واشنطن تقوم بخطوة جديدة تثير قلق البعض تجاه إغلاق غوانتانامو

جدل حول إعادة معتقلين إلى بلاد توجد فيها «القاعدة»

TT

أعادت واشنطن 12 من معتقلي غوانتانامو إلى اليمن والصومال وأفغانستان في خطوة جديدة على طريق إغلاق هذا السجن، لكنها يمكن أن تثير قلق البعض نظرا لوجود تنظيم القاعدة في هذه الدول. وأعلنت وزارة العدل الأميركية أمس، أن الولايات المتحدة أعادت ستة معتقلين يمنيين وأربعة أفغان وصوماليين اثنين إلى بلدانهم. وأضافت أن «عمليات النقل هذه جرت بموجب ترتيبات منفردة بين الولايات المتحدة وسلطات كل من الدول المعنية ومع اتخاذ التدابير الأمنية المناسبة». وتشكل إعادة هؤلاء المعتقلين إلى بلدانهم أحدث عملية نقل في إطار سلسلة من هذه الإجراءات التي تهدف إلى إفراغ السجن الأميركي المثير للجدل تدريجيا من السجناء.

ومن أصل 198 معتقلا ما زالوا موجودين في غوانتانامو، سيتم الإفراج عن نحو مائة أو تسليمهم إلى بلدانهم الأصلية أو إلى دول أخرى. أما الباقون فسينقلون إلى الولايات المتحدة لمحاكمتهم على أراضيها أو سجنهم. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن عند توليه مهامه إغلاق المعتقل الذي أصبح رمزا لعهد الرئيس جورج بوش، في يناير (كانون الثاني) 2010. لكن الإدارة الأميركية اعترفت في نوفمبر (تشرين الثاني) بأنها لن تتمكن من إغلاق المعتقل في الموعد الذي حدده. إلا أنها أعلنت الثلاثاء أنها حصلت على سجن في إلينوي (شمال) لنقل معتقلين إليه. ويشكل نقل ستة يمنيين إلى بلدهم خطوة مهمة على طريق إغلاق المعتقل الذي يشكل اليمنيون نصف المعتقلين فيه. وعبرت صنعاء أول من أمس عن ارتياحها لهذه الخطوة. وقالت السفارة اليمنية في واشنطن في بيان إن «اليمن سيواصل الحوار مع الولايات المتحدة لإعادة باقي المعتقلين اليمنيين». ومنذ فتح معتقل غوانتانامو في 2002 أعيد 15 يمنيا إلى بلدهم. لكن الإدارة الأميركية كانت مترددة في تكرار هذه التجربة، خوفا من أن لا تتمكن السلطات اليمنية من منعهم من الالتحاق مجددا بالجماعات المتطرفة.

لكن الإدارة الأميركية تعترف في الكواليس بأنها لا تملك خيارات أخرى. ويمكن أن يهاجم اليمين الأميركي هذه الخطوة، معتبرا أن إعادة رجال يشتبه بتورطهم في الإرهاب إلى بلد غير مستقر مثل اليمن ويعد ملاذا لـ«القاعدة»، يشكل مجازفة. وعبر النائب الجمهوري فرانك وولف قبل أيام عن مخاوف في هذا الشأن مستبقا عملية إعادة المعتقلين. وقال «توقفوا. هؤلاء رجال خطيرون واعتقد أنهم سيقومون بأعمال إرهابية ستكلف أميركيين حياتهم». وأكد مسؤول يمني في واشنطن أنه لن يتم الإفراج عن المعتقلين السابقين فورا، وسيخضعون لإجراءات قضائية لتحديد مصيرهم. وتشكل الصومال أيضا التي يتحدر منها اثنان من المعتقلين مصدر قلق. الشباب المجاهدون الذين يتبنون أفكار «القاعدة» علنا، يقاتلون في هذا البلد قوات الحكومة الانتقالية، ويسيطرون على الجزء الأكبر من جنوب البلاد ووسطها. وقال جيمس جونز مستشار الرئيس أوباما لشؤون الأمن القومي إن «القاعدة لم تعد تشعر بالراحة في باكستان ولدينا دليل على أنهم ينتقلون أو على الأقل جزء منهم، إلى اليمن والصومال». لكن الصوماليين اللذين أبعدا في عطلة نهاية الأسبوع، سينقلان إلى أرض الصومال بالمنطقة شبه المستقلة في شمال الصومال التي تنعم بهدوء نسبي.