مستشار نتنياهو يعتذر لقائد الجيش بعد انتقاد موقفه المؤيد لصفقة شاليط

غالبية الإسرائيليين تؤيد دفع أي ثمن لاستعادة الجندي بما في ذلك إطلاق عرب 48

TT

اعتذر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي في حكومة بنيامين نتنياهو، عوزي آراد، لرئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكينازي، بعد أن هاجمه قائلا إنه يتصرف «كرئيس اتحاد آباء الجنود»، منتقدا موقفه الداعي لدفع كل الثمن المطلوب من أجل استعادة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

وتفجرت خلافات في إسرائيل بين قادة الأجهزة الأمنية ومسؤولين سياسيين بشأن شاليط، وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية إنه فيما كان يقترب المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر من اتخاذ قرار نهائي بشأن صفقة تبادل الأسرى المقترحة، كانت الخلافات تتصاعد بين الحكومة الإسرائيلية وكبار المسؤولين الأمنيين لدرجة أعلى.

وأضافت الصحيفة: «في حين أنه من الطبيعي الاعتقاد بأن كل المسؤولين الإسرائيليين المنتخبين والمعينين يشتركون في الهدف ذاته، وهو إطلاق سراح شاليط، فإن كل لاعب كان لديه أيضا أجندة شخصية لا يمكن فصلها عن المناقشات الجارية».

وبينما يأمل أشكينازي ومعه ورئيس جهاز المخابرات العامة «الشاباك» يوفال ديسكين في نجاح المفاوضات، يعتقد آراد ورئيس جهاز المخابرات الخارجية «الموساد» مائير دوغان، بأنه يجب عدم الموافقة على جميع طلبات حركة حماس.

وربط ضباط بين هجوم مكتب نتنياهو على أشكينازي بالإحباط الشخصي لدى نتنياهو. وكان آراد أيضا اتهم أشكينازي بالفشل في «إنقاذ» شاليط بعملية عسكرية.

وما أغضب نتنياهو أنه لم يحظ بالدعم المطلوب من المسؤولين الأمنيين والعسكريين، بل إن قادة المؤسستين، أصروا على إنجاز الصفقة على الرغم من معارضته لإطلاق سراح أسرى أمنيين كبار، وهو ما حدا بآراد إلى مهاجمة أشكينازي وقوله إنه «يلعب دور أسر وأمهات الأسرى وليس رئيسا لمؤسسة عسكرية».

وطلب قادة الجيش بفصل المسؤول في مكتب نتنياهو لأن أقواله تشكل سابقة في انتقاد أشكينازي الذي أخذ بنصيحة مستشاره الإعلامي، آفي بنياهو، بالتزام الصمت وإصدار بيان يقول فيه إن «جهوده في هذا المنعطف تتركز على استعادة شاليط».

وينطلق أشكينازي من قناعة بأن أي فشل عسكري في تحرير الجندي الأسير سيجعل من الصعب فهم كيف يمكن لجيش استطاع في السنوات الأخيرة خوض حربين مع حزب الله وحماس أن يفشل بشكل بائس عندما يتعلق الأمر بإنقاذ جندي أسير في رقعة أرض صغيرة نسبيا وليست بعيدة عن وزارة الدفاع بتل أبيب.

وفي حين لم يكن إنقاذ شاليط أحد أهداف الحرب على غزة، كان هناك أمل بأن تساعد على معرفة مكان أسره. وعاد الجيش خالي الوفاض، على الرغم من قناعته بأنه محتجز جنوب غزة وربما في خان يونس أو رفح.

وقالت «جيروزاليم بوست»، إن هذا الفشل لا يتحمله الجيش فحسب، بل «الشاباك» و«الموساد».

وبينما تنتظر إسرائيل الآن موقف حماس من العرض الأخير، الذي اشترطت فيه إبعاد نحو 120 أسيرا وشطب أسماء من القائمة، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، إن جهات استخباراتية غربية تحذر من أن موقف طهران الضالعة في المفاوضات حول صفقة شاليط قد يؤدي إلى تصليب موقف قيادة حماس. وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل زار طهران عدة مرات. وعلى ذمة «يديعوت أحرونوت»، فقد أوضح الإيرانيون لمشعل أنه من الأفضل اللجوء للمماطلة والتسويف بهدف رفع ثمن الصفقة في اللحظة الأخيرة وعدم الرضوخ لإسرائيل. وبحسب ما نقلته الصحيفة نقلا عن الجهات الاستخبارية الغربية، ينتظر كبار أفراد المخابرات الإيرانية في دمشق إلى جانب مشعل وصول الوثيقة التي سيحملها الوسيط الألماني إلى قيادة حماس.

وترى الجهات الاستخبارية الغربية أن إيران ليست معنية بتنفيذ الصفقة، وقد تمارس ضغوطا على قيادة حماس لإعادة فتح المفاوضات حول تفاصيلها، لا سيما الإصرار على معارضة إبعاد أسرى الأحكام المؤبدة. من جهة ثانية، أظهر استطلاع للرأي نشرته أمس صحيفة «هآرتس» أن غالبية الإسرائيليين (52%) تؤيد استعادة شاليط «أيا كان الثمن»، في حين يعارض 35% إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المسؤولين عن قتل إسرائيليين.

واستنادا إلى الاستطلاع يرى 58% من الأشخاص أن إسرائيل يمكن أن تطلق في إطار عمليات التبادل هذه بعض مواطنيها العرب المعتقلين بتهمة ممارسة أنشطة معادية لإسرائيل.