الموصل: اشتباكات قرب كنيسة.. واتهامات لأطراف سياسية بـ«إثارة فتنة طائفية»

سيارة مفخخة تستهدف دورية لعناصر البيشمركة.. واغتيال شقيقي مسؤول محلي في ديالى

نساء يتبادلن التهاني بمناسبة أعياد الميلاد بعد قداس في كنيسة ببغداد أمس (أ.ب)
TT

أعلنت السلطات المحلية في محافظة نينوى، مركزها الموصل شمال العراق، أمس، عن فرض حظر التجوال في بلدة برطلة إثر اشتباكات بين حرس الكنائس وعدد من سكان طائفة الشبك من الشيعة المسلمين. فيما قتل ستة أشخاص في هجمات متفرقة بينها انفجار سيارة مفخخة ضد دورية لقوات البيشمركة الكردية.

وقال عبد الرحيم الجربا، رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى، إن مجموعة من سكان الشبك من المسلمين الشيعة هاجموا حرس الكنائس بعدما وجدوا بعض اللافتات والأعلام، التي يستخدمونها في شعائرهم بمناسبة عاشوراء قد سقطت على الأرض، فيما رفعت لافتة تطالب المسيحيين بالتوقف عن احتفالات أعياد الميلاد احتراما لهذه الشعائر».

ويحيي الشيعة هذه الأيام ذكرى مقتل الإمام الحسين، التي جاءت هذا العام متزامنة مع احتفالات المسيحيين بأعياد الميلاد.

وقال الجربا لـ«الشرق الأوسط»، عبر الهاتف من مدينة الموصل، إن «المحافظ (أثيل النجيفي) كان على رأس قوة ذهبت إلى برطلة واجتمع بالطرفين المتنازعين للوصول إلى حلول مرضية»، مؤكدا أن عددا من الجرحى قد سقطوا جراء الحادث.

واتهم رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى «أطرافا أخرى بمحاولة إشعال الفتنة بين الطرفين وكسب هذه الأقليات لصالح مكون سياسي معين»، دون أن يسمي أحدا.

وقال الجربا إن «أطرافا سياسية تحاول كسب هذه الأقليات من خلال زرع الفتنة بينها، والجميع يعلم أن مناطق برطلة وقرقوش وتلكيف وغيرها من المناطق هذه ذات غالبية مسيحية ويوجد فيها اليزيديون والشبك دون أي مشكلة تذكر».

ومن جهته، قال قرياقوش منصور كوركيس، رئيس جمعية «بيت النهرين» الإنسانية في ناحية برطلة، إن «الاشتباكات التي وقعت كانت على خلفية سقوط بعض اللافتات الخاصة بعاشوراء على الأرض بالقرب من الكنائس، وقد حاول عدد من الشبك الذين نظموا مظاهرة دخول الكنائس لمنع الاحتفالات فيها، غير أن حراس الكنائس منعوهم فحصلت المصادمات التي أوقعت 5 جرحى بين الشبك، وقد تم فرض حظر التجوال بعد هذه المصادمات ومنع سير المركبات وأغلقت مداخل المدينة».

وأشار كوركيس، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من بلدة برطلة، إلى أن «الاحتفالات المسيحية مستمرة وأشجار الزينة موجودة وكذلك إقامة القداسات في الكنائس، وأن هذا الأمر موجود منذ قديم الزمن ولم تحدث أي إشكالية بهذا الخصوص».

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شهود عيان أن الاشتباكات اندلعت على خلفية اتهامات بأن المسيحيين قاموا بتمزيق جدارية للإمام الحسين بن علي بن أبي طالب كانت قريبة من موقع الكنيسة التي وقعت بقربها المواجهات.

وبحسب شهود العيان فإن المهاجمين الشبك استخدموا الأسلحة في الهجوم بينما تحصن المسيحيون بداخل الكنيسة. ويتعرض المسيحيون في عموم البلاد إلى ضغوطات وقتل وتهجير منذ سقوط النظام العراقي عام 2003 واشتدت المضايقات لهم خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي أدى إلى إعلان الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والدولية عن تزايد قلقها بشأنهم. وفرضت القوات الأمنية العراقية، بعد استهداف عدد من الكنائس مؤخرا، إجراءات أمنية مشددة قرب الكنائس خشية استهدافها مرة أخرى في بغداد والموصل.

إلى ذلك، قتل 6 أشخاص في هجمات متفرقة، أمس. وقال ضابط في الشرطة «قتل أحد عناصر البيشمركة وأصيب 10 آخرون في انفجار سيارة مفخخة مركونة». وأوضح أن «الانفجار وقع منتصف النهار واستهدف دورية على الطريق الرئيسي في ناحية ربيعة (شمال غربي العراق)»، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي محافظة ديالى كبرى مدنها بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد)، قال مصدر أمني في محافظة ديالى إن «مسلحين مجهولين اختطفوا صباح اليوم (أمس) شقيقي مدير ناحية المنصورية (70 كلم شمال شرقي بغداد) وبعد نحو ساعتين عثرت الشرطة على جثثهم». وأوضح أن «الشرطة عثرت على جثثهم ملقاة على جانب الطريق عند قرية الأسود (شمال بعقوبة) بعد قتلهم بالرصاص».

ومدير ناحية المنصورية مصطفى العزاوي، مستقل رشح لمنصبه من قبل جبهة التوافق السنية.

وفي الموصل أعلن مصدر في الشرطة مقتل 3 أشخاص، وهم معلمون يعملون لإجراء التعداد العام للسكان في العراق، من قبل مجهولين. وأضاف أن «جثث الضحايا عثر عليها في المنطقة الصناعية (غرب)».

وفي هجوم آخر، أعلن مصدر في وزارة الداخلية مقتل شخص وإصابة 5 آخرين، في انفجار عبوة ناسفة استهدف في ساعة متأخرة من ليلة الخميس دورية أميركية. وأوضح أن «الانفجار وقع لدى مرور الدورية في أطراف مدينة الصدر (شرق) بالتزامن مع وجود مواكب شيعية لإحياء ذكرى شعائر محرم».

من جهة أخرى، ارتفعت إلى 19 قتيلا و80 جريحا حصيلة الانفجار المزدوج بسيارة مفخخة وعبوة ناسفة عند مرأب وسط مدينة الحلة (100 كلم جنوب)، أول من أمس، وفقا لمصدر طبي.