إعلان نتيجة مكتب إرشاد الإخوان: فوز العريان وخسارة حبيب وأبو الفتوح

رشوان: حبيب قد يخرج من الجماعة.. وهزيمة أبو الفتوح أكبر ضربة للتيار الإصلاحي

سودانيون مؤيدون للمعارضة يتظاهرون احتجاجا على قوانين الانتخابات الحكومية في العاصمة الخرطوم (رويترز)
TT

وسط مفاجئات مدوية قد تثير ردود أفعال عنيفة، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين أمس نتائج انتخابات مكتب الإرشاد، وفاز 16 فردا بعضوية المكتب، أبرزهم الدكتور عصام العريان، الذي رفض أعضاء المكتب السابقين دخوله مباشرة بعد خلو مقعد محمد هلال برحيله، فيما خسر عبد المنعم أبو الفتوح مقعده، ومعه الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد. وأسفرت الانتخابات التي أعلنت أمس عن دخول 16 عضوا مكتب الإرشاد، هم: أسامة نصر الدين، جمعة أمين عبد العزيز، الدكتور رشاد البيومي، سعد عصمت الحسيني، الدكتور عبد الرحمن البر، الدكتور عصام العريان، الدكتور محمد بديع، الدكتور محمد سعد الكتاتني، الدكتور محمد عبد الرحمن المرسي، الدكتور محمد مرسي، الدكتور محمود أبو زيد، الدكتور محمود حسين، الدكتور محمود عزت، الدكتور محمود غزلان، الدكتور محيي حامد، الدكتور مصطفى الغنيمي».

بينما احتفظ بعضوية المكتب الدكتور محمد علي بشر، وخيرت الشاطر نائب المرشد، وهما مسجونان حاليا على أثر ما عرف بقضية غسيل الأموال، وقضت محكمة عسكرية علي الشاطر بالسجن 7 سنوات وبشر بالسجن 3 سنوات.

وقال المرشد محمد مهدي عاكف، بخصوص الشاطر وبشر، إن «ما أعلن هو نتيجة الانتخابات التي تمت مؤخرا، أما وضع الأخوين الكريمين فإنهما ما زالا يحتفظان بموقعيهما في مكتب الإرشاد».

ونشر موقع «إخوان أون لاين» نص مادة اللائحة المختصة بهذا الشأن: «لا تسقط عضوية مكتب الإرشاد عند تعرض العضو للحبس والاعتقال السياسي، لحين انتهاء هذه الظروف، وفي حالة زوال السبب يعود لممارسة عضويته حتى ولو أدى ذلك لزيادة عدد أعضاء المكتب عما ورد في هذه اللائحة، ويتم جبر الزيادة عند أول خلو».

وقال الدكتور حمدي حسن، أمين الإعلام بالكتلة البرلمانية للإخوان لـ«الشرق الأوسط»: «الانتخابات الأخيرة اتسمت بشفافية ونزاهة، وتمت بإشراف كامل للمرشد مهدي عاكف، وصوت فيها أعضاء مجلس شورى الجماعة المنتخبون بدورهم من القواعد، وهم أيضا (أعضاء مجلس الشورى) سينتخبون للمرة الأولى مرشدا للإخوان في ظل وجود مرشد حال على قيد الحياة».

وحول ما قيل عن إفراز التصويت لسيطرة التيار المحافظ على مجريات الجماعة، شدد حسن، على أن تقسيم الإخوان بين معتدلين ومحافظين تم من قبل الإعلام ولا وجود له في الحقيقة.

وتوقع مراقبون ردود أفعال عنيفة على النتيجة، وإمكانية انشقاق بعض الأسماء الكبيرة عن الجماعة، خاصة أن حبيب نائب المرشد السابق صرح قبل أيام لقناة «الجزيرة» القطرية مؤكدا وجود خلافات، وأنه غير راض عن إجراء الانتخابات في توقيتها الحالي، لأن معناها تمكين تيار على حساب تيار آخر.

واستبعد حسن، انشقاق أبو الفتوح وحبيب عن الجماعة، مؤكدا أن الخلافات منبعها شيء واحد وهو اختلاف وجهات النظر في تفسير اللائحة، على أثر مشكلة عدم انضمام العريان لمكتب الإرشاد بعد وفاة محمد هلال، وقد حسم مجلس شورى الجماعة الأمر، ودخل العريان عبر انتخابات نزيهة، وخرج آخرون.

وأضاف حسن: «نحن جماعة مؤسسية، ومن الطبيعي وجود خلافات، وأخلاق كل أعضاء الإخوان لا تسمح بالتنافس على مصالح أو سطوة، وحبيب وأبو الفتوح أكبر من إعلان الانشقاق لأنهما خسرا الانتخابات، وقد سبق وترك الجماعة من هم أكبر منهما، فتركها الشيخ محمد الغزالي، والسيد سابق وهما من هما، واستمرت الجماعة، واستمر الاثنان أيضا كقامات باسقة في الفكر الإسلامي».

وفي تعليقه رفض ضياء رشوان الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية الجزم بسيطرة تيار المحافظين على الجماعة، مشيرا إلى أن بعض الأسماء الجديدة ممن دخلوا مكتب الإرشاد أمس لم يعرف هويتها بعد، ومن بينهم محمد أبو زيد ومحمد المرسي وعبد الرحمن البر، لكن «الملامح العامة تؤكد ذلك، لأن خروج عبد المنعم أبو الفتوح تحديدا أكبر ضربة للتيار الإصلاحي داخل الجماعة».

وحول دخول عصام العريان لمكتب الإرشاد كوجه إصلاحي، من الممكن أن يكون بديلا لأبو الفتوح، لفت رشوان إلى أن العريان مهندس الحلول الوسط، والفرق بينه وبين أبو الفتوح كبير، ومن الممكن أن تسأل كل منهما سؤالا يكشف عن الفرق في الدرجة، وهذا السؤال يتعلق بعضوية سيد قطب في الإخوان، فأبو الفتوح سينفي عضويته، وسيتجنب أفكاره بينما لن يفعل العريان ذلك.

وتوقع رشوان ردود فعل عنيفة تجاه الانتخابات الأخيرة، قد تصل لحد الخروج من الجماعة، فقال لـ«الشرق الأوسط»: «الصدمة أشد على محمد حبيب، فقد وصل إلى درجة النائب الأول للمرشد، ثم قائما بأعمال المرشد، وكان الفرق بينه وبين عاكف في الانتخابات الأخيرة التي جاءت به كمرشد صوت واحد فقط، وهو الآن عضو عادي». ونفى رشوان أن يكون أبو الفتوح قد خرج من مكتب الإرشاد كنتاج ما تردد عن حمله صفقة حكومية للتهدئة، تتيح إنشاء حزب للجماعة مقابل تنازلات من بينها الابتعاد عن الانتخابات الرئاسية، مضيفا لا تصدق وجود صفقات فلم يحدث ذلك ولن يحدث».