الأمير خالد بن سلطان: مهلة يومين لمتسللين لمغادرة منطقة الجابر

قال: حصيلة المعارك 73 شهيدا و26 مفقودا منهم 12 تأكدنا من وفاتهم.. والمصابون 60 بعد أن بلغوا 470

TT

أعلن الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، أن عدد شهداء القوات السعودية بلغ 73 شهيدا، فيما بلغ عدد المفقودين 26 مفقودا، بينهم 12 شهيدا تم الإبلاغ عن وفاتهم ولم يتم تسلم جثامينهم، وقال: «نعلم أنهم توفاهم الله ونعتبرهم شهداء، ولكن جثثهم لم نتسلمها، وبعضها لم نعرف أين هي، وإن شاء الله نحاول نأتي بها في أقرب فرصة»، مبينا أن عدد المصابين انخفض إلى 60 مصابا بعد أن بلغ 470 مصابا.

ولفت الأمير خالد خلال مؤتمر صحافي، عقده في محافظة الحرث، بعد زيارة تفقدية قام بها، أمس، للخطوط الأمامية للقوات السعودية في الحدود الجنوبية، إلى أن الخسائر في صفوف المتسللين كبيرة جدا، داعيا المتسللين إلى تحكيم عقولهم، مستغربا قذف أنفسهم في الضلال الذي كان أحد أسباب خسائرهم.

وأكد مساعد وزير الدفاع السعودي أن بلاده لن تفتح أي باب للنقاش أو التفاوض مع أي فئة ضالة، مشددا على أن المتسللين المسلحين «لن يكون لهم نصيب من المفاوضات مع السعودية بشأن ما يحدث على الشريط الحدودي الجنوبي»، وقال: «إن عليهم العودة إلى حكومتهم للتحدث معها، وأن يظهروا الخير لبلدهم أولا»، مبينا أن السعودية لن تتحدث أو تتفاوض إلا مع حكومات الدول.

وأوضح الأمير خالد بن سلطان أن القوات السعودية تسيطر بالكامل على أراضيها بعد تطهيرها من المتسللين المسلحين، «عدا نحو 25 في المائة، وربما أقل، من الشريط الحدودي، تعتبر مناطق يتسلل من خلالها المتسللون المسلحون عبر الجبال والأودية، الذين تتفاوت أعدادهم عند محاولة تسللهم ما بين متسلل واحد إلى 3»، وقال: «إن هذه النسبة لا تعني شيئا بالنسبة للقوات السعودية كقوات محاربة»، نافيا وجود أي تجمعات كبيرة حول الشريط الحدودي، قائلا: «إن الشريط تحت السيطرة الكاملة من قبل القوات السعودية».

وأكد أن المتسللين يواجهون جنودا أسودا مرتفعة معنوياتهم، وقال: «في منطقة مسرح العمليات جنودنا أسود، والروح المعنوية مرتفعة، وهذا لا يستغرب عليهم، فالمقاتل السعودي والقوات المسلحة السعودية دائما معروفة بإيمانها بالله سبحانه وتعالي، ثم خدمة المليك والوطن، هو شعارنا قولا وفعلا، لهذا لا تخافوا على المملكة ما دام فيها جند خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، يحمونها أرضا وسماء».

وكشف أن التحقيقات مع الذين تم القبض عليهم من المتسللين المسلحين مستمرة، التي بينت أن ولاءهم ليس لدولتهم بل لجهات أخرى، وقال: «إن المنطق يقول إن ولاءهم إلى دولة أخرى غير دولتهم»، مبينا أن التسليح الذي يحظون به والمخازن التي تم تدميرها وما تحويه من عتاد وأسلحة «لا تدل على أنها لا تأتي من متسللين، بل تأتي من دولة وربما أكثر من دولة تمدهم، ولكن نتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يعيدوا حساباتهم مع أنفسهم ويجعلوا ولاءهم لوطنهم».

