مصادر يمنية: الوحيشي والشهري ورجل الدين الأميركي العولقي قتلوا في غارة شبوة

ثاني ضربة جوية يمنية ضد «القاعدة» تقتل 30 عنصرا خلال اجتماع لهم للتحضير لأعمال انتقامية

TT

أعلنت السلطات اليمنية، أمس، مقتل أكثر من 30 عنصرا من أعضاء تنظيم القاعدة في غارة جوية على منطقة في جنوب البلاد.

وأفادت مصادر أمنية بأنه يعتقد أن بين القتلى ناصر الوحيشي، زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ونائبه السعودي سعيد الشهري، وما وصفته بقيادي «القاعدة» أنور العولقي، وهو رجل الدين الأميركي اليمني الأصل الذي كان على اتصال بالميجور الأميركي نضال حسن الذي فتح النار في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي على زملائه في قاعدة فورت هود الأميركية في تكساس، وقتل 13 من العسكريين في حادثة أثارت صدمة في الولايات المتحدة.

وقال مصدر في اللجنة الأمنية اليمنية إن سلاح الجو اليمني نفذ عند الرابعة والنصف فجر الخميس، غارة جوية على منطقة رفض بمديرية الصعيد في محافظة شبوة الجنوبية، وإن الغارة استهدفت عددا من عناصر تنظيم القاعدة الذين كانوا يخططون لتنفيذ أعمال انتقامية جراء مقتل رفاق لهم الخميس قبل الماضي، في غارة مماثلة على مديرية المحفد بمحافظة أبين، بحسب المصدر.

وهذه هي ثاني عملية استباقية وقائية من نوعها خلال أسبوع تنفذها السلطات اليمنية ضد تنظيم القاعدة في اليمن.

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن هذه العملية التي تأتي بعد أسبوع من قتل 34 من التنظيم نفسه في مديرية المحفد بمحافظة أبين، وأرحب في محافظة صنعاء، وقالت المصادر ذاتها إن من بين القتلى القيادي في تنظيم القاعدة محمد صالح زعيم القاعدة في محافظة شبوة والقيادي البارز في القاعدة أنور العولقي، وقالت المصادر إن من بين الضحايا 4 جثث متفحمة يعتقد أنها لناصر الوحيشي زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ونائبه السعودي سعيد الشهري.

وقالت مصادر يمنية لـ«واشنطن بوست» إن الهدف الأصلي كان منزل العولقي الذي كان يستضيف اجتماعا لقيادات «القاعدة»، إلا أن هذه المصادر قالت إنها ليست متأكدة مما إذا كان العولقي موجودا أم لا.

ونفت عائلة العولقي في صنعاء أن يكون مقيما حتى الآن في شبوة، وقال شخص قدم نفسه على أنه أخوه ويتحدث الإنجليزية باللكنة الأميركية -حسب «واشنطن بوست»- إنه لا يعتقد أن العولقي قتل.

كما نفت العائلة أن يكون عضوا في «القاعدة». واستهدفت الضربة تجمعا لقيادة «القاعدة» في قرية رفض بمديرية رصد على بعد 55 كيلومترا جنوب مدينة عتق كانوا يعقدونه في مزرعة فهد القصع للرد على الضربة التي تلقتها «القاعدة» الخميس الماضي وقتل فيها 34 عنصرا وقياديا من التنظيم.

فيما قال مصدر في اللجنة الأمنية العليا التي يرأسها الرئيس علي عبد الله صالح إن القوات الجوية اليمنية نفذت عملية نوعية استباقية ناجحة في سياق الحرب التي تشنها قوات الجيش على تنظيم القاعدة، بتسديد ضربة على أحد الأوكار الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في منطقة رفض بمديرية الصعيد بمحافظة شبوة، وأسفرت هذه العملية عن مصرع أكثر من 30 عنصرا من هذا التنظيم الإرهابي من بينهم يمنيون وأجانب، ولقي عدد من القيادات المهمة مصرعهم في هذه العملية.

وقال المصدر إن هذا العدد من قيادات «القاعدة» كانوا يعقدون اجتماعا في المنطقة ذاتها للتخطيط ولتنفيذ علميات إرهابية تستهدف مصالح يمنية وأجنبية وقيادات عسكرية وأمنية، ردا وانتقاما على العملية النوعية المزدوجة التي قامت بها الأجهزة الأمنية يوم الخميس الماضي في أرحب بمحافظة صنعاء المحفد بمحافظة أبين، وفي أمانة العاصمة صنعاء، وأودت بحياة 34 عنصرا من تنظيم القاعدة، وتم القبض على 29 من أعضاء وقيادات القاعدة.

