قررت النيابة العامة بمصر أمس إحالة 9 مسؤولين بشركة «المقاولون العرب»، والجهاز التنفيذي لمياه الشرب بوزارة الإسكان إلى المحاكمة الجنائية لإهمالهم في تأدية واجبات وظائفهم، في قضية تلوث مياه الشرب بقرية البرادعة بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة)، الأمر الذي أدى إلى تفشي مرض التيفود بين أهالي القرية.
وكشفت التحقيقات، التي أجرتها نيابة جنوب بنها الكلية، أن أسباب تفشي مرض التيفود بين أهالي القرية المذكورة، تمثل في شبكة الصرف الصحي العشوائية التي أقامها الأهالي وما ترتب عليه من تداخلها مع شبكة مواسير المياه النقية واختلاطها بها، فضلا عن إهمال المتهمين في شركة «المقاولون العرب» ووزارة الإسكان، وعدم غسل وتطهير شبكة المياه الجديدة التي وقعت بها كسور وشروخ تسللت من خلالها المياه الملوثة ومياه الصرف الصحي واختلطت بالمياه النقية، دون أن تتحرك الجهات المسؤولة لتصحيح الأوضاع وإصلاح الشبكة ومد المواطنين بالمياه النقية.
وتسبب تداخل شبكات الصرف الصحي مع شبكات مياه الشرب بقرية البرادعة في اختلاط مياه الشرب والزراعة بمياه الصرف الصحي الملوثة، الأمر الذي أدى إلى انتشار مرض التيفود بصورة كبيرة بين أبناء القرية، وعلى الرغم من أن التقرير المعد من قبل عدد من الجهات الفنية المختصة بشأن القضية قد كشف أن إحدى شبكات مياه الشرب بالقرية تخالف المواصفات وبها عدد من العيوب الجسيمة التي تسببت في اختلاط المياه الملوثة بمياه الشرب، اتهمت سلطات المحافظة من جانبها أهالي القرية وحدهم بالتسبب في الكارثة بقيامهم بعمل طلمبات مياه بين شبكة مياه الشرب وشبكة الصرف الصحي بصورة غير مشروعة دون الرجوع إلى السلطات المختصة، الأمر الذي أدى إلى اختلاط مياه الشبكتين.