ونفى الأمير خالد بن سلطان، أن يكون المتسللون المسلحون استخدموا أي أسلحة محرمة دوليا عند هجومهم على الشريط الحدودي السعودي مثل الأسلحة الكيميائية، مستدركا أن كثيرا من المتسللين تسلل لأسباب أخرى، «وهو أمر موجود منذ سنين طويلة، وأنهم من اختصاص وزارة الداخلية التي تقوم بعملها على أحسن وجه».

وأشار إلى أن القوات المسلحة في حالة تدريب مستمر، وأنها طوال السنين الماضية تتدرب لكي تعمل وهي مستعدة في كل الأوقات، لافتا إلى أن تبديل المهمة العسكرية على الشريط الحدودي تمت خلال 3 ساعات في كل قطاعات القوات الجوية والبرية والبحرية، مبينا أن القوات تمركزت فور وصولها على الشريط الحدودي في مواقعها، وتمكنت خلال الشهر ونصف الشهر الماضي من تدمير جميع التجمعات التي استحدثت داخل نطاق الشريط الحدودي، وقال: «أما في الوقت الحالي فإن الحدود تمت السيطرة عليها بشكل تام، حيث لم يتبق هناك إلا متسللون بمجموعات في عددها تتراوح بين 1 - 3 أفراد، وأنهم اعتمدوا في الوقت الراهن نظير انعدام قدرتهم على المواجهة مع القوات السعودية على أعمال القناصة». وكشف أنه لم تسجل أي حالات استسلام تطوعية من قبل القيادات الميدانية للمتسللين المسلحين، للقوات السعودية، مجددا إلى أن بلاده لا تريد محاربة أحد، أو التدخل في خصوصية أي دولة شقيقة مجاورة، «بل تتمنى دائما أن تكون مساندة لدولة اليمن الشقيقة لازدهارها والعمل مع حكوماتها»، موضحا أن المتسللين كلفهم وجودهم في أماكن قاحلة وفي التباب والجبال الخسائر الكبيرة والكثيرة جدا، وأنه يتمنى منهم أن يعودوا إلى عقلهم ورشدهم ويرجعوا، وأن لا يعبر الحدود الجنوبية أي متسلل، وقال: «متى ما أوقفوا التسلل فإن المملكة ستعتبر الأمر شأنا داخليا»، مشددا أن هناك أوامر بضرب أي تجمعات في أي مكان قد يوجد فيه متسللون، وأكد أن جميع حدود المملكة من شرورة إلى جازان مؤمنة بالكامل، وأن أماكن الاختراق معلومة مسبقا، وأن أي محاولة للاختراق سيتم فيها تدمير المتسلل.

وأكد مساعد وزير الدفاع السعودي للشؤون العسكرية، أن بلاده تحاول في الوقت الحالي تقليل الخسائر البشرية بالنسبة للمتسللين، وأنها تدعوهم إلى العودة إلى داخل حدود بلدهم، وأن يكونوا بعيدين عن مرمى نيران القوات السعودية، مشددا على أن قوات الجيش لن تتوانى في قتل أيا كان ممن يدخل إلى المنطقة التي حددت من السابق بأنها منطقة قتل.

وتطرق الأمير خالد إلى دور الإعلام في تغطية الأحدث، وبين أنه يحترم دور الإعلام السعودي في نقل وتغطية الأحداث التي جرت على الشريط الحدودي بكل شفافية، مفيدا بأن «القوات المسلحة تحاول أن تقدم كل المعلومات المطلوبة للوسائل الإعلامية لتسهيل وإيضاح الصورة الحقيقة للرأي العام عبر منحها كل المعلومات اللازمة التي لا تؤثر في سير العمليات الحربية».

وكشف الأمير خالد، أمس، عن وجود مجموعة من أربعة متسللين في منطقة الجابر، وقال: «أعطيناهم مهلة تتراوح بين 24 - 48 ساعة لمغادرة المنطقة قبل أن يقوموا بأي محاولة لاختراق الشريط الحدودي السعودي»، مؤكدا أنه في حال عدم تراجعهم إلى بلدهم وتحكيم عقولهم سيتم تدمير الموقع بأكمله دون هوادة.

