها القارة الأفريقية. وأعرب حميد نرجس، رئيس مجلس جهة مراكش، عن أمله في أن يشكل هذا الملتقى انطلاقة لحوار جنوب - جنوب عبر تبادل ثقافي شامل. وتوقف نرجس عند التجربة المغربية في مجال اللامركزية الموسعة، مشيرا إلى أن «المغرب لم يكن في يوم من الأيام بعيدا عن القارة الأفريقية»، وأنه «لم، ولن يدخر أي جهد للمساهمة والتضحية من أجل مستقبل أفريقيا».

وقال فتح الله ولعلو، عمدة مدينة الرباط المغربية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الملتقى كان ناجحا بكل المقاييس، وأكد الارتباط التاريخي القوي للمغرب بأفريقيا».

وأضاف «اليوم ظهر أن بلادنا، من خلال تراكمات تجاربها السياسية والاقتصادية، قادرة على أن تلعب دورا أساسيا في تطوير حوار جنوب ـ جنوب، من دون أن ننسى أن المغرب بلد عربي ومسلم يمكن أن يلعب دور القنطرة مع العالمين العربي والإسلامي».

وشدد ولعلو على «أهمية التوقيت الذي انعقد فيه الملتقى، والذي تزامن مع النقاش الجاري حول الأزمة الاقتصادية العالمية، والتي يتعين ألا تكون أفريقيا ضحية لتداعياتها، فضلا عن قمة المناخ، وضرورة ألا تكون القارة السمراء ضحية للانحباس الحراري، خاصة في ما يرتبط بالتصحر، وقلة الموارد المائية والتلوث».

ورأى ولعلو أن «تزامن انعقاد الملتقى مع النقاش الدائر بصدد الأزمة الاقتصادية وقمة المناخ لا بد وأن يقوي الموقع التفاوضي لأفريقيا في عالم الأقطاب».

وبخصوص تنظيم الملتقى في المغرب، قال ولعلو إن ذلك يشكل «نقلة نوعية في علاقة المغرب بأفريقيا»، و«يؤكد الارتباط التاريخي للمغرب مع القارة السمراء»، و«يعرف، في الآن نفسه، بالتجربة المغربية في مجال الإصلاحات والإدارة المحلية والجهوية واللامركزية».

بالموازاة مع محاور النقاش المبرمجة، قدم 197 عارضا منتوجاتهم في المعرض الدولي لشؤون البلديات بأفريقيا (سيتيكسبو). ومنح الملتقى 23 جائزة للفاعلين الأفارقة في مجالات التنمية المحلية، حصد منها المغرب ست جوائز، بعد أن حصلت وزارة الداخلية المغربية على جائزة اللامركزية، تتويجا لإنجازات المغرب في مجال اللامركزية، وتوسيع مشاركة المرأة في تدبير الشأن المحلي، فيما عادت جائزة تعبئة وتجنيد الجالية المغربية في الخارج لوزارة الخارجية المغربية، كما منحت الجائزة الخاصة بالبلد المضيف لوزارة الداخلية، وجائزة التعليم الأساسي لجماعة (بلدية) أيت ورير بمنطقة الحوز، بجهة مراكش، فيما سلمت الجائزتان الخاصتان بالجمعية المضيفة والمدينة المضيفة لكل من الجمعية الوطنية المغربية للجماعات المحلية (البلديات) ومدينة مراكش.

وتم منح جائزة الحكامة التشاركية لمدينة دوندو في موزمبيق، وجائزة التواصل المحلي لمدينة دوربان في جنوب أفريقيا، وجائزة الصيانة لمدينة أنتناناريفو بمدغشقر، وجائزة الحكامة المحلية الجيدة لمدينة لوساكا بزامبيا.

وتقرر أن تعقد الدورة السادسة للملتقى الأفريقي للبلديات والحكومات المحلية، في الفترة ما بين 4 و8 ديسمبر (كانون الأول) 2012 بالعاصمة السنغالية دكار.