عمر بن لادن: فرار شقيقي سعد من قبضة السلطات الإيرانية قبل نحو عام

قصة «الشرق الأوسط» تصيب الصحافة البريطانية والأميركية بمفاجأة وصدمة حيال تواجد أبناء زعيم «القاعدة» في إيران.. تزوجوا وأنجبوا تحت الحراسة في المجمع السكني

TT

أكد عمر بن لادن، الابن الرابع لزعيم تنظيم القاعدة، فرار شقيقه سعد المطلوب أميركيا من المجمع السكني الذي كان محتجزا فيه مع إخوته الخمسة وزوجة والده أم حمزة قبل أقل من عام. وأوضح عمر بن لادن في رسالة إلكترونية تلقتها «الشرق الأوسط»، أمس، أن شقيقه سعد، الذي تردد أنه قتل بصاروخ أميركي بطائرة بدون طيار في الشريط الحدودي، وكان تحت قيد الإقامة الجبرية لدى السلطات الإيرانية، قد نجح من الفرار من قبضة السلطات الإيرانية، معربا عن اعتقاده أن شقيقه ما زال داخل الأراضي الإيرانية. إلى ذلك تسببت القصة التي نشرتها «الشرق الأوسط» الأربعاء الماضي عن فرار ابنة أسامة بن لادن زعيم «القاعدة» من الحراسة المفروضة عليها هي وإخوتها الخمسة من قبل السلطات الإيرانية ولجوئها إلى السفارة السعودية في طهران، بصدمة لدى الإعلام البريطاني والأميركي الذي فوجئ بوجود أولاد بن لادن على قيد الحياة تحت الحراسة الجبرية في إيران، بعد أن راجت تكهنات بمقتلهم في الغارات التي شنتها القوات الأميركية على أفغانستان عقب سقوط طالبان نهاية 2001 حيث كانوا يقيمون مع والدهم هناك. ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الخبر تحت عنوان: «بنت بن لادن في إيران تطلب اللجوء»، واعتمدت الصحيفة في معلوماتها على اتصال تليفوني مع عمر بن لادن، ابن أسامة بن لادن، الذي كان انشق عن والده من قبل هجوم 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001، ويعيش الآن بين السعودية وقطر. وقال عمر إن بقية أفراد العائلة في إيران يحاولون الخروج من إيران إلى سورية أو السعودية.

وقال إن أخته إيمان (19 سنة) هربت قبل شهر تقريبا من المعتقل في طهران، خلال جولة تسويقية، ولجأت إلى السفارة السعودية هناك. وتأمل أن تنضم إلى والدتها التي تعيش في سورية. وأضاف عمر أن ستة من أبناء وبنات والده، بالإضافة إلى واحدة من زوجاته، ظلوا يعيشون «حياة مريحة» في طهران، ومعهم ربما ثلاثون شخصا من الأقرباء. ومن بين هؤلاء أحفاد وحفيدات لأسامة بن لادن بلغ عددهم أحد عشر، بعد عدد من الزيجات وسط العائلة في إيران. ونفى عمر أن هؤلاء معتقلون، لكنه قال إن حرسا إيرانيا يرافقهم كلما خرجوا من مكان سكنهم. وأوضح عمر أسماء بقية الإخوان والأخوات، بالإضافة إلى إيمان: عثمان، ومحمد، وفاطمة، وحمزة، وبكر. وقال عمر إنه لا يعرف مصير أخيه سعد. غير أن مسؤولين أميركيين كانوا قالوا في الصيف الماضي إن سعد ترك إيران إلى باكستان، حيث انضم إلى المحاربين هناك، وأنه قتل بصاروخ أميركي أطلقته طائرة بدون طيار.

رغم أن عمر قال إن أخاه سعد كان في طهران وقت أعلن الأميركيون أنهم قتلوه، قال عمر إنه، الآن، لا يعرف مصير سعد.

وقالت «نيويورك تايمز» إن وجود عائلة بن لادن في إيران كان معروفا، لكن «لجوء إيمان إلى السفارة السعودية زاد غموض وضعهم في إيران».

وقال ستيف كول، مؤلف كتاب «عائلة بن لادن: عائلة عربية في قرن أميركي»، إن خبر لجوء إيمان «كان أول دليل على ظروف وجود العائلة في إيران». وأضاف: «أيضا، يوضح هذا أن الإيرانيين كانوا يريدون السيطرة على عائلة بن لادن بصورة أو أخرى». ونقلت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أن عمر (28 سنة) كان أصدر، مع والدته، كتاب ذكريات. وعن إخوانه وأخواته في طهران، قال: «كلهم أصغر منى سنا، وليست لهم أي صلة بهجوم 11 سبتمبر أو أي نوع من أنواع الإرهاب».

وقال عمر إن عثمان، الأخ الأصغر مباشرة (26 سنة) قال له في اتصال هاتفي: «إنه يعتقد أن الإيرانيين سيسمحون للعائلة بمغادرة إيران».

أما صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» فقد غطت الخبر تحت عنوان: «عائلة بن لادن في إيران: توتر جديد في العلاقات السعودية الإيرانية». وأشارت إلى صحيفة «الشرق الأوسط» كمصدر لخبر هروب إيمان إلى السفارة السعودية في طهران. وقالت إن عمر إيمان 17 سنة، بينما قال عمر أخوها إن عمرها 19 سنة. وتوقعت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» إن الكشف عن وجود هذا العدد الكبير من عائلة بن لادن في إيران تسبب في «تعقيد مؤكد في العلاقات بين المنافسين التقليديين في الشرق الأوسط: إيران الشيعية والسعودية السنية».

وقالت الصحيفة إن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، خلال فترة رئاسته الأولى، قدم مبادرات. لكن، قلقت هذه الدول منه بسبب ظهور «محور المقاومة»، إشارة إلى تحالف إيران مع سورية وحماس والجهاد الإسلامي.

وقالت الصحيفة إن الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي عرض على الولايات المتحدة استبدال عائلة بن لادن بقادة منظمة «مجاهدين خلق». وكان ذلك قبل غزو العراق سنة 2003. وأن واشنطن فضلت الاحتفاظ بهؤلاء ليكونوا شوكة في حلق الرئيس العراقي السابق صدام حسين. ثم بعد سقوط صدام حسين، تفضل واشنطن الآن بقاء هؤلاء ربما لاستخدامهم مستقبلا ضد إيران إذا زاد توتر العلاقات بين البلدين. ووصفت الصحيفة «وجود كل هذا العدد من عائلة بن لادن في إيران» بأنه «مفاجأة».

فيما نشرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» تفاصيل الخبر تحت عنوان: «عائلة بن لادن معتقلة في إيران». وقالت الصحيفة إن الاعتقاد العام، منذ هجوم 11 سبتمبر على الولايات المتحدة سنة 2001، هو أن أفراد عائلة بن لادن تشتتوا، وأن منهم من انضم إلى منظمة القاعدة، ومنهم من قتل. وقالت إن أول الخيط كان اتصالا تليفونيا مفاجئا من إيران، في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلى عمر، الابن الرابع لأسامة بن لادن. وفيه أن عددا كبيرا من العائلة يعيش في إيران.

وقالت الصحيفة إن أفراد العائلة كانوا في أفغانستان، وقبل هجوم 11 سبتمبر، انتقلوا إلى إيران، ربما توقعا بأن الهجوم سيكون سببا في ضرب أميركي أو غزو أميركي.