الاتحاد الأفريقي يحذر من خسارة المعركة في الصومال بسبب «القاعدة»

هجوم صاروخي على البرلمان الصومالي أثناء خطاب للرئيس شريف

TT

حذر الاتحاد الأفريقي من خسارة المعركة الدائرة في الصومال لصالح تنظيم القاعدة. وقال «وافولا وامونيني»، نائب مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى الصومال، إن انعدام الأمن في الصومال يتحول سريعا إلى قضية عالمية، وإن الدعم الذي تحصل عليه حركة الشباب من قبل منظمات إرهابية دولية مرتبطة بتنظيم القاعدة سيجعلها جماعة إرهابية كبرى تهدد الاستقرار الإقليمي في منطقة القرن الأفريقي برمتها. وفي تصريح أدلى به وامونيني في نيروبي قال «إن (القاعدة) وحلفاءها في المنطقة يكادون يسيطرون على الصومال، وإن قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام (أميصوم) العاملة في الصومال قد تخسر المعركة هناك».

وعبر نائب مبعوث الاتحاد الأفريقي إلى الصومال عن قلقه العميق من أن تدهور الوضع الأمني في الصومال سيكون له مضاعفات سلبية في المنطقة، وأضاف قائلا «الوضع في الصومال بات الآن خارج نطاق السيطرة، وإن ذلك سوف يؤثر على الجميع في هذه المنطقة، ليس فقط على الصومال، لكن يبدو أن البلدان المجاورة للصومال تنتظر هجمات حركة الشباب عليها، قبل أن تتعامل مع هذا الوضع الخطير للغاية». وأضاف «تنظيم القاعدة يلجأ بشكل متزايد إلى الصومال بعد تشديد الخناق عليه في أفغانستان وباكستان، بسبب الضغوط المتزايدة من قبل قوات حلف الشمال الأطلسي على قواعده هناك».

وذكر وامونيني أن هناك الكثير من معسكرات التدريب في الصومال التي يديرها قادة من تنظيم القاعدة، حيث يتم تدريب ميليشيات حركة الشباب على أيدي مقاتلين أجانب من ذوي الخبرة، لتدريبهم في القتال وفي عمليات إرهابية أخرى مثل الخطف والتفجيرات الانتحارية. ودعا وافولا أعضاء الاتحاد الأفريقي إلى الوفاء بتعهداتهم لنشر 8 آلاف جندي في الصومال، ولم يتم حتى الآن سوى نشر نحو 5100 جندي من أوغندا وبوروندي فقط من تلك القوات.

من جهته، دعا قائد قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال الجنرال «ناثان موجيشا» إلى تعزيز قواته وإكمال العدد الذي تم رصده في البداية، وقال «إذا كان لدينا 8 آلاف جندي على الأرض، فإن الوضع قد يختلف تماما عما هو عليه الآن، نحن ما زلنا في المرحلة الأولية، مرحلة مقديشو، ومن المفترض أن تخرج قواتنا من مقديشو إلى المدن الرئيسية الأخرى مثل كيسمايو (500 كم جنوب مقديشو)، والمضي قدما إلى مناطق أخرى في الشمال، لكننا نعاني من نقص حاد في القوات، والحل لهذه المشكلة يكمن في إرسال مزيد من القوات». وذكر موجيشا أن عملية حفظ السلام في الصومال تتطلب حاليا ما لا يقل عن 20 ألف جندي، بسبب أن «القاعدة» وجدت ملاذا آمنا لها في الصومال، وأن العمل الذي يمكن أن تنجز فيه الـ20 ألفا هذه في الوقت الراهن سوف يحتاج لـ100 ألف جندي إذا ترك الأمر لمدة عامين فقط، إذ يتمكن الجهاديون الأجانب من السيطرة على كامل تراب الصومال. إلى ذلك، قالت كينيا إنها لن ترسل قواتها إلى الصومال لمساعدة الحكومة الانتقالية في الوقت الراهن، وفي تصريح أدلى به وزير الدفاع الكيني «يوسف حاج» قال إن حكومته لن ترسل قواتها إلى الصومال، لكنها بدلا من ذلك تقوم بتدريب الشرطة الصومالية ومساعدتها على حفظ الأمن. وكان هناك قرار سابق باستثناء دول الجوار الجغرافي للصومال - إثيوبيا وكينيا وجيبوتي - من المشاركة بجنود في قوات حفظ السلام الأفريقية العاملة في الصومال.

ميدانيا، سقط أكثر من 30 شخصا ما بين قتيل وجريح في تبادل للمدفعية الثقيلة بين القوات الحكومية وقوات الاتحاد الأفريقي من جهة، والمسلحين الإسلاميين المعارضين من جهة ثانية، وبدأ القصف بعدما أطلق المقاتلون الإسلاميون قذائف الهاون على مقر البرلمان الصومالي في الوقت الذي تجمع النواب فيه لاستئناف جلساتهم التي كانت معلقة منذ 4 أشهر بسبب الوضع الأمني في العاصمة مقديشو، وحضر هذه الجلسة الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد. وسقطت عدة قذائف هاون في محيط المقر، لكنها لم توقع إصابات، واستمرت جلسة النواب بعد القصف. من جهتها، ردت القوات الأفريقية التي تحرس مقر البرلمان بقصف مدفعي عنيف تعرضت له الأحياء الشمالية من العاصمة، مما أدى إلى سقوط أكثر من 30 شخصا ما بين قتيل وجريح، جميعهم من المدنيين. وتكررت هجمات المقاتلين الإسلاميين عند عقد جلسات البرلمان، وتعرض مقر البرلمان الانتقالي لقصف صاروخي أكثر من مرة عندما كان النواب يحاولون الاجتماع فيه.