وعن التعامل مع الأسرى من المتسللين المسلحين، أوضح الأمير خالد بن سلطان أن بلاده تحترم خصوصياتهم حتى لو كانوا أعداء، وأنها مسؤولة عنهم وعن راحتهم، «وتدفعها في ذلك تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف»، موضحا أن هناك من بين عناصر المتسللين من يحمل جنسيات دولتين أو 3 دول لم يفصح عنها. وأكد أن المعارك والاشتباكات العسكرية الكبيرة على الشريط الحدودي مع المتسللين المسلحين باتت شبه منتهية، خصوصا خلال هذا الأسبوع الحالي، وقال: «لم يتبق سوى تسللات بسيطة»، مبينا أن المتسللين يعتمدون على أسلوب القناصة، وقال: «ستكون القوات السعودية لهم بالمرصاد حتى آخر متسلل»، وطمأن شعب بلاده بأن المهمة الخاصة بإحباط عمليات المتسللين تمت بنجاح، وأن القوات ستظل موجودة على الشريط الحدودي حتى لو كان هناك متسلل واحد فقط.

وكان الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، تفقد، أمس، أفراد القوات المسلحة المرابطين في الخطوط الأمامية على الحدود الجنوبية، وألقى كلمة خاطب فيها الجنود الذين وصفهم بـ«الأبطال الأشداء»، و«المقاتلين الشجعان»، مؤكدا أنه يحيي فيهم هذه البطولات «التي تقدمونها، وأحيي فيكم هذه الشدة التي تظهرونها لأعدائكم، تلكم الفئة الباغية التي لم ترع حقوق الدين والأخوة والعروبة، ولا الجوار الحسن، وأهنئكم على هذا الانضباط التكتيكي الذي تقومون به وعلى هذه الروح القتالية العالية وعلى ذلك الانطباع الحسن الذي يتحدث به مواطنوكم عنكم في كل مناطق المملكة شرقيها وغربيها وأوسطها ومن شمالها إلى جنوبها».

وأكد أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز القائد الأعلى لكل القوات العسكرية، شرّفه بنقل تحياته وتقديره وتهنئته لهم بالعام الجديد، واعتزازه بكل رجل منهم، مؤكد أن الملك عبد الله يولي كل القوات المسلحة بمختلف قطاعاتها جل عنايته ورعايته، ويقود الوطن بإرادة صلبة لدحر الأعداء «مستشعرا فيكم روح المسؤولية الحقة».

كما أبلغهم تحيات وتقدير ووفاء الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، «الذي يتمنى أن يكون هنا معكم وبينكم. وأبشركم بأنه، ولله الحمد، في أتم صحة وعافية».

وقال الأمير خالد: «لقد كنت يوم السبت الماضي مع سيدي ولي العهد في زيارته التفقدية لأبنائه المصابين في مستشفى القوات المسلحة بالرياض، وقد شاهد الجميع تلك المشاعر الأبوية الصادقة والحب المتناهي الذي أظهره أبناؤنا المصابون لوالدهم الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي أبى إلا أن يقابلهم فردا فردا ويقبلهم رجلا رجلا، لما يكنّه لكم جميعا، حفظه الله، من مشاعر صادقة وتقدير عميق، وقد سمعنا منهم جميعا كم هم يتمنون العودة إلى ميدان الشرف والبطولة، حينها خاطبت نفسي ورددت في خاطري وأنا على يقين تام بأنه لن يهزم جيش، بحول الله، هذه معنويات جنده، وكأني قرأت ما يجول في خاطره حفظه الله».

وأضاف: «لقد دأبت قيادتنا الرشيدة أعزها الله على بذل جل الرعاية والاهتمام بأسر أبنائنا الشهداء والمفقودين وإخواننا المصابين، وما زالوا يوجهوننا ببذل قصارى جهودنا ليحظوا جميعا بالرعاية والاهتمام، وإننا، وبحول الله، سنكون معهم قلبا وقالبا منفذين كل ما تتطلع إليه القيادة الكريمة بحكمة خادم الحرمين الشريفين، ورعاية ولي عهده الأمين».