القوات العراقية المنتشرة على الحدود مع إيران تعاني من نقص في التجهيزات

قيود الميزانية انعكست سلبا على تسليح الجنود وحتى ملبسهم

TT

تفتقر القوات العراقية المنتشرة على امتداد الحدود الإيرانية البالغ طولها أكثر من 1400 كيلومتر إلى الموارد الكافية لتأمين الوقود وقطع الغيار، مما يصعب عليها مهماتها في مكافحة تسلل المسلحين ووقف التهريب، كما يؤكد مدربون أميركيون.

ويقول الكولونيل بيتر نيويل، قائد الفرقة الرابعة في الجيش الأميركي، إن «دول الجوار مسؤولة إلى حد كبير عن الصراعات الداخلية (في العراق). فتحويل الأموال الإيرانية وتأسيس شركات وهمية ليس في مصلحة العراق»، حسبما جاء في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. وتتولى الفرقة الرابعة لقوات الحدود مسؤوليات حماية حدود محافظات ميسان والمثنى وذي قار، جميعها جنوب البلاد.

ويعترف نيويل بوجود عمليات تهريب على حدود محافظة ميسان، لكنه يعتبرها مشكلة «مزمنة: أشخاص يهربون بضائع ومخدرات وأشخاصا وأسلحة».

ويبلغ طول الحدود العراقية الإيرانية 1458 كيلومترا. وكل يوم تعبر 150 شاحنة إيرانية محملة بالإسمنت والبلاط معبر الشيب الحدودي بين البلدين. ويرى الميجور دانيال دورادو (34 عاما) الذي يرأس فريقا من 11 ضابطا وجنديا مسؤولين عن تدريب عناصر حراسة هذا المعبر، أن «المشكلة الأكبر هي الموازنة، إنهم بحاجة للمال من أجل البنى التحتية ومصاريف تشغيل المعبر». والأمر نفسه ينطبق على المعابر الحدودية الأخرى، حيث يعمل العراقيون والأميركيون معا. ويتهم الأميركيون بشكل متكرر إيران بتوفير السلاح والمال للمتمردين الذين يعبرون الحدود لتنفيذ هجمات في العراق. والسبب الرئيس في شح الأموال هذا هو التخفيضات التي تعرضت لها الموازنة العراقية عام 2009، بسبب انخفاض عائدات النفط لتراجع الأسعار العالمية. ويشدد الكولونيل نيويل على أهمية زيادة قدرات قوات الحدود بنسبة الثلث على الأقل. وبحسب الخبراء يبلغ حاليا عديد قوات الحدود العراقية 43 ألفا. وأعرب الكولونيل الأميركي عن أسفه لكون «مشاريع كبيرة، سواء لزيادة العديد أم العتاد قد جمدت، ولم يحصلوا على ما كانوا يتوقعون». ووقعت بغداد قبل أيام عقدا للحصول على نظام مراقبة قيمته 49 مليون دولار، لمراقبة حدودها الشرقية مع إيران والغربية مع سورية، لكن هذا النظام لن يمكن العراق إلا من مراقبة 402 كيلومتر من حدوده أي ما يعادل ثلث حدوده مع إيران. وخلال الاجتماع الأسبوعي في موقع الشيب الحدودي، أخذ أحد الفنيين العراقيين المسؤولين عن صيانة 11 شاحنة تابعة للمركز، يشكو للسرجنت في الجيش الأميركي كيفن فولنتن أن «عملي هو إصلاح هذه السيارات، ولكن للتمكن من ذلك نحن بحاجة إلى قطع غيار».

ووفقا للفتنانت في الجيش الأميركي، فإن الوقود المخصص لهذه الوحدة سرق في الطريق إليها والباقي لا يكفي للقيام بدوريات. ويؤكد السرجنت تايلر ترومبل (34 عاما)، الذي قضى ستة أشهر في ميسان، هذا الأمر. ويقول «الموارد محدودة جدا ولكن المشكلة الأكبر هي الوقود، بسبب سرقته». ويضيف «كما أن حرس الحدود بحاجة إلى ملابس تقيهم برد الشتاء وهم بحاجة أيضا إلى أسلحة وذخائر».

وعلى الأرض، غالبا ما تتم دوريات حرس الحدود سيرا على الأقدام. وفي ثكنة عراقية شمال موقع الشيب يتولى 275 عنصرا في قوات حرس الحدود مهمة مراقبة مساحة شاسعة من الأرض تصل إلى 1600 كيلومتر مربع، مما يعني أن على عاتق كل منهم مسؤولية مراقبة 5.800 كلم مربع. ويرى القومندان دانتي أنتونيلي (44 عاما) الذي يدرب حرس الحدود العراقيين في معسكر أميركي صغير قرب الثكنة العراقية أن «هذه المساحة ليست كبيرة في حال توفرت سيارة، ولكن عندما لا تكون متوفرة تصبح المساحة شاسعة».