اليمن: ظهور علني لـ«القاعدة» لأول مرة.. ولجنة تقصٍ في غارة أبين

وزير الإعلام: العملية ناجحة وهناك تنسيق أمني قوي مع واشنطن وعدد آخر من الدول

TT

شكّل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أمس، لجنة خاصة لتقصي الحقائق حول الغارة الجوية التي استهدفت الخميس الماضي، إحدى المناطق بمحافظة أبين الجنوبية التي قالت المعارضة إنها أوقعت العشرات من الضحايا، في حين أعلن مسؤول يمني أن «القاعدة» نفذت خلال العقدين الماضيين، وتحديدا منذ عام 1992، أكثر من 62 عملية إرهابية، وأنها كانت تخطط، قبل العملية الاستباقية، الأسبوع الماضي، لاغتيال شخصيات واستهداف مصالح هامة.

وقال حسن أحمد اللوزي، وزير الإعلام الناطق باسم الحكومة اليمنية، إن التنسيق الأمني بين اليمن والولايات المتحدة «قوي وشامل ويعتقد الحصول على العديد من الخدمات المعلوماتية واللوجستية»، مشيرا إلى أنه تنسيق يشمل عددا آخر من الدول منها السعودية، وإلى أن المعلومات «لا بد وأن تكون متوافرة لدى كافة الأطراف المتعاونة، في هذا المجال». وأكد الوزير أنه كان هناك تبادل للمعلومات حول الضربة الاستباقية لـ«القاعدة» بين الجانبين اليمني والأميركي، مشيرا إلى أنها أثمرت قتل عدد من عناصر «القاعدة» والقبض على 17 من هذا التنظيم.

كما أكد أن عملية أبين أنهت معسكرا من معسكرات التدريب والإيواء لعناصر «القاعدة» في المعجلة بمديرية المحفد التي كان بها هذا المعسكر وأكد مواصلة العمليات ضد «القاعدة» فيما أهاب بالمواطنين بأن يأخذوا حذرهم من العواقب التي قد تنجم عن عملية احتوائهم أو احتضانهم لعناصر «القاعدة».

وكشف الوزير، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي بصنعاء، أمس، أن اللواء الدكتور رشاد العليمي، نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، وزير الإدارة المحلية، سيمثل اليوم أمام مجلس النواب (البرلمان)، وذلك لتقديم تقرير «يتضمن كافة تفاصيل العمليات الأمنية وما كانت تخطط وتعمل على تنفيذه العصابات المنتمية إلى القاعدة من عمليات إجرامية تستهدف أمن واستقرار الوطن»، وقال إنه يتحدث حول هذا الموضوع «من موقع الثقة والفهم لما جرى»، بالنسبة لعملية المحفد «التي أنهت معسكرا تدريبيا للقاعدة». واعتبر الوزير اليمني ردود الفعل المنددة بالعملية بأنها تندرج في إطار «الحرية الكاملة» التي يتمتع بها اليمن.

ويأتي إصدار الرئيس اليمني قرارا بتشكيل لجنة تقصي الحقائق، بعد يوم واحد على تشكيل مجلس النواب (البرلمان) لجنة تقصي حقائق برلمانية. على صعيد آخر، ظهر عدد من أعضاء تنظيم القاعدة في اليمن، في شريط مصور، أمام حشد في أبين وألقى أحدهم خطابا قال فيه إنهم ليسوا أعداء للجيش اليمني، وإنما لأميركا، وعلمت «الشرق الأوسط» أن الشخص الذي ظهر في التسجيل الذي بثته قناة «الجزيرة» مساء أول من أمس، هو محمد العولقي، وليس خالد عبد النبي، القيادي البارز في تنظيم الجهاد الإسلامي في جنوب اليمن، كما قالت صحيفة «الجمهورية» اليومية الرسمية والتي تصدر من مدينة تعز اليمنية، وكان أعضاء «القاعدة» الذين ظهروا مسلحين في التسجيل في إحدى مناطق محافظة أبين الجنوبية، يهددون بتنفيذ عمليات إرهابية أو «جهادية»، كما يصفونها.

إلى ذلك، أفاد بيان صدر عن نائب الرئيس اليمني السابق، علي سالم البيض والمقيم حاليا خارج اليمن، أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، تركز على تداعيات الغارة الجوية في محافظة أبين الجنوبية، وطالب البيض بـ«تفنيد ادعاءات صنعاء حول وجود معسكرات لتنظيم القاعدة في المنطقة التي تعرضت لقصف الطيران، وقال إن لجنة تحقيق عربية هي التي من شأنها أن تضع الرأي العام العربي والدولي في صورة الوضع».

على صعيد آخر، قال وزير الإعلام إن عمليات الملاحقة للمتمردين الحوثيين متواصلة وأن الطيران العسكري لعب دورا كبيرا في هذه العمليات وأن الوحدات العسكرية والأمنية حققت إنجازات كبيرة في مسار هذه الحرب في عمليات التمشيط والتطهير في مدينة صعدة وأشار إلى أن المتمردين في محور الملاحيظ يعانون من ضعف ووهن شديدين مستدلا على ذلك بأن المتمردين لم يستطيعوا أن يقوموا بأي من أعمالهم العدائية التي يستهدفون بها القوات المسلحة والمنشآت العامة والسلطة المحلية وهذا يعني أن نهايتهم باتت قريبة. وعلى صعيد المواجهات بين قوات الجيش والحوثيين، قال مصدر أمني بمحافظة الجوف المحاذية لمحافظة صعدة ومديرية حرف سفيان إن أجهزة الأمن قبضت على 8 من الحوثيين، وأن من بين المعتقلين القيادي في حركة الحوثيين سلطات تركي خرصان وإلى جانبه 7 من رفاقه، وقال إن عملية القبض على هذه الخلية تم في مديرية الحزم بمحافظة الجوف. فيما قالت مصادر قضائية إن النيابة العامة في صنعاء تحقق مع خلية من الحوثيين متهمين بالتخابر مع إيران ولدى هذه الخلية سيديهات ووثائق، وقالت السلطات إن المتهمين على صلة بمراجع دينية في إيران وقدموا معلومات للسفارة الإيرانية بصنعاء تضر بالمركز السياسي لليمن، وأكدت المصادر أن النيابة على وشك الانتهاء من عملية التحقيق قبل أن تبعث بملف المتهمين لمحكمة البدايات المتخصصة بقضايا أمن الدولة والإرهاب في اليمن.