طالبان باكستان تدعم نظيرتها الأفغانية بآلاف المقاتلين

الشرطة الأفغانية تقتل خطأ عضوا في مجلس الشيوخ

قيادي طالبان ولي الرحمن خلال حواره مع وكالة «أسوشييتد برس»
TT

كشف نائب رئيس حركة طالبان باكستان، ولي الرحمن، أن حركته أرسلت الآلاف من مقاتليها إلى أفغانستان لمحاربة القوات الأميركية القادمة إلى هناك. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن ولي الرحمن، وهو أحد كبار القادة الميدانيين لحركة طالبان باكستان، أن الحركة أرسلت آلاف المقاتلين عبر الحدود إلى أفغانستان لنصرة نظيرتها الأفغانية. وأضاف ولي الرحمن أن القرار يأتي ردا على نية الرئيس الأميركي باراك أوباما إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان.

ومن جانب آخر، أشار نائب رئيس حركة طالبان باكستان إلى أن حركته «لا تزال تشن حرب عصابات ضد الجيش (الباكستاني) في جنوب وزيرستان». وأوضح المراقبون أن هذا التصريح يأتي في وقت يواصل فيه الجيش الباكستاني عملياته ضد مسلحي طالبان في إقليم وزيرستان، كما يتزامن مع الإعلان الأميركي ببدء إرسال التعزيزات العسكرية إلى أفغانستان. وأضاف المراقبون أن هذا التصريح إن دل على شيء فإنه يدل على أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدا في العمليات العسكرية سواء من قبل الجيش الباكستاني وحركة طالبان وأيضا من قبل التعزيزات العسكرية التي ستصل إلى أفغانستان في الوقت القريب.

وفي سياق ذي صلة، أكد محللون أن استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما في أفغانستان وباكستان عجزت عن تحقيق الأمن وأسهمت في تصعيد الهجمات والتفجيرات التي ازدادت في البلدين في الفترة الأخيرة. وأشار المحللون إلى أن قرار إرسال ثلاثين ألف جندي إضافي قريبا سيسهم في تصعيد رد الفعل على المدى القصير من جانب حركة المقاومة الإسلامية طالبان التي حققت مرة أخرى مزيدا من التقدم خلال 2009 وكثفت هجماتها حتى في العاصمة كابول وتوعدت بزيادة معدل هجماتها. وقال المحللون: «سنة 2009 شهدت سقوط أكبر عدد من القتلى منذ نهاية 2001 بين المدنيين وفي صفوف جنود القوة الدولية التي سيبلغ عددها قريبا 150 ألف رجل بينهم 70 في المائة من الأميركيين، وقد قُتل نحو 494 عسكريا أجنبيا أي بزيادة 66 في المائة مقارنة بسنة 2008».

وفي ما يتعلق بباكستان، رأى المحللون أن سلسلة هجمات طالبان المحلية قد خلّفت 2700 قتيل خلال السنتين الماضيتين وذلك منذ أن شن الجيش هجمات عدة على شمال غرب البلاد. وقال المحللون: «تلك المناطق القبلية الباكستانية الحدودية مع أفغانستان تحولت إلى أخطر مناطق العالم بالنسبة إلى واشنطن ومعقلا لتنظيم القاعدة».

من جهة اخرى ذكرت وزارة الداخلية الأفغانية وحاكم ولاية بغلان أن الشرطة قتلت عضوا في مجلس الشيوخ يدعى «ميشرانو جيرغا»، بعدما رفض التوقف بسيارته ليلة أول من أمس في شمال أفغانستان، مرجحة أن يكون الحادث عرضيا. وقال حاكم بغلان إن محمد يونس، المعروف باسم «شرين آغا»، والعضو في مجلس الشيوخ عن الولاية، كان عائدا إلى بيته عندما وقع الحادث نحو الساعة الـ2:30 (22:00 ت غ) قرب مدينة بول أي خمري. وذكر مصدر في وزارة الداخلية في كابل: «لقد واصلوا السير بعدما تلقوا أمر الشرطة فأطلق الشرطيون النار». وأضاف أن «السناتور وسائقه قتلا، للأسف، وجرح شخص ثالث». وكانت الشرطة متمركزة على هذا الطريق لنصب كمين لمقاتلين في طالبان يعتقد أنهم كانوا في مدينة قريبة. وتدهور الوضع الأمني في السنوات الأخيرة في الشمال الأفغاني، حيث امتد التمرد الذي تشنه حركة طالبان إلى المنطقة التي لم تطلها أعمال العنف بعد التدخل العسكري الدولي نهاية 2001، وقتلت عضوا في مجلس الشيوخ و10 نواب أفغان في هجمات انتحارية واغتيالات في السنوات الأربع الأخيرة.