عون غير قلق على مكانته في دمشق.. وجنبلاط أُبلغ أن نبأ الرفض السوري لزيارته «غير صحيح»

الحريري أطلع مجلس الوزراء اللبناني على نتائج زيارته العاصمة السورية

TT

أطلع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري مجلس الوزراء الذي اجتمع أمس لأول مرة بعد نيل الحكومة الثقة في القصر الجمهوري على نتائج زيارته العاصمة السورية السبت والأحد الماضيين، فيما كانت الزيارة في حد ذاتها موضع اهتمام كبير في الساحة السياسية اللبنانية.

واعتبر رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية أن زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لدمشق قرار جريء بعد سنوات «من تصريحات ومواقف بعضها عن اقتناع وبعضها عن استغلال لعلاقة سورية باستشهاد الرئيس الحريري». وقال: «عند رجوعه أجريت معه اتصالا هاتفيا، وقد لمست إيجابية كبرى، وأنا من خلال معرفتي الوطيدة بالرئيس الأسد ومعرفتي مؤخرا بالرئيس الحريري أرى أن العلاقة الشخصية لا بد أن تؤثر إيجابيا لأننا -نحن الشرقيين- نتأثر بالعلاقة الشخصية. وهناك نقاط مقاربة عدة لهذا الحدث، وموضوع اغتيال الرئيس الحريري بات في عهدة المحكمة الدولية، واللقاء تمحور حول العلاقات اللبنانية-السورية ومدى أهميتها». وأضاف: «لا أدعي أنني من يقرر الزيارة ولكنني لا أنفي قدرة على نقل الأجواء الطيبة، الزيارة ثمرة تقاربات إقليمية، ولن ألعب دور الوسيط لأنني لا أعرف ولا أرغب في هذا الدور. لقد نقلت كل الكلام الطيب وهذا جو مساعد مع جو التقارب السوري-السعودي، واليوم هناك صفحة جديدة وللسعودية الدور الأبرز في الزيارة». ورأى أن «النائب وليد جنبلاط لا بد أن يزور سورية، وليس هناك رفض، ولكن أنا لا أتدخل في الموضوع، وهذا ما قلته منذ سنتين. والنائب جنبلاط أُبلغَ أن الكلام عن رفض سوري للزيارة غير صحيح».

ورأى الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي أن «زيارة الحريري إلى سورية تشكل خطوة أساسية على طريق وضع رؤية جديدة لمقاربة العلاقة بين لبنان وسورية»، لافتا إلى أنه «يجب أن تكون ركيزة هذه العلاقة الاحترام المتبادل بين دولتين مستقلتين وتتمتعان بالسيادة الكاملة على أراضيهما، ولا أعتقد أن هذا الأمر صعب». وقال: «بعد المرحلة الصعبة التي مررنا بها والأخطاء المتراكمة من الطرفين السوري واللبناني»، ودعا إلى «إجراء تقويم هادئ ومراجعة موضوعية للوصول إلى علاقة متينة بين البلدين تفيد لبنان بالدرجة الأولى وتأخذ في الاعتبار مصالح البلدين في كل أوجهها وهواجسهما المتبادلة وحتمية حسن الجوار»، مؤكدا في الوقت نفسه أنه «حان الوقت لطي ملف التخوين في هذه العلاقة والارتفاع إلى مستوى المسؤولية، ووقف المزايدات المجانية».

ورأى وزير الاقتصاد محمد الصفدي أن «الزيارة التاريخية لدولة الرئيس سعد الحريري إلى دمشق أثبتت أن رئيس الحكومة يتحلى بشجاعة رجل الدولة الذي يغلّب المصلحة العامة على أي مصلحة أخرى، ومنطق الحوار والمصالحة على القطيعة والعداء». وتابع: «انطلاقا من هذه الخطوة الجريئة تقع على المسؤولين في سورية ولبنان مسؤولية إعادة بناء العلاقات المتوازنة التي تكرّس بالممارسة قواعد الاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال، كما تؤسّس لمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي على أكثر من مستوى يعود بالنفع والخير على البلدين». معتبرا أن «عناوين المرحلة الجديدة ستكون اقتصادية بامتياز».

واعتبر وزير الدولة يوسف سعادة أن «زيارة الرئيس سعد الحريري إلى سورية في حد ذاتها إيجابية، ولا شك أن هناك قرارا جريئا من قبل الرئيس الحريري لزيارة سورية بهذا الشكل». وأضاف: «الزيارة من شأنها أن تكسر الجليد وتبني علاقة شخصية بين الرئيس الحريري والرئيس الأسد لخلق الثقة». أضاف: «نحن نعوّل على هذه الزيارة التي نراها مهمة جدا وهي تؤسس لمرحلة جديدة».

