استطلاع: فيلدرز ثاني أفضل سياسي هذا العام.. وزملاؤه اعتبروه الأسوأ

البرلماني الهولندي صاحب الفيلم المسيء للقرآن

TT

تراجعت أحزاب سياسية كبرى في هولندا عن مواقف سابقة، بشأن المشاركة في ائتلاف حكومي مع الحزب اليميني المتشدد في البلاد، أثار غضب بعض القيادات الحزبية، وجاء ذلك في وقت أظهرت استطلاعات الرأي أن الجمهور الهولندي يعتبر خيرت فيلدرز، زعيم الحزب اليميني المتشدد «الحرية»، والمعروف بمواقفه من الأجانب والإسلام، هو ثاني أفضل شخصية سياسية في البلاد خلال عام 2009، في حين اعتبره زملاؤه أعضاء البرلمان الهولندي أنه الأسوأ. وفي ظل هذا الجدل المثار حول شخصية فيلدرز وتصرفاته ومواقفه، وتعبيرا عن حالة الانقسام التي بدأت تظهر بين الأحزاب الهولندية بشأن التعاون مع اليمين المتشدد، وجه فوتر بوس زعيم حزب العمل، انتقادات حادة لكل من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الليبرالي المحافظ، لرفضهما استبعاد احتمال الاشتراك في ائتلاف حاكم مع حزب الحرية اليميني، الذي يتزعمه خيرت فيلدرز. وقال بوس خلال مؤتمر حزبي عقد في ابلدورن، القريبة من المنطقة الحدودية مع بلجيكا وألمانيا، إن عالم حزب الحرية، بقيادة خيرت فيلدرز المعادي للمسلمين، ليس هو مجال اهتمام حزب العمل، مضيفا أن الجميع يزداد قوة مع حزبه لا مع الحزب الليبرالي.

وقال بوس إن الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الليبرالي يتملصان من قضية معتقدات حزب الحرية الذي يؤكد أنه لن تستثني أي حزب ديمقراطي واحد من تشكيل ائتلاف ممكن. وشدد بوس على أنه لن يشارك في أي حكومة تضم حزب الحرية. وتزامن مع ذلك أن جاء السياسي الهولندي خيرت فيلدرز في المرتبة الثانية في اثنين من استطلاعات الرأي لتحديد «سياسي العام». وقال فريق من مشاهدي التلفزيون الهولندي إنه ثاني أفضل سياسي في البلاد لهذا العام، في حين اعتبره زملاؤه في البرلمان ثاني أسوأ سياسي. بعض التناقض.. ولكن، في الواقع، فإن ذلك ليس مستغربا بعد المزيد من المؤشرات الدالة على وجود «فجوة» بين الجمهور والنخبة. ويقول تقرير لإذاعة هولندا العالمية، لقد خيب خيرت فيلدرز أمل كثير من الناخبين الهولنديين، ممن كانوا سبب وجوده. فهو دائما على استعداد لمحاربة الثوابت باسم الفتى الصغير. ويأتي جزء من نجاح حركة حزب الحرية الذي يتزعمه فيلدرز من أسلوب فيلدرز نفسه في الحديث مباشرة إلى الجمهور. وقد جلبت اللغة البسيطة، والخام أحيانا، التي يستخدمها في ساحة البرلمان، له التأنيب من زملائه. مثلما جلبت له الإشادة من أتباعه، إنهم المؤيدون الذين وضعوا فيلدرز وحزبه في وضع قوي للغاية، الثاني في الانتخابات الأوروبية في الربيع الماضي، كما أنه أكبر حزب في البلاد خلال الأشهر الستة الماضية، وفقا لأحد استطلاعات الرأي العامة. وقد طرح فيلدرز نفسه علنا إمكانية أن يصبح رئيس الوزراء القادم. أما الأحزاب السياسية فتجد هي الأخرى صعوبة في التعامل مع هذا السيناريو. لقد اتهم حزب الحرية بأنه ليس لديه سوى قضية واحدة: معاداة الإسلام. وهذا هو بالضبط دافع المتحمسين له، إن لم يكن المتعصبين له، في معارضتهم لانتشار المظاهر الخارجية للإسلام في البلاد، وهو ما جلب إدانة لفيلدرز من الساسة الآخرين. وعلى سبيل المثال، عندما اقترح فيلدرز فرض ضريبة على النساء اللاتي يرتدين الحجاب ووصفها بأنها «ضريبة خرقة الرأس»، اعتبر سياسيون آخرون أن فيلدرز قد تجاوز الحدود في النهاية. وحقق فيلدرز نجاحا، لكنه لا يدين بنجاحه هذا لمجرد تكتيكات سياسية جيدة، فالفجوة بين الجمهور والنخبة الهولندية كبيرة ومتزايدة منذ سنوات وحتى الآن. إذ لم يعد الناخبون أوفياء لحزب واحد، ولم يعودوا يشعرون بالانتماء إلى آيديولوجية بعينها.

وسبق أن أعلن النائب اليميني فيلدرز، عزمه إنتاج فيلم جديد معادي للقرآن العام المقبل. وقال فيلدرز (45 عاما)، إن الفيلم الجديد الذي سيتم الانتهاء منه العام المقبل سيكون أكثر إثارة من فيلم السابق «فتنة». وذكر فيلدرز أن «الإسلام يعد آيديولوجيا فاشية أكثر من كونه دينا»، وأن آيديولوجيته لا تدور حول «الاندماج واستيعاب الآخر، ولكن حول الهيمنة والسيطرة»،