تنظيم عشائري لدرء «أطماع إيران».. وطهران تؤكد: حادثة البئر سوء فهم

برلمانية عراقية لـ «الشرق الأوسط»: نستغرب عدم مناقشة التوغل الإيراني

TT

أعلن مجلس عشائر التحرر والبناء في محافظات جنوب العراق أمس عن تشكيل كتيبة مسلحة أطلق عليها «أسد الله الغالب» على خلفية الصمت الحكومي إزاء احتلال إيران حقل الفكة النفطي في محافظة ميسان مطلع الأسبوع الحالي.

وقال الشيخ محمد الزيدواي الناطق الإعلامي للمجلس في مؤتمر صحافي في البصرة أمس إن «مجلس عشائر التحرر والبناء قرر تشكيل كتيبة تُدعى أسد الله الغالب مهمتها وقف الخروقات من قِبل الدول المجاورة». وأضاف أن «هذه الكتيبة تتكون من أبناء وعناصر الكثير من عشائر الجنوب وبجهودنا الذاتية من أجل استرجاع الحقوق المسلوبة كافة للعراق والتي تناوب على ذلك العديد من الدول المجاورة في حال عدم قيام الحكومة العراقية باسترجاع حقوقنا في ميسان والبصرة وسكوتها عن الخروقات والتجاوزات الحدودية». وأوضح أن «الكتيبة ستباشر دورها بدلا من الحكومة خصوصا أن الوضع بات لا يحتمل السكوت»، منتقدا «صمت الحكومات المحلية في المحافظات عن هذه التجاوزات كأن الأمر لا يعنيها». واعتبر أن «إيران أكثر الدول الطامعة بالعراق حيث برهنت الأيام السابقة عمقها والدليل احتلالها لبئر الفكة النفطية والعديد من المواقع البحرية في البصرة».

من جانبه توقع عوض العبدان أمين عام حركة تحرير الجنوب المشارك بالمجلس عن القيام بمسيرة عشائرية كبيرة إلى حقل الفكة وطرد المحتلين منها خلال الأيام القادمة. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كتيبة (أسد الله) أخذت على عاتقها تحرير الحقل النفطي الذي احتلته القوات الإيرانية وهي تتألف من شيوخ عشائر من ميسان والبصرة الذين يرفضون رفضا قاطعا هذا الاحتلال المهين». وأكد العبدان أن «هناك مؤشرات بأن عددا كبيرا من أهالي الجنوب والوسط والشمال سينضمون إلى هذه الكتيبة التي لا تريد الاصطدام مع أي جهة غير الجهة الغازية وأن هناك مشاورات واتصالات تجري بين أبناء البصرة وميسان لتفعيل مقاطعة المنتجات الإيرانية». إلى ذلك، دعا نائب رئيس الجمهورية العراقي طارق الهاشمي في بيان أمس «عقلاء إيران أن يتحسبوا لنتائج خرق السيادة العراقية وأن يتداركوه على عجل بالانسحاب». وأضاف: «ما تعرض له حقل الفكة النفطي يؤكد من جديد مطامع إيران في الأراضي العراقية وفي ثروات العراق، وانسحاب إيران إلى سواتر ترابية محيطة بالبئر النفطية وإنزال العلم الإيراني لا يكفي»، داعيا إلى عدم تعليق هذا الموضوع على خلفية مزاعم كاذبة على أساس أن هذه البئر هي بئر متنازع عليها. من جهتها، قالت النائبة عن القائمة العراقية عالية نصيف جاسم إن «جميع أعضاء مجلس النواب أبدوا استغرابهم لعدم مناقشة خرق إيران للسيادة العراقية، ورغم أهمية الموضوع لكن نجد صمت السياسيين أمرا مخجلا جدا».

عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي وليد شركة قال عن أسباب عدم مناقشة موضوع احتلال إيران لبئر الفكة: «إن اللجنة الأمنية انهمكت في كتابة توصيات جلسات استضافة الوزراء الأمنيين»، نافيا إن يكون موضوع إيران ضمنها، لكنه قال إن «اللجنة ترفض أي اعتداء من قِبل إيران على الأراضي العراقية، ووزير الخارجية العراقي تكلم مع إيران بشكل دبلوماسي، والأخيرة استجابت، وانسحبت إلى حدودها». وقال إن «على إيران معرفة قيمة الجيران، ولا نسمح لأي بلد بالتجاوز».

ووصفت إيران أمس ما جرى بأنه «سوء فهم»، ودعت خبراء من البلدين لدراسة قضايا ترسيم الحدود. وجاء البيان بعد يومين من إعلان مسؤولين عراقيين انسحاب القوات الإيرانية جزئيا من منطقة نفطية يتنازعها البلدان مما يحتمل أن ينزع فتيل خلاف حدودي يؤثر على العلاقات بين البلدين. وحسب وكالة «رويترز»، أبلغ رامين مهمانبرست المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية مؤتمرا صحافيا: «موقفنا شديد الوضوح... كان هناك سوء فهم». وأضاف أن وزيري خارجية البلدين توصلا إلى «تفاهم» في محادثة هاتفية يوم السبت، مضيفا أنه ينبغي تشكيل لجنة لبحث ترسيم الحدود بين العراق وإيران. وتابع: «نعتقد أنها قضية فنية. ينبغي على الخبراء من الجانبين الجلوس ودراستها، وتحديد المناطق الحدودية بين البلدين لإزالة سوء الفهم هذا».