رياح الانشقاق تهدد حزب كديما في إسرائيل.. وموفاز يتطلع لإقصاء ليفني

نتنياهو تعهد للمنسحبين بمناصب رفيعة بعد انسحاب 6 من نوابه

TT

استغل الرجل الثاني في حزب «كديما»، شاؤول موفاز، نجاح حزب الليكود في استقطاب بعض أعضاء حزبه، وأخذ يتطلع إلى إقصاء رئيسة الحزب تسيبي ليفني، وقد طلب منها إجراء انتخابات تمهيدية مبكرة، لاختيار قيادة جديدة لـ «كديما».

والتقت ليفني بموفاز أمس في منزلها قبل اجتماع طارئ لمجلس «كديما»، وطلب موفاز من رئيسة حزبه إجراء «برايمرز» (انتخابات تمهيدية) لرئاسة الحزب في غضون عدة أشهر. وأكد موفاز في ختام لقائه الذي استمر ساعة أنه أوصاها بأن «أفضل طريقة للحفاظ على وحدة كديما هي بإجراء برايمرز لرئاسة الحزب». وأعرب موفاز عن أمله في أن تصغي ليفني لمرة واحدة إلى أصوات أخرى في «كديما». وقال إنه يأمل في أن «تنتخب قيادة تعرف كيفية اتخاذ القرارات الصائبة بغية الحفاظ على المصالح الوطنية».

ودعت ليفني بعد لقائها موفاز كبار أعضاء حزبها، إلى التصدي لجهود الليكود الهادفة إلى شق صفوفه، وقالت «لا يجوز لكبار أعضاء الحزب مساعدة (رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين) نتنياهو في جهوده». وتعقيبا على طلب موفاز قالت إنها على استعداد لبحث كل المواضيع، غير أن مهمتها الوحيدة الآن هي الحفاظ على وحدة «كديما» بعد نجاح الليكود في شق الحزب واستقطاب 6 من أعضاء كتلته النيابية بالكنيست للانضمام إلى الائتلاف الحكومي الحالي ومن ثم الانضمام بعد ذلك لصفوف حزب الليكود.

وقال مقربون من ليفني إن موفاز يستغل الأزمة الداخلية الحالية لتمرير ألاعيب سياسية بهدف دعم مكانته في صراعه المستمر ضد ليفني للفوز برئاسة كديما.

وحسب مصادر فإن موفاز ينوي التهديد بالانسحاب من الحزب مع أعضاء آخرين، غير أن حقيقة الأمر عكس ذلك، إذ لا ينوي موفاز ترك «كديما»، خاصة أنه تحدث مع 14 عضوا من الحزب قيل إنهم ينوون تركه، وحثهم على البقاء، لكنه سيقوم باستخدام هذا الأمر للضغط على ليفني للموافقة على تقديم الانتخابات الداخلية.

وأكد مصدر في الليكود أن اتصالات جرت خلال الأشهر الأخيرة مع 12 نائبا في كتلة «كديما» المعارضة أبدوا اهتمامهم بالانشقاق. وقال المصدر إن 7 من النواب هؤلاء اتخذوا قرارهم بهذا الخصوص، إلا أن الليكود يريد أن يزيد هذا العدد.

من جهته، قال النائب الليكودي ياريف ليفين «إن إحداث انشقاق داخل (كديما) ليس بمهمة صعبة للغاية بل إنه عمل مشروع، سيصحح التاريخ، إذ إن هذا الحزب ولد بخطيئة». وأوضح ليفين أن هذه الخطوة لا تتخذ من منطلق الانتقام وإنما هي محاولة لتوسيع قاعدة تأييد الحكومة وتحسين استقرار الجهاز السياسي.

وقالت القناة التلفزيونية الإسرائيلية الأولى في تقرير لها، إن ستة من نواب «كديما» وقعوا فعلا على اتفاق بالحروف الأولى يتعهدون بموجبه بالانسحاب من حزب الأم، وحسب التقرير فإن الاتفاق وقع في مكتب مساعد رئيس الحزب السابق إيهود أولمرت، المحامي يتسحاك مولخو.

وأبلغ النائب يتسحاك أفللو، ليفني عن انسحابه من «كديما»، مبررا ذلك بقوله إنها جنحت بالحزب نحو اليسار أكثر مما ينبغي وأنه لم يعد يثق بها، وأكد أفللو أنه يعتزم تشكيل كتلة فردية. وقال في حديث للإذاعة الإسرائيلية، أمس، إنه فقد الثقة في قيادة ليفني لأنها تضع نصب عينيها مصلحتها الشخصية وليس مصلحة الدولة. وأضاف «لا يعقل أن تقود ليفني الحزب تجاه اليسار».

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إن نتنياهو تعهد لأعضاء «كديما» المنسحبين بمناصب رفيعة، من بينها وزراء ونواب وزراء ورؤساء لجان برلمانية.

والسبعة الذين كان يدور الحديث عنهم هم: رنيت تيروش، وإيلي أفللو، ويوليا شمالوف، وأرييه بيبي، وشاي حرميش، وعتنئيل شنلر، ويسرائيل حسون، إلا أن حسون قال إنه رفض خلال الأيام الأخيرة عدة اقتراحات عُرضت عليه للانسحاب نظرا لشعوره بالإخلاص إزاء الحزب ومبادئه.

وبانسحاب 6 أعضاء كنيست من «كديما» تتراجع قوة الحزب من 29 مقعدا إلى 23، وربما ينجح الليكود في ضم المزيد.

وهاجمت ليفني الغاضبة، نتنياهو، وقالت إن محاولاته مخزية. ومن المفترض أن ليفني التقت نتنياهو أمس، وذلك لاطلاعه على آخر المستجدات السياسية على الساحة الإسرائيلية، بعد أن تأجل الاجتماع أول من أمس، بسبب التوتر بين الحزبين على خلفية استقطاب النواب.

ووجه النائب يوحانان بليسنير، من «كديما»، انتقادات إلى نتنياهو، واعتبر في حديث إذاعي أن رئيس الوزراء يحاول تفريغ الكنيست وشراء ساسة بعشرات ملايين من الأموال العامة.