موسكو تحتفل بخريجي مركز الأمير سلطان لدراسة اللغة العربية

بمناسبة الذكرى الأولى لافتتاحه

TT

احتفلت جامعة العلاقات الدولية في موسكو بالذكرى الأولى لافتتاح مركز الأمير سلطان لتعليم اللغة العربية، وذلك بمشاركة سفراء الدول العربية وكبار ممثلي الأوساط الدبلوماسية والعلمية والإعلامية في روسيا الاتحادية.

وتابع الحضور في مستهل الحفل شريطا تسجيليا استعرض الجهود التي بذلت من أجل تأسيس المركز، وافتتاحه في العام الماضي، وأهمية دراسة اللغة العربية من أجل تطوير الحوار، وتنشيط العلاقات بين مختلف البلدان والحضارات استجابة لتوصية الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، التي أعرب عنها خلال زيارته للجامعة عام 2007 لتسلم درجة الدكتوراه الفخرية. ولذلك لم يكن غريبا أن يحرص كل المتحدثين في الحفل على الإعراب عن سعادتهم للاحتفال بهذه المناسبة في توقيت مواكب لعودة الأمير سلطان بن عبد العزيز من رحلته العلاجية الناجحة.

وأشار اناتولي توركونوف، رئيس الجامعة إلى أن افتتاح مركز الأمير سلطان لدراسة اللغة العربية أحيا كثيرا من تقاليد الماضي، وأتاح فرصة استئناف دراسة علومها وتاريخها فيما يبدو اليوم سبيلا بالغ الأهمية إلى تفهم الآخر وتطوير العلاقات الروسية -العربية. وأكد أن الأوساط الدبلوماسية والعلمية تقدر للأمير سلطان بن عبد العزيز مأثرته ومكرمته التي تتحول يوما بعد يوم إلى واحد من أهم مراكز تعليم اللغة التي تحظى بإقبال واسع من جانب مختلف الدوائر العلمية والاجتماعية سعيا وراء الالتحاق بالمركز والاستفادة من إمكانياته التقنية. ومن جانبه، أكد الدكتور عبد الله الطاير، عضو مجلس إدارة المركز عن الجانب السعودي على سعادته لرؤية ثمار عمل ونشاط هذا المركز الذي استطاع في أقل من عام أن يعلن عن نفسه بترجمة مبادرة الأمير سلطان إلى واقع ملموس يستفيد منه عشرات الطلاب من داخل الجامعة وخارجها. وأعرب الطاير باسم مجلس إدارة المركز عن الارتياح العام لموافقة الأمير سلطان على اقتراح مجلس إدارة المركز بشأن تسميته باسمه إلى جانب استمرار الدعم المالي، وربط المركز أكاديميا في توأمة علمية مع جامعة الملك سعود بالرياض. وقال الطاير إن ذلك ليس غريبا على الأمير سلطان، وهو الذي يرعى عشرات المراكز والبرامج العلمية حول العالم، في شتى المجالات التي تخدم البشرية.

ومن جانبه، استهل علي حسن جعفر، سفير المملكة العربية السعودية في روسيا الاتحادية كلمته بالإعراب عن سعادته للاحتفال بهذه المناسبة في توقيت مواكب لاحتفالات المملكة بعودة راعي هذا المركز الأمير سلطان إلى شعبه ووطنه بعد رحلة علاجية ناجحة. وأشاد السفير جعفر بجهود الجامعة في احتضان المركز وتطوير نشاطه، وقال إن ذلك كان حافزا مهما في التعجيل بموافقة الأمير سلطان على تسمية المركز باسمه، وربطه أكاديميا بجامعة الملك سعود، مشيرا إلى تكليف سموه لوزارة التعليم العالي، وجامعة الملك سعود للتباحث في شكل العلاقة بين الطرفين بما يخدم نشاط المركز، ويساعد طلابه على الارتقاء بمستوياتهم العلمية، ويعزز مكانة اللغة العربية في مختلف أرجاء روسيا الاتحادية. وتناول السفير جعفر بعضا من إنجازات المملكة على الصعيدين الوطني والعالمي في عام 2009، والدور الذي تلعبه جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز للعلوم والتقنية في هذا المجال.

وحرص القائمون على الاحتفال أن يستهلوا كلماتهم بهذه المناسبة بتهنئة القيادة السعودية وفي مقدمتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأفراد الأسرة الحاكمة والشعب السعودي الصديق بعودة الأمير سلطان بن عبد العزيز إلى الوطن بعد رحلة علاجية ناجحة. وفي ختام الاحتفال قام البروفسور توركونوف والسفير جعفر بتسليم أوائل الخريجين شهادات التخرج ومنهم تاتيانا ستريلتسوفا التي تميزت بكلمتها التي ألقتها في افتتاح الاحتفال، واستهلتها بتقديم آيات الشكر لصاحب المكرمة الخيرة الذي أتاح لها فرصة استكمال دراستها العليا فيما استعرضت من خلالها إنجازات المركز ومدى الفائدة التي عمت على كل طلابه والمترددين عليه بوصفه مركزا أساسيا لا تقتصر خدماته على طلبته من جامعة العلاقات الدولية التي يسمونها عن حق «مصنع الدبلوماسيين الروس»، وهي التي تتبع تبعية مباشرة وزارة الخارجية الروسية.

وجدير بالذكر أن عددا كبيرا من خريجي الجامعة يشغلون اليوم أسمى المناصب الحكومية في بلدانهم، منهم رؤساء جمهوريات ورؤساء حكومات ووزراء، فيما منحت هذه الجامعة درجة الدكتوراه الفخرية للعديد من أبرز القيادات والشخصيات الحكومية المرموقة.