بارزاني وصالح يشددان على الحلول الدستورية لمشكلة كركوك

في لقائهما وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية

TT

تحدى مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، الأطراف التي تتهم الأكراد بتغيير الواقع الديموغرافي في كركوك، مؤكدا أن «هناك من يتهموننا باستيراد نصف مليون كردي من إيران وتركيا لإسكانهم في كركوك، ولكننا نتحدى من يثبت وجود عائلة واحدة غير كركوكية في المحافظة».

جاء ذلك أثناء استقباله وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية وشمال أفريقيا، إيفان لويس، في مكتبه الرسمي في مصيف صلاح الدين. وكان لويس قد التقى رئيس حكومة إقليم كردستان، برهم صالح، وتباحث معه «حول الوضعين، السياسي والأمني، في العراق والإقليم، والاستعدادات الجارية لإجراء الانتخابات التشريعية القادمة في البلاد».

وأكد صالح، أثناء اللقاء، على تمسك القيادة الكردستانية بالحلول الدستورية لجميع المشكلات القائمة بين الحكومتين الاتحادية والإقليمية، مشددا على أن «الدستور هو المرجع الأول والأخير لحسم جميع تلك الخلافات بما فيها مشكلة كركوك».

من جهتها أشارت رئاسة الإقليم في بيان صحافي إلى «أن الوزير البريطاني تحدث عن التحديات القادمة التي تواجه العراق والإقليم خصوصا من الناحيتين، الأمنية والاقتصادية، وأن بريطانيا يهمها أن تستكشف أوجه التعاون مع العراق والإقليم لمواجهة تلك التحديات، وأن بريطانيا ستقف إلى جانب كردستان في الأوقات التي تحتاج فيها الإقليم إلى دعمها».

وبحسب البيان الرئاسي فإن بارزاني أكد للوزير البريطاني «أن بإمكان بريطانيا وهي دولة صديقة أن تدعم العراق من النواحي كافة، وأن الشعب الكردي يقدر تضحيات الجنود البريطانيين لتحرير العراق، وكذلك في دعم العملية السياسية»، مضيفا: «نحن في طور إعادة بناء إقليمنا، ونتطلع إلى مساهمة بريطانية فاعلة في إنهاضه، خصوصا في مجال مشاريع البنية التحتية لقطاعات الزراعة والقضاء والتربية والصحة والكهرباء وبناء الطرق».

وحول مشكلة كركوك أوضح بارزاني أن «الدستور العراقي وضع حلولا واضحة لهذه المشكلة، ونعتقد أن الالتزام بهذا الدستور هو كاف لحل المشكلة لأن المادة 140 واضحة ولا تحتاج إلى تفسيرات، وهناك من يتهموننا باستيراد نصف مليون كردي من إيران وتركيا لإسكانهم في كركوك بهدف ترجيح الكثافة السكانية لصالح الكرد، ولكننا نتحدى من يثبت وجود عائلة واحدة غير كركوكية في المحافظة، والحقيقة أن 40% من السكان الأصليين لكركوك، وخصوصا المهجرين والمرحلين منهم، لم تتسن لهم العودة إلى المحافظة بسبب عدم توفر السكن لهم، ولذلك نعتقد بأن من يروّجون لمثل هذه الادعاءات يتهربون من الحلول الديمقراطية المطروحة لحل مشكلة كركوك».

من جهته أشار لويس، في مؤتمر صحافي عقده في مطار أربيل الدولي قبيل مغادرته كردستان، إلى أن «مشكلة كركوك هي مشكلة داخلية يجب أن تحل من قبل الأطراف الداخلية المعنية بها، لا بفرض الحلول لها من الخارج، وهناك رؤى وطروحات من قبل الأمم المتحدة ينبغي التعامل معها بإيجابية لتحقيق الحلول المرضية لجميع الأطراف».