قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن أمس، إنه لن يكون هناك موعد نهائي لخروج قوات التحالف من أفغانستان في الوقت الذي تزداد فيه المخاوف بين الأفغان من أن القوات الأجنبية ستغادر قبل أن تتمكن قواتهم من ضمان الأمن.
ويزور راسموسن أفغانستان للمرة الأولى منذ أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما خططه هذا الشهر لإرسال 30 ألف جندي إضافي إلى ذلك البلد لمحاولة إخماد عنف متصاعد. كما تعهدت دول التحالف بإرسال نحو سبعة آلاف جندي إضافي. لكن خطة واشنطن تدعو أيضا إلى خفض مستويات القوات الأميركية اعتبارا من عام 2011 مع تسلم قوات الأمن الأفغانية تدريجيا المسؤولية، الأمر الذي أثار قلق المدنيين الأفغان. وبلغت الاضطرابات العام الحالي أسوأ مستوى لها في سنوات الحرب الثماني، ويخشى كثيرون من احتمال زيادة التفجيرات والهجمات إذا لم تستعد قوات جيشهم وشرطتهم بدرجة كافية للاضطلاع بمسؤولياتها الجديدة.
ويوجد حاليا زهاء 110 آلاف من القوات الدولية في أفغانستان بينهم 68 ألف أميركي. وقال راسموسن للصحافيين، وهو يقف بجانب الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في كابل، «رسالتي الأولى للشعب الأفغاني هي أعرف أن البعض يتساءل عن مدة بقاء القوات الدولية.. وعلى وجه التحديد.. هم قلقون من أن نغادر قريبا جدا». وأضاف: «لكي لا ندع مجالا للشك.. المجتمع الدولي سيقف بجانبكم.. سيحميكم وسيساعد في بناء بلدكم إلى أن تكونوا مستعدين للاعتماد على أنفسكم». وقال راسموسن إنه ستكون هناك قوة دافعة جديدة عام 2010 مع تعزيز حلف شمال الأطلسي بعثته في أفغانستان، لكن لا يزال تركيزه الرئيسي منصبا على حماية السكان وتدريب مزيد من القوات الأفغانية. وذكر أن قوات الشرطة والجيش الأفغانيين ستبدأ تسلم مسؤولية الأمن من القوات الأجنبية العام المقبل، لكنه شدد على أنه لن يحدث تغيير إلا عندما يصبح الأفغان مستعدين.
وأضاف سيبدأون تولي زمام الأمور عندما يكونون مستعدين. سيستند هذا الانتقال على الأوضاع لا الجداول الزمنية. سنظل على المسار. وتابع أن حلف شمال الأطلسي الآن في مرحلة زيادة القوات لا إنقاصها. لكن رغم أن الرقم المعلن هو سبعة آلاف جندي إضافي، تظهر أرقام مصادر الحلف أنه جرى التعهد بإرسال 5500 جندي فقط، فيما سيجري التعهد بإرسال 1500 آخرين في وقت لاحق. وقالت مصادر حلف شمال الأطلسي إنه من بين 5500 جندي، جرى بالفعل إرسال 1500 جندي على الأقل إلى أفغانستان وأنه لن يجري سحبهم الآن كما هو مقرر.
كما لا تشمل القوات الإضافية نحو 4900 جندي هولندي وكندي، من المقرر أن يغادروا أفغانستان خلال عامي 2010 و2011.