معتقل صومالي سابق في غوانتانامو يصفه بـ«الجحيم على الأرض»

حركة الشباب تنفي انشقاقات في صفوفها

TT

تحدث «محمد سليمان بري» المواطن الصومالي الذي تم الإفراج عنه قبل أيام من السجن الأميركي في خليج كوبا عن أسرار معتقل غوانتانامو والتعذيب الذي تعرض له طوال فترة اعتقاله هناك. ووصف محمد بري معتقل غوانتانامو بأنه «جحيم على الأرض». وفي تصريح أدلى به لوكالة الصحافة الفرنسية، قال بري إنه وزملاءه تعرضوا للتعذيب ومعاملات قاسية وغير إنسانية ومهينة أيضا، وأضاف «معتقل غوانتانامو هو بمثابة جحيم على الأرض ومكان لإذلال المسلمين، أنا لا أشعر بأنني على وضع طبيعي بعد، ولكن أشكر الله لبقائي على قيد الحياة، ثم إخلاء سبيلي من تلك المعاناة الجسدية والنفسية التي كنت فيها خلال فترة طويلة». وذكر محمد بري (44 عاما) أنه أوقف في مدينة كراتشي في باكستان في ديسمبر (كانون الأول) عام 2001 بزعم اشتباهه بأنه إرهابي، بعد أسابيع من شن الولايات المتحدة حربها على الإرهاب، وبعد أربعة أشهر فقط تم نقله إلى سجن «باغرام» الأميركي في أفغانستان ثم إلى غوانتانامو، وذكر أيضا أنه أمضى 8 سنوات معتقلا لدى الأميركيين في باغرام وغوانتانامو، وكان يتعرض للتعذيب بشكل وحشي في كلا المعتقلين». وكان بري مدرسا في إحدى المدارس الباكستانية لفترة طويلة، كما كان يعمل لإحدى شركات الحوالات الصومالية هناك. وقال بري «الوضع في باغرام كان قاسيا، لكن عندما نقلوني إلى قاعدة غوانتانامو فإن أساليب التعذيب تغيرت، وكانت تستخدم نوعا جديدا من التعذيب النفسي الذي يؤثر على السجين جسديا وعقليا». وتابع قائلا «هذا الأسلوب شمل حرمان السجناء من النوم لمدة أربع ليال متتالية على الأقل، وتقديم الغذاء لهم مرة واحدة خلال كل 24 ساعة، إضافة إلى أنهم يضعونك في البرد دون حماية من عوامل الطقس، ومعظم السجناء يواجهون قسوة التعذيب، بما في ذلك الكهرباء والضرب». وعن أسباب توقيفه ونقله إلى غوانتانامو قال بري «إن السلطات الأميركية لم تخبرني بعد لماذا ألقي القبض علي، كانوا يطرحون علي أسئلة كثيرة معظمها كانت تتعلق بخلفيتي، مثل ما كنت أفعله في الصومال، وحول الأشخاص الذين أعرفهم، وأشياء مثل ذلك تتصل كلها بالشبهات»، وأردف قائلا «أنا بريء من كل التهم التي وجهوني إليها، كنت في السجن لمدة ثماني سنوات وشهرين من دون ذنب، ولكن أحمد الله، لأنني حر الآن وعدت إلى وطني، وأتمنى أن أتغلب على آثار تلك المحنة».

وكان محمد سليمان بري أحد المعتقلين الاثنين اللذين سلمتهما الولايات المتحدة إلى سلطات جمهورية «أرض الصومال» بشمال البلاد بعد ما أفرج عنهما من سجن غوانتانامو الأسبوع الماضي. وكان الرجلان المفرج عنهما وصلا إلى هرجيسا على متن طائرة خاصة تابعة للصليب الأحمر الدولي، وتم تسليمهما إلى سلطات أرض الصومال.

وكانت صفقة نقل السجينين الصوماليين من غوانتانامو إلى أرض الصومال تمت بين السلطات الأميركية وإقليم أرض الصومال في إطار تسليم بعض السجناء في معتقل غوانتانامو إلى بلدانهم الأصلية، تنفيذا للخطة التي تنفذها إدارة أوباما لإغلاق معتقل غوانتانامو.

على صعيد آخر نفى الشيخ علي محمود راغي، المتحدث باسم حركة الشباب المجاهدين، حدوث خلافات وانشقاقات في صفوف حركة الشباب. وقال الشيخ إن ما أشيع عن خلافات داخلية في الحركة لا أساس له من الصحة ولا تعدو كونها بروباغندا حكومية للتشويش. وكانت بعض المواقع الإخبارية الصومالية علي الإنترنت قد تناقلت عن خلافات بين قادة الحركة أدى إلى انشقاق داخل الحركة.