الاتحاد الأوروبي يناقش «إنقاذ كارثة» مؤتمر كوبنهاغن

بكين ترد على لندن: مخططكم لزرع الشقاق بين الدول النامية لن ينجح

TT

فيما عقد وزراء بيئة دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس اجتماعا تطرقوا فيه لموضوع المناخ، اعتبر وزير البيئة السويدي آندرياس كارلجرين، الذي ترأس الاجتماع، أن الاتفاقية التي عقدت مؤخرا في كوبنهاغن بشأن المناخ كانت «كارثة» تحتاج إلى إنقاذ. وقال قبل بدء المناقشات إن الاجتماع سيتطرق «لكيفية المضي قدما بعد الكارثة التي منينا بها في كوبنهاغن».

وألقى كارلجرين، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، باللوم على الولايات المتحدة والصين لسيطرتهما على المؤتمر وموافقتهما على اتفاق لم يحظ بدعم بقية دول العالم، مضيفا أن الهدف الأوروبي بتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 20 في المائة بحلول عام 2020 لا يزال قويا. وأردف قائلا: «لم تحد أوروبا عن أهدافها، ولم تعانِ من انشقاق أو اختلاف في المواقف». واعتبر أن هذا كان حال بعض الدول الأخرى «لا سيما الولايات المتحدة والصين».

كذلك، قال وزير البيئة الألماني نوربرت روتغن إن الاتفاق الأميركي - الصيني في كوبنهاغن «تم ضد مبادئ الاتفاق العالمي الحقيقي». وأضاف: «كان الأمر صعبا وشاقا، وفي نهاية المطاف لم يتمخض مؤتمر الأمم المتحدة سوى عن نجاح طفيف. وعلى الرغم من خيبة الأمل التي تلت المؤتمر فلا يوجد أي سبيل آخر متاح أمام الأمم المتحدة».

بدورها، حذرت وزيرة البيئة الدنماركية كوني هيديغارد من وصم مؤتمر كوبنهاغن بالفشل، لكنها لم تستطع هي نفسها أن تصفه بالنجاح أيضا. وقالت إن من المبكر للغاية التوصل لحل مناسب بشأن تحسين اتفاق كوبنهاغن. وأضافت: «ليس هذا وقت السقوط في براثن الاكتئاب بشأن المناخ. ما نحن بحاجة لأن نفعله هو تأمين الخطوة التي اتخذناها وتحويلها إلى نتيجة. وهذا هو التحدي الأكبر أمامنا هذا العام».

وكانت محادثات المناخ انتهت الأسبوع الماضي في كوبنهاغن بالتوصل إلى اتفاق سياسي غير ملزم بين الولايات المتحدة والدول النامية الكبرى. وأدانت الصين أمس ما نسب لوزير البيئة البريطاني بأنها «اختطفت» المفاوضات في كوبنهاغن، معتبرة أن هذه الاتهامات البريطانية «مخطط يهدف لزرع الشقاق بين الدول النامية». وكان الوزير البريطاني إيد ميليباند كتب في صحيفة «الغارديان» البريطانية أول من أمس مقالا اتهم فيه الصين والسودان وبوليفيا ودولا يسارية أخرى في أميركا اللاتينية بإحباط جهود التوصل إلى اتفاق أعمق حول كيفية مكافحة ارتفاع درجات الحرارة في العالم. وفي تعليق منفصل للصحيفة قال ميليباند إن الصين «نقضت» اقتراحا يلقى دعما واسعا في محادثات كوبنهاغن يهدف إلى الحد من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2050.

ومن دون أن تذكر الوزير ميليباند بالاسم، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانغ يو، في تصريح نقلته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أمس إن «تصريحات بعض السياسيين البريطانيين مخطط سياسي واضح، هدفهم التنصل من مسؤوليات يفترض القيام بها إزاء الدول النامية وإثارة الشقاق بين الدول النامية. ولن يسفر هذا المخطط عن شيء».

في غضون ذلك، قال وزير البيئة الهندي أمس بعد عودته من محادثات المناخ في كوبنهاغن إن بلاده قد تحسن أهدافها المتعلقة بالحد من الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بحلول عام 2020. وقالت الهند إنها مستعدة لكبح «كثافة الكربون» الخاصة بها بما بين 20 و25% بحلول عام 2020 مقارنة بمستويات 2005. وكثافة الكربون هي كمية غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث لكل وحدة من الناتج الاقتصادي. وقال وزير البيئة جايرام راميش أمام البرلمان إن أهداف بلاده «ليست قابلة فقط للتطبيق إلى حد كبير، بل يمكن أيضا تحسينها لمصلحة شعبنا».

وكان الاتفاق غير الملزم الذي تم التوصل إليه في كوبنهاغن، قد أبرم بين الولايات المتحدة وأربع دول نامية كبرى هي الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا. وقال راميش إن الدول الأربع نجحت في إحباط الضغط العالمي للموافقة على تخفيضات ملزمة قانونا للانبعاثات. وأضاف: «تمكنت هذه الدول الأربع من التوصل لاتفاق قائم على مقترحاتها خلال هذا الاجتماع الحاسم لضمان ألا يكون اتفاق كوبنهاغن ملزما قانونا وألا يكون هناك أي ذكر لآلية جديدة ملزمة قانونا في الاتفاق».

من المقرر أن تستمر المحادثات بشأن معاهدة ملزمة العام المقبل قبل قمة التغير المناخي التي تعقد في المكسيك خلال شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) المقبلين. وأضاف الوزير: «أعتقد أن الهند ظهرت في صورة جيدا جدا في كوبنهاغن وكان لنا ظهور بسبب مفهومنا البناء».