كتائب الأقصى والجهاد تتبنيان قتل المستوطن.. وإسرائيل والسلطة تلاحقان منفذيها

الجيش الإسرائيلي يعيد نصب الحواجز شمال الضفة

TT

استغل الجيش الإسرائيلي مقتل مستوطن شمال الضفة الغربية في عملية عسكرية فلسطينية هي الأولى من نوعها منذ أشهر، بنيران فلسطينية، ليعيد نصب حواجز كان أزالها من قبل، واستغل المستوطنون الحادث بمهاجمة قرى قرب نابلس شمال الضفة، وأغلقوا الطرقات وقذفوا سيارات الفلسطينيين بالحجارة.

وأعاد الجيش الإسرائيلي نشر عشرات الحواجز الطيارة جنوب مدينة طولكرم وأحكم قبضته على جميع مداخل المدينة التي وقعت عملية قتل المستوطن قربا منها، كما أعاد إغلاق حاجز حوارة وحاجز قرية مادما جنوب نابلس، ونصب من جديد حاجز الـDCO شرق مدينة قلقيلية.

وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح في بيان مشترك أمس مسؤوليتهما عن قتل المستوطن في هجوم وقع الليلة قبل الماضية. وقالت حركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى أن ناشطين تابعين لهما قتلوا المستوطن.

وأكد البيان المشترك، «أن مسيرة الجهاد والمقاومة لن تتوقف طالما ظل الاحتلال جاثما على الأرض الفلسطينية»، وتوعد الفصيلان بمزيد من العمليات.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن مئير ابشالوم هاي (40 عاما)، قتل عندما تعرضت سيارته لإطلاق النار إما من سيارة مارة أو من كمين لمسلحين فلسطينيين على الطريق قرب مدينة نابلس. ويعتبر هذا الهجوم هو الأول من نوعه في الضفة منذ 15 مارس (آذار) الماضي، حين قتل شرطيان في منطقة الأغوار شرق الضفة، بعد أن بذلت السلطة الفلسطينية جهدا كبيرا في تفكيك الجماعات المسلحة في الضفة.

وقال الكولونيل آفي جيل قائد اللواء المسؤول عن المنطقة أن جنوده يفتشون المنطقة بحثا عن المسلحين. وأضاف «أن الجيش كان يقوم بإزالة حواجز تفتيش من الطرق في الضفة الغربية لتخفيف القيود المفروضة على تنقل الفلسطينيين لكنه سيبحث وضع حواجز جديدة إذا كان من شأنها منع وقوع هجمات مماثلة في المستقبل».

وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض خلال الأشهر الأخيرة طلبات تقدم بها عدد من الوزراء لإجراء نقاش في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية حول سياسة إزالة الحواجز.

وكان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي ايلي يشاي من كتلة شاس قد طلب من نتنياهو بحث هذا الموضوع قائلا إن تجربة الماضي أثبتت أن إزالة الحواجز في إطار التسهيلات المقدمة للفلسطينيين أدت إلى «محاولات للاعتداء» على إسرائيليين. ورفض نتنياهو هذا الطلب، ولم يعقب ديوان نتنياهو على النبأ.

وأغضبت العملية السلطة الفلسطينية، وقال الناطق باسم الأجهزة الأمنية عدنان الضميري إن السلطة تحقق في الحادث.

وجاء الحادث بعد أيام من تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بأنه لن يسمح باندلاع أعمال مسلحة في الضفة ما دام جالسا في مكتبه.

واتهم مسؤول بارز في سرايا القدس، تحدث لموقع «فلسطين اليوم» التابع للجهاد، أجهزة أمن السلطة بأنها كثفت عمليات ملاحقة مقاومين من سرايا القدس وكتائب الأقصى في طولكرم وضواحيها.

ومن غير المعروف ما إذا كانت هذه العملية مقدمة لعمليات أخرى، خصوصا في ظل انسداد آفاق السلام، لكن المحلل السياسي هاني المصري قال لـ«الشرق الأوسط» إنه من المبكر الحكم على أن تكون هذه العملية مقدمة لانتفاضة مسلحة. بيد أنه استطرد قائلا إن بقاء حالة الشلل السياسي التي تنتهجها القيادة الفلسطينية ستفتح المجال لاحتمالات مختلفة، ومضيفا أن عدم طرح بديل واقعي للمفاوضات، خلق حالة فراغ لن يقبل بها الشعب طويلا، وعلى القيادة أن تعرف أنها ليست اللاعب الوحيد.