روسيا «ستواصل تطوير أسلحتها النووية» حتى بعد توقيع المعاهدة المرتقبة مع أميركا

ميدفيديف أسهب في الإشادة بأوباما.. وتناول بإيجاز علاقته مع بوتين

TT

في سباق غير معلن مع رئيس حكومته فلاديمير بوتين الذي ظل مطلع الشهر الحالي على اتصال مباشر مع مواطنيه عبر شاشات التلفزيون لما يزيد على الأربع ساعات، التقى أمس الرئيس ديمتري ميدفيديف مع رؤساء ثلاث من القنوات التلفزيونية الفيدرالية حول حديث تطرق فيه إلى مختلف قضايا بلاده الداخلية والخارجية.

وكشف ميدفيديف في هذا الحديث، الذي أجري بمناسبة نهاية العام، أن روسيا تتمسك بتطوير أسلحتها النووية حتى بعد التوقيع على المعاهدة المرتقبة الجديدة مع الولايات المتحدة حول هذه الأسلحة، مؤكدا أنه لا يمكن لروسيا أن تحمي أراضيها من دونها. وقال ميدفيديف: «بالطبع سنطور أنظمة جديدة بما في ذلك أنظمة الإطلاق، أي الصواريخ. سنواصل هذه العملية، وستبقى درعنا النووية دائما فعالة وكافية لحماية مصالحنا القومية».

واعتبر أن المباحثات حول إعداد المعاهدة المرتقبة تسير بوتيرة عالية وأن الجانبين اتفقا تقريبا حول الجوانب كافة، وأن كشف هذه المباحثات يتراوح بين الضغط المتبادل من قبل كل من الجانبين على الآخر من أجل تحديد أسس بقائهما بوصفهما أكبر قوتين نوويتين في العالم للأعوام العشرة المقبلة.

وأشار ميدفيديف إلى إعجابه بالرئيس الأميركي باراك أوباما بقوله: «إنه سياسي قوي وإنسان طريف يسهل التعامل معه وإن علاقات وثيقة نشأت بينهما». في الوقت الذي أسهب فيه ميدفيديف في الحديث عن أوباما اكتفى لدى تناوله للعلاقة بينه وبين بوتين بالقول إن علاقة «زمالة وصداقة» تربطه مع بوتين، مؤكدا أن علاقته برئيس الوزراء لم تتغير حتى الآن. وكان بوتين أشار في أحاديث كثيرة سابقة إلى أنه وميدفيديف «من دم واحد وشريكان في الرأي». وقال إنه يعرفه منذ سنوات طويلة ويرتبط معه بعلاقات جيدة تتيح لهما العمل بشكل فعال. وحول الأوضاع في القوقاز، أشار الرئيس الروسي إلى أن العنف لا يزال يروع المنطقة ولم تستطع السلطات الروسية اجتثاث جذوره بشكل كامل، مؤكدا أنه «يعود ليكشف عن وجهه القبيح من آن لآخر». وعزا أسباب تواصل العنف إلى عدم تسوية كثير من المشكلات، ومنها تردي الأوضاع المعيشية وتفشي البطالة التي قال إنها تبلغ نسبة 50% في أنغوشيا و30% في الشيشان، إلى جانب استمرار محاولات الدعم المالي من الخارج. وكشف ميدفيديف عن عزمه على تعيين مبعوث خاص للرئيس في شمال القوقاز في الفترة القريبة، وعزا ذلك إلى الحاجة إلى نظرة خاصة للأوضاع في المنطقة ما يعني ضمنا الاعتراف بقصور الاعتماد على القيادات المحلية.

وكان الرئيس السابق بوتين قد عهد إلى الرئيس الشيشاني الشاب رمضان قادروف بالكثير من مقاليد هذه القضية وتغاضى عن تدخله في شؤون المناطق المجاورة. وفي هذا الصدد نقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عن قادروف قوله منذ أيام إن الوقت قد حان لأن تشن روسيا هجوما معاكسا ضد الغرب الذي يسعى إلى تدميرها بضربها في أقاليمها القوقازية، مؤكدا أن «فلاديمير بوتين أعظم إنسان في العالم» على حد قوله. وقال في تصريحات لوكالة «رويترز» إن «في مقدورنا إيقاف ذلك، وعلينا التحول إلى الهجوم، خاصة أنه يوجد عندنا سياسي دولي قوي جدا هو فلاديمير بوتين الذي لا مثيل له في العالم».

في معرض تناول الأوضاع الداخلية، انتقد ميدفيديف محاولات الضغط من أجل تحديد عدد الأحزاب السياسية في روسيا، مؤكدا حق المعارضة في الوجود في ظل احترام الشرعية والقانون. كما خص بالذكر اثنين من زعمائها هما «رئيس حكومة سابق ولاعب شطرنج سابق» على حد تعبيره في إشارة إلى ميخائيل كاسيانوف أول رئيس حكومة في عهد بوتين وغاري كاسباروف بطل العالم الأسبق في الشطرنج.

وأشار ميدفيديف إلى نجاح روسيا في تجاوز تبعات الأزمة المالية العالمية من دون خسائر تذكر، وإلى أن نسبة نمو الاقتصاد الروسي في عام 2010 ستتراوح بين 2.5 و5%، مؤكدا ضرورة تحديث الاقتصاد وتقليل اعتماده على صادرات روسيا من المواد الخام. وفي سياق تناوله لأوضاع قوات الجيش والأمن، حرص ميدفيديف على تأكيد ضرورة الاهتمام برفع مستوى المعيشة وزيادة المرتبات بما يكفل الحيلولة دون تفشي الكثير من الظواهر السلبية التي تحول دون التطور الصحي للمجتمع.