صالح لـ «الشرق الأوسط»: علاقاتنا المتميزة مع أميركا يجب أن لا تفسر بأنها ضد دول المنطقة

رئيس وزراء كردستان بعد لقائه وزير الداخلية التركي: الأمن الإقليمي مسؤولية مشتركة

TT

أكد برهم صالح رئيس حكومة إقليم كردستان، تطلع حكومته الجديدة إلى إقامة علاقات متوازنة مع جميع دول الجوار أساسها احترام النظام السياسي العراقي المبني على الدستور الديمقراطي الاتحادي واحترام خيار شعبه في تقرير مصيره، مشددا على أن الإقليم «جزء من المنظومة السياسية في العراق ويرنو إلى تعزيز علاقات متينة مع جميع دول الجوار على أساس المصالح المشتركة».

وقال صالح في تصريحات خاصة بـ«الشرق الأوسط» من داخل الطائرة التي أقلته إلى أربيل عائدا من طهران إن «حكومة الإقليم تسعى لبناء علاقات متوازنة مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية، وفي هذا الإطار لديها علاقات متميزة مع الولايات المتحدة لكونها ساعدت الشعب العراقي في التحرر من النظام السابق، إلى جانب دعمها المتواصل للشعب الكردي، ونحن لم نُخفِ شكرنا وتقديرنا للولايات المتحدة في سعيها لتحرير البلاد من الدكتاتورية»، غير أنه أضاف أن «هذه العلاقات المتميزة بين إقليم كردستان وأميركا يجب أن لا تفسر بأنها ضد مصالح دول الإقليم أو على حسابها، كما لا يجب أن يفسر تطورعلاقاتنا مع دول الجوار على حساب مصالح أميركا، فنحن في حكومة الإقليم لن ننضمّ أو نصطفّ ضمن محاور يتضرر منها شعبنا الكردي، بل نتطلع إلى إقامة أفضل العلاقات مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية بما يخدم مصالح شعبنا وأمنه القومي وفي إطار المصلحة المشتركة لحماية أمن واستقرار المنطقة».

واستطرد صالح: «ربما كان هناك من يرى في كردستان أو الوضع الكردي عامل عدم استقرار في المنطقة، لكن المفارقة أن كردستان هي المنطقة الأكثر أمنا في العراق، وعليه فنحن نعتقد أن أي علاقة متميزة مع أي من دول المنطقة ستصب في المحصلة لمصلحة العراق».

وحول فحوى محادثاته مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي التقاه مساء أول من أمس في طهران، قال صالح إن «محادثاتنا مع القادة الإيرانيين شملت جميع المحاور السياسية والاقتصادية والأمنية، فعلى الصعيد السياسي أكدنا للرئيس الإيراني أن إقليم كردستان يصبو إلى إقامة أفضل العلاقات مع إيران على أساس المصالح المشتركة واحترام سيادة العراق، وأكدنا خلال اللقاء أننا في كردستان جزء من المنظومة الدستورية في العراق، وعليه فإننا نسعى إلى إقامة علاقات متوازنة مع دول الجوار في إطار المصلحة المشتركة للعراق، والجمهورية الإسلامية دولة مهمة في المنطقة لذلك نريد تعزيز شبكة علاقاتنا معها سواء السياسية أو الاقتصادية وأيضا مراعاة المصالح الأمنية للبلدين»، وأضاف: «كما أكدنا للرئيس نجاد أن كردستان تريد أن تكون معبرا لدول الجوار للمرور إلى العراق الجديد خصوصا في مجال التبادل التجاري والاقتصادي، وشددنا أيضا على ضرورة احترام النظام السياسي العراقي الجديد المبنيّ على الدستور الديمقراطي الاتحادي واحترام خيار الشعب العراقي في تقرير مصيره واحترام سيادة العراق، وأكدنا أن إقليم كردستان سيبقى فاعلا ومؤثرا في رسم مستقبل العراق في بغداد، فنحن نريد عراقا قويا ناهضا في المنطقة».

وقال صالح إن «الرئيس نجاد أكد لنا دعم إيران لموقع وثقل إقليم كردستان في المنظومة الإقليمية، ودوره في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة».

وفي المجال الاقتصادي الذي ركز عليه برهم صالح في زيارته إلى إيران، قال: «أكدنا خلال اللقاء على ضرورة تعزيز علاقاتنا الاقتصادية مع إيران وأن يصل مستوى التبادلات التجارية معها إلى مستوى التبادل التجاري بين تركيا والعراق والذي يمر عبر كردستان، كما طالبنا برفع القيود أمام النشاط التجاري بين الطرفين وبالأخص إلغاء تأشيرات الدخول لتمكين التجار والمواطنين من القيام بأعمالهم بحرية أكبر، ووعدونا بدراسة هذا الموضوع، كما دعونا إلى رفع وتيرة التبادل الثقافي والجامعي بين الإقليم وإيران وأن تفتح الجامعات العراقية أبوابها أمام الطلبة الكرد للدراسة في التخصصات التي تتقدم فيها الجامعات الإيرانية، وتلقينا وعودا بذلك أيضا».

وفي وقت لاحق أمس، التقى صالح بوزير الداخلية التركي، بشير أتالاي، الذي يزور العراق لحضور اجتماع اللجنة الثلاثية الأميركية التركية العراقية المعنية بمشكلة حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا، بعد لقاء أتالاي برئيس الإقليم مسعود بارزاني في وقت سابق أمس. وأكد صالح أن «موقف حكومة الإقليم الثابت في مجال التعاطي مع دول الجوار يتحدد برفض أي تحركات أو نشاطات عسكرية معادية لتلك الدول انطلاقا من أراضي كردستان، وهذا يشمل جميع دول الإقليم إلى جانب تركيا، ولكننا نعتقد بأن الأمن الإقليمي هو مسؤولية تضامنية مشتركة لجميع دول المنطقة، فما يترتب على حكومة الإقليم يترتب أيضا على دول الجوار».

من جهته وصف بشير أتالاي زيارته إلى كردستان ومباحثاته مع بارزاني ورئيس الحكومة برهم صالح بالمهمة والتاريخية، معربا عن استعداد تركيا لتدعيم علاقاتها مع الإقليم وعلى كافة المستويات.

وأشار أتالاي إلى «أن تركيا مهتمة بدرجة أولى بأمن واستقرار العراق، وأنها تتطلع إلى تعزيز تعاونها الاقتصادي مع العراق والإقليم لذلك فقد تم الإيعاز إلى السفارة التركية في بغداد إلى تقديم كافة التسهيلات للتجار للتشجيع على زيادة حجم التبادل التجاري مع العراق، وأنها ستعمل بجدية لفتح القنصلية التركية في أربيل في أقرب فرصة ممكنة لتدعيم العلاقات الاقتصادية بين تركيا والإقليم».

وكان الوزير التركي قد زار بغداد يوم أمس للمشاركة في الاجتماع الدوري الثلاثي بين أميركا وتركيا والعراق لبحث مشكلة حزب العمال الكردستاني المعارض، والسعي لطرد قياداته ومقاتليه من الجبال التي يتحصنون بها في شمال العراق.