وقالت مصادر محلية إن الضربة الجوية تسببت في اندلاع حريق هائل في مزرعة القصع التي كانت مسرحا للضربة الجوية ولاجتماع قياديات القاعدة.

وأكد المصدر الأمني أن العملية كانت «نوعية وناجحة واستباقية»، وأنها أتت «تواصلا للجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب»، وأن عناصر التنظيم تعقد اجتماعا لها في تلك المنطقة بحضور زعيم تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، ناصر الوحشي (أبو بصير) ونائبه السعودي الجنسية، سعيد الشهري، وذلك لـ«التخطيط وتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية التي كانت تستهدف عددا من المصالح اليمنية والأجنبية ومنشآت اقتصادية مهمة، والتخطيط لاستهداف قيادات عسكرية وأمنية».

وأكدت اللجنة الأمنية اليمنية العليا أن الأجهزة الأمنية «ستواصل ملاحقتها للعناصر الإرهابية وعدم التهاون معهم وإفشال مخططاتهم الإجرامية التي تستهدف النيل من أمن الوطن والمواطنين ومصالحهم وسكينة المجتمع»، وحذرت اللجنة «من التستر أو تقديم أي إيواء أو مساعدة للعناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة أو مساعدتهم على تنفيذ عملياتهم الإرهابية»، ودعت «الإخوة المواطنين إلى عدم التواجد بالقرب من تلك العناصر الإرهابية والأوكار التي يتواجدون فيها وذلك حفاظا على سلامتهم وعدم إلحاق أي ضرر بهم أثناء استهداف تلك العناصر الإرهابية وملاحقتها».

وجاءت هذه العملية، بعد يوم واحد من استجواب مجلس النواب اليمني (البرلمان) للواء الدكتور رشاد العليمي، نائب رئيس الوزراء، وزير الإدارة المحلية، حول الغارة الجوية التي وقعت الخميس قبل الماضي، واستهدفت منطقة المعجلة بمديرية المحفد في محافظة أبين، وهي الغارة التي أثارت جدلا واستنكارا واسعا في الساحة اليمنية، بعد أن تبين أن عشرات المدنيين سقطوا في ذلك القصف، قبل أن تعتذر الحكومة اليمنية عن ذلك الخطأ، وكانت السلطات اليمنية قالت إنها قتلت في عملية المحفد 34 عنصرا من «القاعدة».

وكان نائب رئيس الوزراء اليمني الدكتور رشاد العليمي قد ذكر أمام البرلمان أن 32 من عناصر «القاعدة» من بين الضحايا، منهم يمنيون ومصريون وسعوديون وباكستانيون، في الضربة الجوية على معسكر التدريب لتنظيم «القاعدة» في المعجلة بمديرية المحفد بمحافظة أبين التي قال إنها منطقة نائية وجبلية غير آهلة بالسكان. وأسفرت العملية الأخرى التي نفذتها قوات مكافحة الإرهاب في مديرية أرحب بمحافظة صنعاء عن سقوط 3 من تنظيم القاعدة واعتقال 3 من خلية تتكون من 8 عناصر وقيادات في تنظيم القاعدة، مشيرا إلى أن قاسم الريمي، القيادي في تنظيم القاعدة، وحزام مجلي فرا من المكان الذي هاجمته القوات لأمنية وقوات مكافحة الإرهاب التي يقودها نجل الرئيس العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح قائد الحرس الجمهوري وقائد القوات الخاصة.

وقال إن أجهزة الأمن اعتقلت 13 عنصرا من تنظيم القاعدة في صنعاء، وكانت مهمة هذه الخلية تقديم الخدمات والمعلومات اللوجيستية لخلية أرحب التي كانت على وشك البدء في تنفيذ علميات انتحارية ضد مسؤولين أمنيين وعسكريين والسفارة البريطانية ومدارس أجنبية خاصة، ووجد الأمن بحوزة هذه الخلية أحزمة ناسفة بها مواد من المادة التي استخدمت في المحاولة التي استهدفت الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودي.