الإذاعة.. نافذة «أم إبراهيم» بحثا عن خبر يفرحها بالإفراج عن ابنها الأسير

تقلب بين المحطات على جهاز راديو صغير تمسكه بيدها وصوته مرتفع

TT

حتى لا تفوتها أي أخبار جديدة عن صفقة تبادل الأسرى لا تفارق «غالية بارود» جهاز المذياع مترقبة الإفراج عن ابنها البكر إبراهيم. وأبدت بارود حزنها لفشل إتمام الصفقة بعد رفض الحكومة الإسرائيلية المصغرة التوقيع عليها.

وتقول أم إبراهيم، 75 عاما، في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية «أنا زعلانة على فشل الصفقة.. نريد أن تتم الصفقة لنفرح بأبنائنا الأسرى أحرارا». وتقلب أم إبراهيم، التي ترتدي ثوبا أسود مطرزا، بين المحطات على جهاز راديو صغير تمسكه بيدها وصوته مرتفع.

وتتابع المرأة التي بدا عليها الإرهاق والتعب «انهارت أعصابنا ونحن نتابع على الإذاعة والتلفزيون أخبار الصفقة. لا أنام الليل وأنا استمع للأخبار وأقلب من محطة لمحطة. وعندما تنقطع الكهرباء أبقي الراديو بجانبي».

وقررت الحكومة الإسرائيلية المصغرة مساء الاثنين عدم المصادقة في الوقت الراهن على اتفاق لإطلاق مئات المعتقلين الفلسطينيين مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي المحتجز في قطاع غزة جلعاد شاليط، ومواصلة المفاوضات في هذا الصدد.

ولا تعرف أم إبراهيم ما إذا كان ابنها الذي أمضى 24 عاما في السجن وبقي من محكوميته 3 سنوات من ضمن المشمولين في الصفقة.

وتقول الأم التي لم تر ابنها منذ 13 عاما بسبب منعها من زيارته في سجنه، إن «محمد توأم إبراهيم لديه 9 أبناء وأصبح جدا قبل عدة سنوات، وأنا انتظر أن أقبل ابني إبراهيم وأرقص في حفل زفافه». ويبلغ إبراهيم بارود اليوم من العمر 47 عاما.

ورغم فشل الصفقة حتى الآن تؤكد أم إبراهيم أن لديها «أملا بأن تنجح فجأة الصفقة ونرى أولادنا الأسرى بيننا لأن دعواتنا وصلواتنا لا تتوقف للإفراج عنهم».

والتقت عشرات من أمهات الأسرى الفلسطينيين خلال اعتصامهم الأسبوعي أمام مقر الصليب الأحمر الدولي الاثنين في غزة وعبرن عن أملهن بإتمام صفقة التبادل فورا.

وتقول أم أحمد حرز زوجة الأسير نافذ حرز المعتقل منذ 1985 والمحكوم مدى الحياة «آمالنا بأن تتم الصفقة لنعانق الأسرى محررين».

وتضيف «طبعا نحزن لعدم إتمام الصفقة.. أبو أحمد اعتقل وترك وراءه ستة أطفال لكنه سيعود إن شاء الله وسيجد 25 حفيدا ينتظرون الإفراج عنه بفارغ الصبر لمعانقته».

وتتابع أم أحمد مثل آلاف أمهات وزوجات الأسرى الفلسطينيين الأخبار عبر الراديو والتلفزيون والمواقع الالكترونية أولا بأول في سبيل معرفة أي جديد.

لكن والد الأسير موسى بدوي لا تشغله متابعة نشرات أخبار التلفزيون أو الراديو لأن الأخبار بالنسبة له «محبطة».

ويقول أبو موسى البالغ 60 عاما، «قلبي يعتصر دما ومرارة. كنا متأملين أن تتم الصفقة أول من أمس (الاثنين) لكن إسرائيل تقصد أن تلعب بأعصابنا وتدمر الأسرى نفسيا.. أبناؤنا حزموا أمتعتهم في الحقائب بانتظار إتمام الصفقة لكن كلما تأخرت تنقلب لمرارة».

ويضيف بدوي الذي جاءت عائلته من يافا «ابني موسى اعتقل وكان عمره 23 عاما عام 2000 عند حاجز أبو هولي بعدما خاض اشتباكا مسلحا مع قوات الاحتلال وكان بحوزته أحزمة ناسفة. حكم عليه بالسجن 27 عاما بتهمة قتل يهود. هذا شرف كبير». ثم يضيف «آمل أن نفرح بخروجه قريبا».

وتتسلح أم موسى، 56 عاما، والدة الأسير بدوي الذي لا تفارقها صورته بالصبر، كما تقول، أملا في أن تراه قريبا.

وتقول المرأة التي لم تر ابنها منذ سنوات وهي لا تستطيع أن تحبس دموعها، «كنت أستعد لفرحتي بزواج موسى من خطيبته لكن اعتقلوه وحرموني من الفرحة».

وتمنع إسرائيل أهالي الأسرى في قطاع غزة من زيارة أبنائهم في السجون منذ ثلاث سنوات.

وكثفت إذاعة «صوت الأسرى» في غزة من بث الأغاني والأناشيد الوطنية خلال بثها لعشرات الرسائل القصيرة لأهالي الأسرى من الضفة الغربية وغزة.

وبثت الإذاعة المحلية نص رسالة مكتوبة قالت إنها من أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات المعتقل منذ مارس (آذار) 2006، يقول فيها إن «الأسرى يتابعون عبر الإذاعة الأخبار والتطورات السياسية.. ورسائل الأهالي التي ترفع معنوياتهم».

وقال صالح المصري مدير الإذاعة إن إذاعته تشكل «جسرا للتواصل بين الأسرى وذويهم، وحريصون على بث جميع الأخبار بالتفاصيل المتعلقة بصفقة شاليط». وألقت حماس باللائمة على إسرائيل بسبب تأخر إتمام الصفقة.

ورأى عبد الناصر فروانة الخبير في شؤون الأسرى أن «فشل وتأخير الصفقة أهون بكثير من أن تتم وفقا للمعايير الإسرائيلية وتجاهل الإفراج عن ذوي الأحكام العالية».