لاريجاني عن الاحتجاجات في إيران: هذا إيجابي للديمقراطية

دعا إلى تقارب بين مصر وإيران وبذل جهود سياسية وإعلامية لتحقيقه

TT

رغم أن زيارة علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني، لمصر على مدى الأيام الثلاثة الماضية كانت بغرض حضور اجتماع لجنة مراجعة وتعديل النظام الداخلي لاتحاد برلمانات الدول الإسلامية، إلا أن المسؤول الإيراني رفيع المستوى حرص على إطلاع جميع الفعاليات المصرية والعربية رسمية وشعبية وإعلامية على وجهة نظر بلاده من التعاطي الدولي والإقليمي مع أزمة الملف النووي الإيراني، وكذلك التطورات الجارية في المنطقة، وخاصة علاقة طهران مع مختلف القوى الإقليمية والدولية، ودول الجوار الجغرافي والإقليمي لإيران.

لاريجاني التقى الرئيس المصري حسني مبارك، ووزير خارجيته أحمد أبو الغيط، وعددا من المسؤولين المصريين، وأعضاء المجلس المصري للشؤون الخارجية، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وحسب مراقبين، فإن كل الأطرف في القاهرة تدرك أهمية إقامة علاقات جيدة مع طهران في إطار من الاحترام المتبادل ومبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، لكن لاريجاني لم يقدم جديدا يطمئن دول المنطقة بشأن القضايا محل الجدل، إذ أصر على ضرورة تحسين علاقات إيران مع مصر، لكنه في ذات الوقت هاجم المملكة العربية السعودية وانتقد موقفها حيال الحوثيين وقال ردا على سؤال، حول علاقة إيران بدعم الحوثيين «نحن لنا علاقات ودية مع اليمن وهناك زيارات متبادلة بين البلدين حيث زرت اليمن قبل عدة أشهر ونحن نشيد ببعض المواقف التي اتخذتها اليمن مثل موقف الرئيس علي عبد الله صالح من العدوان الإسرائيلي على لبنان وغزة.. ولذلك نحن لا يمكن أن نتدخل في شؤون الحوثيين وليس هناك أي دليل يؤكد تدخلنا في شؤونهم». وجدد الاتهامات للسعودية قائلا «إنني أنتقد المملكة العربية السعودية توجيهها الضربات لجماعات الحوثيين التي اعتدت على بعض جنودها وتسللت إلى الأراضي السعودية». وقال «ننتقد موقف السعودية من الحوثيين ونحن لا نرى أن من مصلحة الحكومة السعودية أن تقوم بقصف المناطق اليمنية وقتل عدد كبير جدا من الأبرياء». ونفت السعودية مرارا، أنها لم تدخل الأراضي اليمنية، وأن القصف كان للمواقع السعودية التي تسلل إليها الحوثيون. وفي مؤتمر صحافي عقده في ختام زيارته للقاهرة الليلة قبل الماضية، قال لاريجاني «ينبغي تحقيق تقارب بين مصر وإيران وعلى الجميع بذل الجهود سواء على مستوى الساسة أو على مستوى أصحاب الفكر، وحتى وسائل الإعلام لها دور في تقارب مصر وإيران». وأعرب لاريجاني عن اعتقاده بأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي لا تريد أن تكون هناك علاقة ودية بين مصر وإيران، ولذلك فإننا نتمنى بفضل اللقاءات والزيارات التي تتم بين البلدين عودة العلاقات الطيبة بينهما، ولفت إلى «انطباع إيجابي» في هذا الصدد، والرغبة في أن تكون هناك علاقات طيبة في شتى المجالات. وحول كيفية حدوث تقارب بين مصر وإيران في ضوء الاختلاف التام لأجندات البلدين، قال لاريجانى «أعتقد أن الكثير من الناس لديها حساسيات معينة من ناحية العلاقات بين مصر وإيران.. لكنني أحب أن أوضح أمورا في هذا الصدد قد تكون أساسا لعلاقة طيبة بين كل الدول الإسلامية وليس بين مصر وإيران فقط.. أعتقد أن الكل يؤيد استراتيجية إيران الخاصة بالوحدة الإسلامية تجاه إسرائيل.. تعلمون أن هناك ما يسمى بالاستراتيجية وهناك ما يقال عنه الأسلوب.. ربما هذا الأسلوب يختلف من بلد لآخر عند التعامل مع موقف معين، ولكن تبقى الاستراتيجية واحدة.. استراتيجيتنا هي أن إسرائيل عدو لنا جميعا نحن الدول الإسلامية، وهذا يعني أن هناك رابطا واحدا يربطنا كلنا، لكن قد تكون الأساليب أو التكتيكات بين الدول مختلفة لكنها كلها تحت مظلة استراتيجية واحدة وهي عداوتنا لهذا الكيان الإسرائيلي».

وتابع لاريجاني قائلا «الأسلوب الذي اخترناه في إيران هو المقاومة ونحن نعتقد أن إسرائيل والكيان الصهيوني لا يمكن أن يتراجع إلا بالمقاومة وأنتم تعلمون أنه خلال الستين عاما المنصرمة فإن معظم الحروب بدأتها إسرائيل في المنطقة وهذا الكيان هو دائما يخلق مشاكل للمنطقة وهو كيان مبني على الخطر.. انظروا إلى وعود إسرائيل التي لم تلتزم بها».

وعما إذا كان توقيت لقائه الرئيس مبارك له علاقة بجولة خليجية يقوم بها الأخير، وما إذا كان طلب من مبارك نقل رسالة لدول الخليج.. قال لاريجانى «لا.. نحن لدينا علاقات طيبة مع دول مجلس التعاون». وحول مدى استعداد إيران لصد ضربة عسكرية للمواقع النووية من قبل أميركا وإسرائيل.. قال لاريجانى «إننا نستبعد أن تكون إسرائيل جاهزة للقيام بهذه العملية الغبية.. إن الإسرائيليين جربوا أنفسهم من خلال عدوانهم على لبنان وفلسطين ولذلك لا يهمنا الصراخ الإسرائيلي لأننا نعتقد أن هذا الصراخ ناجم عن تخوفهم». وحول التدخل الإيراني في حقل النفط العراقي.. قال لاريجانى «إن هناك علاقات حميمة بين البلدين». وحول اضطراب الوضع الداخلي في إيران بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة.. قال لاريجاني «نحن لا نمنع في إيران التعبير عن الرأي، ونعتبر أن هذا إيجابيا للديمقراطية.. فإيران ليست إمارة يحكمها أمير أو ملك.. فدائما يتغير الرؤساء في إيران».