لندن تتهم «حفنة من الدول» بينها الصين والسودان بـ«مصادرة» مؤتمر المناخ

بكين تشيد بـ«دورها المهم» في كوبنهاغن.. وميركل متفائلة بقمتي العام المقبل

TT

اتهم رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، أمس، «حفنة من الدول» بمنع التوصل إلى اتفاق دولي بشأن التغير المناخي في مؤتمر كوبنهاغن الذي اختتم أعماله السبت الماضي، وتعهد بعدم تكرار «الإجراءات الفوضوية». وقال براون خلال اتصال بالفيديو لاجتماع في لندن إنه ما زال عازما على تحقيق معاهدة دولية ملزمة بشأن التغير المناخي وإنه سيحث على العمل على إصلاح فوري لعملية التفاوض في الأمم المتحدة المتعلقة بمثل هذه الاجتماعات الكبيرة. وأضاف براون أن عملية المفاوضات في كوبنهاغن كانت «فوضوية» «وهيمنت عليها التهديدات والمخاوف»، دون أن يشير إلى دولة بعينها.

وقال براون، الذي رحب باقتراح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعقد اجتماع ثان حول التغير المناخي العام المقبل، «يجب أن لا ندع حفنة من الدول تعرقل جهودنا». وأضاف أنه ما زال متفائلا بشأن مستقبل التغلب على تداعيات التغير المناخي في ضوء «إعلان دولة تلو الأخرى أنها رائدة في مجال مكافحة التغير المناخي».

وكان وزير البيئة البريطاني إد ميليباند علق على موقف الصين مباشرة (الاثنين) بأنها «صادرت» المؤتمر بمعارضتها اتفاقا كان ينص على إلزام شرعي بخفض انبعاثات أكاسيد الكربون. وأوضح في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» أن «الأغلبية الكبرى من الدول المتطورة والنامية ترى أننا لن نتوصل إلى اتفاق دائم يحمي كوكب الأرض إذا لم يرافق التزامات كل الدول التزام شرعي».

وكان وزير البيئة البريطاني إد ميليباند اتهم، في مقال كتبه بصحيفة «الغاريان» البريطانية أمس، الصين والسودان وبوليفيا ودولا يسارية أخرى من أميركا اللاتينية «بمصادرة» مؤتمر كوبنهاغن، بسبب معارضتها للتوصل إلى اتفاق ينص على إلزام شرعي بخفض انبعاثات أكاسيد الكربون. وكتب ميليباند أن بريطانيا ستوضح لتلك الدول التي تقف في طريق معاهدة ملزمة قانونيا «إننا لن نسمح لهم بعرقلة التقدم العالمي». وقال «لا يمكننا أن نسمح مرة أخرى بالسيطرة على المفاوضات حول النقاط الحقيقية للموضوع بهذه الطريقة. لم نصل إلى اتفاق بشأن تخفيض الانبعاثات العالمية بنسبة 50% بحلول عام 2050 أو تخفيض 80% من جانب الدول المتقدمة. اعترضت الصين على الاثنين برغم دعم ائتلاف من الدول المتقدمة والأغلبية العظمى من الدول النامية».

وقالت صحيفة «الغارديان» إنه برغم الإشارة فقط إلى الصين في مقال ميليباند فإن مساعديه أوضحوا أنه ذكر السودان وفنزويلا وبوليفيا ونيكاراغوا وكوبا وكلها حاولت أيضا مقاومة توقيع اتفاق. وتحدث ميليباند عن ضرورة إحداث «إصلاح كبير» لهيئة الأمم المتحدة التي تشرف على محادثات المناخ وعلى طريقة إجراء المفاوضات.

وفي بكين، أعلن رئيس الوزراء الصيني وين جياباو أمس أن بلاده «لعبت دورا مهما وبنّاء للدفع بمفاوضات كوبنهاغن من أجل التوصل إلى النتائج الحالية». وأفادت مقتطفات من المقابلة نشرتها وزارة الخارجية الصينية أن رئيس الحكومة يقول بالخصوص إن بلاده «أبدت أكبر قدر من الصدق وبذلت كافة جهودها».

من جانبها، عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن أملها في التوصل إلى اتفاقية عالمية لحماية المناخ على الرغم من النتائج الضعيفة لمؤتمر كوبنهاغن. وقالت ميركل أمس في برلين إنه ستكون هناك أهداف ملزمة لحماية المناخ خلال المؤتمر المقترح عقده في مدينة بون الألمانية، والمؤتمر الذي يليه في المكسيك العام المقبل.

وكانت قمة كوبنهاغن انتهت السبت باتفاق يمثل الحد الأدنى، عندما «أشار» مندوبو الدول المشاركة إلى أن الاتفاق الذي أبرمته الولايات المتحدة والصين وقوى أخرى ناشئة لا يلبي الكثير من الأهداف الأصلية للمؤتمر. وكان الاتفاق أضعف من الاتفاق الأوسع الذي توقعه كثيرون. ويضع الاتفاق هدفا بتحديد الزيادة في درجة حرارة الأرض عند حد أقصى يبلغ درجتين مئويتين. ويعرض تقديم 100 مليار دولار مساعدات سنوية اعتبارا من عام 2020 للدول النامية لكنه لم يحدد على وجه الدقة من أين ستأتي هذه الأموال. وأحال الاتفاق القرارات المتعلقة بقضايا جوهرية مثل خفض الانبعاثات إلى المستقبل.