وزارة النفط العراقية تنفي تقارير ميدانية عن احتلال إيران بئرين نفطيتين أخريين

طهران تحمل بغداد مسؤولية واقعة الفكة.. وتعزيزات عراقية قرب حقل مجنون شمال البصرة

TT

فيما أعلنت مصادر رسمية عراقية وإيرانية انسحاب القوات الإيرانية من حقل الفكة النفطي وإنزال العلم الإيراني منه وتفعيل اللجنة المشتركة لنزع فتيل الأزمة بين البلدين، أكدت مصادر من المنطقة خلاف ذلك، مشيرة إلى قيام الجانب الإيراني بفرض هيمنته على آبار أخرى في الحقل وتحصين مواقع القوات فيها وإعادة رفع العلم الإيراني عليها.

وأكد الشيخ عبد الكريم ماهود المحمداوي (عضو مجلس الحكم السابق رئيس مجلس أعيان محافظة ميسان) أنه اطلع على واقع الحال على الأرض في منطقة الفكة الحدودية. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أنه شاهد القوات الإيرانية تهيمن على الحقل النفطي فيها وتطلق النار على كل عراقي سواء كان عسكريا أو مدنيا يقترب من البئرين 11 و13 المجاورين للبئر 4 التي سبق أن احتلتها قبل انسحابها منها بضعة أمتار». إلا أن وزارة النفط العراقية نفت ذلك وقالت «لا تواجد إيرانيا على البئرين رقم 11 و13». وقال عاصم جهاد المستشار الإعلامي لوزارة النفط العراقية «إن الأمر الذي تحدثت به بعض وسائل الإعلام وتناقلته بعض الأوساط السياسية عار عن الصحة وليس هناك وجود لأي عنصر إيراني على البئرين». بدوره، ذكر ميثم لفته عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة ميسان أن «القوات الإيرانية أقامت ساترا ترابيا يحيط بحقل الفكه». وأوضح للصحافيين أن «القوات الإيرانية رفعت العلم الإيراني من البئر الرابعة الذي كانت قد رفعته بعد احتلالها الحقل ووضعته على الساتر الترابي المحيط بالبئر».

إلى ذلك، حمل السفير الإيراني في بغداد حسن ، الجانب العراقي مسؤولية ما حدث وقال في مؤتمر صحافي إن «القوات الإيرانية قابلت تقدما لقوات عراقية نحو البئر». وأضاف «إن حقول الفكة النفطية تعد من الحقول المشتركة بين البلدين وقد تم تشكيل لجنة عمل مشتركة بين البلدين وهذه اللجنة هي من ستحسم هذا الموضوع»، مشيرا إلى أن «أي خلاف بين العراق وإيران لم يحصل لكن هناك جهات ووسائل إعلام حاولت تأجيج الموقف وتوتير العلاقات بين البلدين الجارين اللذين تربطهما روابط تاريخية». وأكد كاظمي أيضا قرب عقد اجتماع للجنة المشتركة بين العراق وإيران لتدارس قضية آبار النفط الحدودية المشتركة، مشيرا إلى أن «هناك اتفاقا مع مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي لعقد اللقاء، منوها إلى وجود مقترحات لتسوية القضايا المختلف عليها، وأهمها متابعة مسائل الآبار النفطية المشتركة والعلامات الحدودية والأنهار المتداخلة، وفق الاتفاقيات الحدودية بين العراق وإيران» وشهدت بغداد ومدن العراق الأخرى مظاهرات احتجاجا على التوغل الإيراني منها مظاهرة نظمتها حركة الوفاق الوطني بزعامة إياد علاوي وقائمة تجديد بزعامة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي وكتلة الحوار الوطني بزعامة صالح المطلك، والتي انطلقت من جانب الرصافة من مناطق عدة لتلتقي قرب متنزه الزوراء. وطالب المتظاهرون الحكومة العراقية بالرد «على هذا التدخل الصارخ» كما طالبوا أميركا بالالتزام ببنود الاتفاقية الأمنية العراقية - الأميركية والتدخل لحماية الأراضي العراقية من أطماع إيران وأي تدخل خارجي قد يحدث ضد العراق.

من جانبها عززت الشرطة العراقية في البصرة من إجراءاتها الأمنية والاحترازية قرب الحقول النفطية الحدودية لإيران تحسبا من تدخلات مرتقبة. وقال العقيد كريم الزيدي مدير الإعلام في قيادة شرطة المحافظة لـ«الشرق الأوسط» إنه «تم تحريك قوات من أفواج الطوارئ وبالتعاون مع مديرية شرطة نفط الجنوب إلى حقل مجنون النفطي شمال المدينة تحسبا لأية محاولة إيرانية للتجاوز على الحقل».