كرواتيا تنتخب غدا رئيسا يقودها إلى الاتحاد الأوروبي

البوسنيون يراقبون الاقتراع ويخشون اختيار زعيم يتدخل في شؤونهم

TT

تشهد كرواتيا غدا انتخابات رئاسية يشارك فيها 12 مرشحا، ويقع على الفائز فيها العمل على انضمام كرواتيا إلى الاتحاد الأوروبي في 2011 أو 2012 على أقصى تقدير. وينتمي 5 من المرشحين إلى الأحزاب السياسية، في حين يعد البقية من المستقلين. ولا يخوض السباق الرئيس المنتهية ولايته ستيبي ميسيتش، أحد السياسيين الأكثر شعبية في البلاد، الذي انتخب في 2000 وأعيد انتخابه في 2005 مجددا إذ إن الدستور يحدد الرئاسة بولايتين فقط.

ويعد مرشحا التجمع الكرواتي الديمقراطي أندري هيبرانغ، والحزب الاشتراكي الديمقراطي وإيفو يوسيبوفيتش، الأوفر حظا بالفوز. وتضم قائمة المرشحين المستقلين ميروسلاف توجمان (ابن الرئيس الراحل فرانيو توجمان) الذي يعد أكثر المرشحين راديكالية، حسب تقييمات بعض المراقبين.

وسيكون الفائز بهذه الانتخابات الرئيس الثالث للبلاد منذ الاستقلال سنة 1991. وفي حال لم يفُز أي من المرشحين الاثني عشر بنسبة تفوق 50% غدا، ستجرى الدورة الثانية من الانتخابات في 10 يناير (كانون الثاني) المقبل.

وتجد هذه الانتخابات الكرواتية صدى في محيطها الإقليمي وخصوصا في البوسنة حيث يتخوف كثيرون من عودة التوتر في العلاقات مثل ما كان عليه الحال خلال حكم الرئيس الأسبق فرانيو توجمان (1991 - 1999). ويزيد من وتيرة هذه المخاوف مشاركة كروات البوسنة (17% من عدد السكان البالغ نحو 6.4 مليون نسمة) في الانتخابات. ويشير مراقبون إلى أن مخاوف الأوساط البوسنية مبررة لا سيما أن المرشح ميروسلاف توجمان (نجل الرئيس الراحل)، بدأ حملته الانتخابية كمستقل من البوسنة، وقال في أثنائها: «سأدعم رغبة الكروات في أن يكون لهم كيان مستقل داخل البوسنة، ولكننا لن نتدخل في تحديد حدود هذا الكيان لأن هذا شأن يخص كروات البوسنة».

وقال الدبلوماسي والخبير السياسي أدهم باشيتش لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نراقب الانتخابات الكرواتية عن كثب، لأن لدينا مع هذه الدولة أطول حدود مع دولة جارة، وهي دولة مهمة جدا بالنسبة إلى البوسنة لأنها دولة عبور للبضائع والأشخاص». وتابع: «في تاريخنا مع كرواتيا كانت هناك فترات صداقة وفترات اتسمت بالعداء منها محاولات زغرب تقسيم البوسنة مع بلغراد كما حصل سنة 1939 في الاتفاق المعروف بين ستانكوفيتش الصربي وماتشاك الكرواتي، ويعرف باسم اتفاق ستانكوفيتش ماتشاك، لكننا أفشلنا هذا المشروع». وأثنى باشيتش على الرئيس الكرواتي المنتهية ولايته ستيبان ميسيتش الذي شهدت في عهده تطور العلاقات بين البلدين. وقال: «ميسيتش رجل شريف وسياسي محنك رأى في مصلحة بلاده، وجود بوسنة موحدة ومستقرة». واستبعد فوز ميروسلاف توجمان في السباق. وعن أكثر المرشحين حظا من وجهة نظره قال الباحث باشيتش: «أعتقد أن فيسنا بوسيتش وإيفو يوسيبوفيتش هما الأكثر حظا بالفوز، وهم ممن يميلون إلى سياسة ميسيتش، وهذا أفضل لبلادهم لا للبوسنة فحسب، فهذا يدعم انضمامهم إلى الاتحاد الأوروبي».

وسيرث الرئيس الجديد لكرواتيا بلدا يشهد انكماشا وتعصف به الأزمة الاقتصادية العالمية. وسجل الاقتصاد الكرواتي انكماشا نسبته 5.8% في الفصل الثالث مواصلا بذلك توجهه السلبي الذي سجل في الفصل الأول (-6.5%) بينما تعول ميزانية 2010 على نسبة نمو لا تتجاوز 0.5%. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بلغت نسبة البطالة، وهي في أعلى مستوياتها منذ سنتين ونصف السنة، 15.5% من قوة العمل في البلاد.