الجزائر تحيي «نضال حيدر».. وتدعو لتمكين الصحراويين «من تقرير مصيرهم»

بلخادم يدعو لقانون جزائري يجرم الاستعمار الفرنسي

TT

قال وزير الدولة الجزائري، عبد العزيز بلخادم، أمس، إن الجزائر تحيي نضال أمينتو حيدر، التي عادت أخيرا إلى الصحراء إثر إضراب عن الطعام بإسبانيا دام أكثر من شهر، ودعا من ناحية أخرى، البرلمان الجزائري إلى إعداد قانون يجرم الاستعمار الفرنسي للجزائر (1830 - 1962).

وقال بلخادم، في مؤتمر صحافي، أمس بالضاحية الغربية للعاصمة، في ختام اجتماع لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، إن الجزائر «تحيي نضال السيدة أمينتو حيدر التي نجحت في إيصال صوتها النضالي، ونتمنى أن يصغي الجميع إلى صوت العقل الذي يقول إن مأساة الشعب الصحراوي لن تنتهي إلا بتمكينه من استفتاء يحدد على ضوئه مصيره بنفسه». ويأتي حديث بلخادم عن حيدر، بعد أن وجه أبرز المسؤولين المغاربة اتهامات للجزائر بـ«الوقوف وراء القضية بغرض إفشال الجولة الجديدة من المفاوضات»، مع البوليساريو لحل نزاع الصحراء. وذكر وزير الدولة الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أن الجزائر «تبقى متمسكة ببناء المغرب العربي» المتعطل بسبب الخلاف بين أكبر بلدين مغاربيين حول نزاع الصحراء، بحيث لم تعقد قمة مغاربية منذ 1994.

وفي موضوع آخر، دعا بلخادم برلمان بلده إلى إعداد قانون يجرم الاستعمار الفرنسي بالجزائر (1830 - 1962). جاء ذلك على خلفية مصادقة برلمان فرنسا الاثنين الماضي، على قانون يمنح تعويضات لضحايا تجارب نووية أجرتها بصحراء الجزائر، ما بين 1962 و1967. ويعتبر القانون بالنسبة للجزائريين مجحفا، لأنه يشمل العساكر الفرنسيين وموظفي الإدارة الاستعمارية الذين كانوا يشتغلون أو يقيمون في محيط التجارب. وقال بلخادم حول القانون إنه «يكرس التمييز»، وأضاف: «لقد أجرت فرنسا عشرات التجارب النووية في صحرائنا، استخدمت فيها مادتا البلوتونيوم واليورانيوم وإلى يومنا ما زالت الإشعاعات تؤثر على الإنسان والبيئة، وتسببت في وفيات وإصابات بعاهات وتشوهات وأمراض. غير أن الضرر الذي ألحقته فرنسا بنا لم يبدأ مع هذه التجارب، بل منذ 1830».

وعاد بلخادم إلى الأزمة مع مصر التي نشأت بسبب المواجهة الكروية الشهيرة بالخرطوم، الشهر الماضي، فقال إن «الذين أساؤوا إلينا نقول لهم العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم». وبدا بلخادم متأسفا وهو يتناول الأزمة بين البلدين، وقال: «لا أعرف هل يمكننا أن نتحدث عن أزمة مع مصر، فقد كانت مباراة كروية ولم نكن نتمنى أن نصل إلى ما وصلنا إليه. لكن اللوم لا ينبغي أن يوجه لنا وإنما للذين أساءوا للعلاقة الأخوية المتجذرة بين الشعبين، ويجب أن يعترفوا (المصريون) بأننا كنا أفضل منهم»، في إشارة إلى تفوق منتخب الجزائر على منتخب مصر في تصفيات التأهل إلى المونديال. وتابع: «لقد قالوا عنا علمونا ودرسونا. أنا شخصيا تعلمت ودرست في الجزائر وليس في بلد آخر. يمنون علينا بأشياء كثيرة وهذا ليس من الأخلاق. أما إذا كانوا يزعمون أنهم متميزون في كل شيء، فنقول لهم لقد فزنا عليكم فوق المستطيل الأخضر. ومع ذلك تبقى العلاقة بين الشعبين قوية وما حدث لا يمكن أن يكون الشجرة التي تغطي الغابة».