وقال عضو تكتل «لبنان أولا» (الذي يرأسه الحريري) النائب نهاد المشنوق إنه «واضح من خلال كلام الرئيس سعد الحريري وكلام المستشارة بثينة شعبان أيضا، أن المباحثات بين الحريري والرئيس السوري بشار الأسد تناولت كل الملفات العالقة، وهذا لا يعني أنها حلت ولكنها وُضعت على سكة المعالجات الحقيقية». ولفت إلى أن «رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري تصرف خلال زيارته إلى سورية بمسؤولية وطنية كاملة، متجاوزا نفسه وأي كلام حول مسائل صعبة مرت عليه وعلينا، فتصرف كمسؤول عن كل اللبنانيين وهو بحكم الدستور ومهامه مسؤول عن رعاية حسن العلاقات بين لبنان والدول العربية وأولها سورية»، معتبرا أن «حديث الرئيس الحريري كان واضحا لجهة أن المباحثات لم تكن شخصية». واعتبر المشنوق أن «الزيارة حققت غرضها بكسر حاجز العواصف، وبحثت جديا ووديا في العلاقات بين البلدين»، مؤكدا أن «المحكمة الدولية منفصلة تماما عن علاقات لبنان بأي دولة وعن علاقات سورية بأي دولة وعلاقات أي دولة بدولة أخرى، فهي جسم قضائي قائم وموجود في لاهاي وأي علاقات دولية لن تؤثر عليه».

وأشار عضو تكتل «لبنان أولا» النائب عقاب صقر إلى أن «نتائج زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لسورية جيدة جدا، ولم يكن لدينا أي عقدة حيال هذه الزيارة، وبالتالي ما نتج عنها كان مرضيا». وإذ شدد على أن «ما تقدم به الرئيس الحريري من طروحات مرحب به لدى القيادة السورية»، أشار صقر إلى أن «الرئيس الحريري طرح كل ما قاله في لبنان على العلن، وتحدث بصراحة وطرح كل المواضيع وقوبل بكل إيجابية». وأضاف: «هناك فعلا نية فعلية من الجانب السوري للتعامل مع لبنان كدولة حرة ومستقلة». وقال: «لم يتبقَّ أي ملف ولم يطرح في خلال الاجتماع بين الرئيس الحريري والرئيس السوري». واعتبر أن موضوع الزيارات المتبادلة بين البلدين سوف يتبلور في الأيام المقبلة، وهي مرتبطة بطبيعة التنسيق بين البلدين.

ولفت القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش إلى أنه يتفهم أن تبقى في لبنان شريحة كبيرة لا تتفهم زيارة الرئيس الحريري إلى سورية»، داعيا في السياق عينه إلى «الانتظار قليلا حتى نرى نتائج هذه الزيارة وكيفية التعامل بين الدولتين ليقتنع كل اللبنانيين بها».

واعتبر عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا أنه بزيارة الرئيس الحريري إلى سورية طبق تيار «المستقبل» والرئيس الحريري شعار «لبنان أولا»، لافتا إلى أن «الملفات العالقة بين لبنان وسورية هي بإرادة سورية، ولتقم سورية بمبادرات إيجابية ونحن سنرحب بهذه المبادرات». وأضاف: «لدينا مخاوف إذا لم تقم سورية بخطوات إيجابية تجاه الأمور العالقة بين البلدين مثل ملف المفقودين والفصائل الفلسطينية المسلحة التي لها علاقة بسورية»، مشيرا إلى أن «الملفات العالقة بين سورية ولبنان تتعلق بالنية السورية تجاه لبنان، ويجب أن ننتظر الآن مبادرات إيجابية من قِبل الحكومة السورية تشجع على السير قدما في هذه العلاقة».

وأشار عضو تكتل «التغيير والإصلاح» (الذي يرأسه النائب ميشال عون) النائب سليم سلهب إلى أن «اللقاء بين رئيس الحكومة سعد الحريري والرئيس السوري رسمي وشخصي»، وردّا على سؤال حول ما إذا كانت زيارة الحريري قد أخذت الموقع الخاص لتكتل «التغيير والإصلاح»، أجاب سلهب: «أتمنى أن يكون الذي أخذ المطرح هو رئيس الحكومة اللبنانية وعلاقة الدولة اللبنانية مع الدولة السورية، وليس لدينا هاجس أن نخسر موقعنا أو لا لدى سورية»، وتابع: «أخذ العبر من الماضي ليس لشخص أو فريق يريد أن يستفيد من العلاقات ولكن لتستفيد منها الدولة كلها»، معتبرا أن «الحفاوة بالرئيس الحريري شيء يطمئن لكون الاستقبال هو لرئيس الحكومة اللبنانية».

ورأى عضو كتلة «حزب الله» النائب حسن فضل الله أن « زيارة رئيس الحكومة إلى سورية خطوة في الطريق الصحيح لإعادة تصويب علاقة بعض القوى اللبنانية مع هذه الدولة الشقيقة»، مشددا في السياق عينه على أن «هذه الزيارة تسهم في إعادة توحيد النظرة اللبنانية والموقف في العلاقة اللبنانية السورية التي نريدها علاقة ودية وأخوية وفق ما ينص عليه الطائف ووثيقة الوفاق الوطني».