الوسيط الألماني يسلم قيادة حماس الرد الإسرائيلي.. والحركة سترد خلال أيام

يتوقع جوابا بعد عودته من ألمانيا حيث يقضي عطلة الميلاد

TT

التقى الوسيط الألماني في صفقة تبادل الأسرى أمس مع قادة حركة حماس في قطاع غزة سلمهم خلالها الرد الإسرائيلي على مقترحاته لصفقة التبادل.

ونقل عن الدكتور محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحماس القول إن الحركة بحاجة إلى بضعة أيام أخرى لدراسة الرد الإسرائيلي قبل أن تقدم ردها عليه. وأشار الزهار إلى أن الوسيط الألماني غادر قطاع غزة عائدا إلى ألمانيا لقضاء عطلة عيد الميلاد المجيد وأنه في انتظار تلقي رد حماس قبل أن يقرر موعد عودته إلى المنطقة.

وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن قيادة حماس في الداخل ستقوم بإطلاع قيادة الحركة في الخارج على فحوى الرد الإسرائيلي والتشاور معها لبلورة موقف موحد منه. ولم تتوقع المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها، أن يحسم قرار حماس في غضون اليومين المقبلين، مشيرة إلى أنه يتوقع أن تقوم الحركة بالتشاور أيضاً مع الأسرى وذويهم، سيما في ما يتعلق بمسألة الطلب الإسرائيلي بإبعاد عدد منهم إلى خارج الضفة الغربية. ورغم أن سياسة حماس الأساسية ترفض المطالب الإسرائيلية، في ما يتعلق بإبعاد جميع المعتقلين إلى خارج الضفة، إلا أنها وحسب المصادر، قد توافق على إبعاد عدد من كبار المعتقلين إلى مكان يوافقون عليه، من دون أن يكون لإسرائيل الحق في تحديده.

ذكرت الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية أن إسرائيل تطالب بإبعاد جميع المعتقلين الذين يقطنون الضفة الغربية لقطاع غزة والدول الأوروبية.

ونقلت صحيفة المنار الصادرة في القدس المحتلة عن مصادر لم تسمها القول إن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس تلقى في الساعات الأخيرة اتصالات من مسؤولين أوروبيين تناولت المفاوضات الجارية حول صفقة التبادل، وأكدوا له تمسكهم بضمانات اطلعت عليها الحركة بخصوص إعادة عدد من المبعدين إلى الأراضي الفلسطينية بعد عام في حال تم إبعادهم.

وقالت المصادر إن هناك خمسة أسماء من المعتقلين في السجون الإسرائيلية تتمسك حركة حماس بالإفراج عنهم في إطار الصفقة، وإسرائيل ما زالت ترفض الإفراج عنهم على الأقل في المرحلة الحالية، مع إمكانية تحديد مدة محكومياتهم، وأن يفرج عنهم بعد عامين.

وتوقعت المصادر أن يحسم مصير الصفقة في فترة لا تتعدى عشرة أيام، حيث أن الوسيط الألماني سيغادر إلى بون لحضور احتفالات عيد الميلاد. وأكدت أن الوسيط وجه إنذارا لكل من حماس وإسرائيل مفاده انه في حال لم يتم إبرام الصفقة في غضون الأسابيع الثلاث المقبلة فإنه سيوقف وساطته ويوقف جهوده، على اعتبار أنه سيتسلم منصباً رسمياً جديداً في الحكومة الألمانية.

يذكر أن حماس تطالب بالإفراج عن أكثر من ألف معتقل، من بينهم 450 معتقلا يقضون أحكاماً بالسجن مدى الحياة، علاوة على الإفراج عن جميع النساء والمرضى والأطفال.

إلى ذلك قالت صحيفة «هآرتس» إن التغطية الإعلامية الواسعة للاجتماع الوزاري المصغر لشؤون الأمن، بالإضافة إلى الحملة الإعلامية التي نظمتها عائلة الجندي الأسير، أعطت الانطباع بأن حسم الصفقة بات قريبا جداً، وهذا ما لا يتوافق مع الواقع. على صعيد آخر ذكرت مصادر إسرائيلية أن حكومة بنيامين نتنياهو شرعت في دراسة التداعيات السلبية لصفقة تبادل الأسرى سيما إمكانية أن تؤدي للمس بقدرات إسرائيل الردعية، وإظهار إسرائيل بصورة الدولة الضعيفة القابلة للابتزاز مما يشجع الفلسطينيين على محاولة اختطاف المزيد من الجنود. وستتطرق المباحثات داخل الحكومة للتداعيات السياسية لصفقة التبادل سيما إمكانية أن تؤدي للمس بالسلطة الفلسطينية ومكانة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وتعزز في المقابل شعبية حماس في الضفة.