مصادر فرنسية لـ «الشرق الأوسط»: باريس تريد الدعوة لقمة للسلام في يناير أو فبراير

قالت إن باريس تريد مساعدة أوباما وإن واشنطن تفتقر إلى أفكار جديدة

TT

كشفت مصادر فرنسية رسمية واسعة الإطلاع عن أن باريس تسعى لتوفير الظروف للدعوة إلى مؤتمر قمة للسلام في الشرق الأوسط في شهر يناير (كانون الثاني) أو في فبراير (شباط) القادمين تحضره، بالإضافة إلى فرنسا، أطراف اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وسكرتير عام الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي) وكذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري حسني مبارك وملك الأردن عبد الله الثاني مع السعي لدعوة الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت المصادر الفرنسية التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط» إن باريس تعمل بالتنسيق والتعاون مع السلطات الروسية.

وأثار الرئيس ساركوزي مشروع القمة مع جميع المعنيين بالأمر إما خلال زياراتهم إلى باريس (الرئيسان الأسد ومبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والعاهل الأردني) أو خلال زيارات الرئيس نيكولا ساركوزي (إلى الرياض، ووزير الخارجية كوشنير إلى الأردن وإسرائيل والأمم المتحدة، أو بمناسبة اجتماعات متعددة الأطراف (مع الرئيسين أوباما وميدفيديف).

وتقول المصادر الفرنسية إن القمة الموعودة «يمكن أن تضم الرئيس السوري إذا ما توافرت له ضمانات بخصوص الجولان». غير أن مصادر فرنسية أخرى استبعدت حضور سورية أو لبنان في قمة باريس بينما يمكن أن يحضرا المؤتمر الذي تهيئ له السلطات الروسية مع أطراف عربية ودولية أخرى، الذي يندرج في سياق تتمات المحادثات التي انطلقت في أنابوليس في خريف عام 2007.

وعلى الرغم من أن الجانب الفلسطيني لا يزال متمسكا بالتزام إسرائيل وقف كامل الأعمال الاستيطانية في القدس وغزة لقبول الحضور وهو ما يرفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن المصادر الفرنسية «لا تعتبر أن الرئيس الفلسطيني يشكل عقبة تحول دون عقد القمة» خاصة إذا كان التآمها «يمكن أن يساعد أبو مازن سياسيا» بحيث يوفر له «السلم» التي يمكنه من النزول عن الشجرة التي اعتلاها عندما كان الرئيس أوباما يطالب بوقف كامل النشاطات الاستيطانية. وقالت مصادر دبلوماسية عربية رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط» إن الجانب العربي «يربط مشاركته بحضور الولايات المتحدة وقيامها بدور فاعل» في العملية السلمية وفي قمة باريس تحديدا. وحتى الآن، لم تعط واشنطن موافقتها «النهائية» على عقد القمة ولا على مشاركة الرئيس باراك أوباما. وبحسب باريس، فإن الغرض الذي تسعى إليه فرنسا عبر مبادرتها هو «مساعدة الرئيس الأميركي وإعادته إلى حلبة الجهود السلمية لأن واشنطن تعطي انطباعا أنها تفتقد لأفكار جديدة» بعدما أجهض رفض نتنياهو وبعض العرب خطتها الأساسية للسلام. وتزيد المصادر الفرنسية أن فرنسا «لا تريد أن تأخذ دور أميركا» في العملية السلمية بل إنها تعتبر أن الرئيس الأميركي «مقيد» بمشكلاته الداخلية مع الكونغرس والرأي العام، وهو بالتالي بحاجة لمساعدة أوروبية ودولية. ومن هذا المنطلق، فإن البحث هو في «كيفية حفظ دور أوباما» في المؤتمر الموعود. وترى باريس أن المطلوب من القمة «توفير الدعم السياسي» وإعادة «تأكيد الأسس التي ستعود المفاوضات بناء عليها» وهي، كما لخصتها المصادر الفرنسية، قرارات الأمم المتحدة، واللجنة الرباعية، ومبادرة السلام العربية، ومبدأ إقامة دولة فلسطينية في حدود عام 1967 مع قبول بتبادل محدود للأراضي.

وتعتبر فرنسا أن نتنياهو «يمكن أن يلعب اللعبة السياسية والوصول إلى حل» خاصة إذا كان باستطاعته أن يقول للإسرائيليين إنه حصل على اعتراف كل العالم العربي وأبقى القدس موحدة ولم يسمح إلا بعودة محدودة للغاية للاجئين الفلسطينيين لعام 1948 وقيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح عمليا. ونقلت المصادر المشار إليها عن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أنه «يمكن الرهان على نتنياهو» للسير في عملية السلام وأن مصلحة إسرائيل في نجاحها «إذا كانت لا ترغب في أن ترى الضفة الغربية تلحق بغزة» لجهة سيطرة حماس عليها.