2009 نهاية عقد: «كاوست».. حلم الملك الذي أبصر النور

جامعة الملك عبد الله.. مشروع السعودية نحو العالم الأول

خادم الحرمين الشريفين يضع يده على المنصة إيذانا بافتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية معلنا بذلك تحقيق حلمه الذي دام 25 عاما (واس)
TT

اختار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، اليوم الوطني السعودي الذي يصادف 23 سبتمبر (أيلول) الماضي للاحتفال بافتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، المشروع الذي اختاره العاهل السعودي ليضع بلاده على أعتاب المستقبل، وفي مصاف الدول المتقدمة في تسخير مواردها للبحث العلمي واحتضان العلماء.

لقد ظل مشروع تأسيس أول جامعة بحثية على مستوى المنطقة حلما يراود خادم الحرمين الشريفين على مدى ربع قرن من الزمان وكان الملك يعبر عن رغبته في تأسيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية على ساحل البحر الأحمر (باعتبارها «بيتا جديدا للحكمة»، منارة للسلام والأمل والوفاق وتعمل لخدمة أبناء المملكة ولنفع جميع شعوب العالم). وعبر الملك عن رغبته «أن تصبح هذه الجامعة الجديدة واحدة من مؤسسات العالم الكبرى للبحوث، وأن تعلم أجيال المستقبل من العلماء والمهندسين والتقنيين وتدربهم، وأن تعزز المشاركة والتعاون مع غيرها من جامعات البحوث الكبرى ومؤسسات القطاع الخاص على أساس الجدارة والتميز».

وفي إعلانه الأول في 22 يوليو (تموز) 2006، كشف الملك عبد الله خلال رعايته حفل أهالي الطائف، عن عزمه تشييد هذا الصرح العلمي، وعهد إلى شركة «أرامكو» السعودية عملاق صناعة النفط واستخدام التقنية، إنشاء الجامعة على مساحة تزيد على 36 مليون متر مربع بالقرب من بلدة (ثول) شمال مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر. وفي يوم الأحد 21 أكتوبر (تشرين الأول) 2007 وضع خادم الحرمين الشريفين حجر الأساس للجامعة، وأعلن حينها عن إقامة وقف يكون ريعه للإنفاق على الجامعة. وبدأت الدراسة في الجامعة يوم السبت 5 سبتمبر بـ400 طالب وطالبة، فيما وصل عدد أعضاء هيئة التدريس إلى 80 أستاذا وعشرة تخصصات علمية وعشرة مراكز أبحاث.

وفي 20 ديسمبر (كانون الأول) أنهى طلاب الجامعة امتحانات أول فصل دراسي بعد افتتاحها.

* جامعة غير تقليدية

* يصف المهندس نظمي النصر، الرئيس التنفيذي لمشروع (كاوست) في حديث سابق مع «الشرق الأوسط» خطوات تنفيذ المشروع القائم اليوم على توفير مساحة تبلغ 80 في المائة للأبحاث العلمية، بالقول إن الفريق المكلف من شركة «أرامكو» السعودية بتنفيذ المشروع «وجد نفسه مدفوعا باتجاهين مختلفين، الأول، هو وضع الأساس الأكاديمي المتوافق مع فلسفة إقامة جامعة غير تقليدية، تقوم على أساس البحث العلمي والاقتصاد المعرفي، وتناضل من أجل كسب اعتراف الجامعات العريقة في العالم، وخاصة العلماء الذين يتوقع أن يساهموا في المشاريع البحثية في الجامعة. أما الاتجاه الآخر، فهو إنشاء مدينة جامعية على أحدث طراز وعلى أرقى المواصفات وبما يتلاءم وخصوصية هذه الجامعة وحاجاتها، وأيضا، أن تنفذ في وقت قياسي لا يتجاوز ثلاث سنوات».

تعتبر الجامعة أول جامعة بحثية في المملكة والمنطقة وهي تختار نخبة العلماء والطلاب الموهوبين ليكرسوا خبراتهم وتجاربهم لوضع الحلول للعقبات التي تعترض التنمية والاقتصاد والبيئة والصناعة وترتبط مباشرة بالعجلة الاقتصادية لتزاوج بين البحث العلمي وحاجات التنمية الصناعية والاقتصادية في البلاد، وتعطي مفهوما متطورا لفتح الآفاق بحرية علمية وبحثية لجميع العلماء من مختلف دول العالم لكي يكونوا خلايا الفكر والعمل الأكاديمي المتفوق والخلاق، ولتصبح (حاضنة) للبحث العلمي، وحاضنة للمؤسسات البحثية والصناعية حتى تستفيد من أبحاث العلماء في تحويلها إلى منتج صناعي واقتصادي يضخ مزيدا من الازدهار لعجلة التنمية.

* وقف وميثاق

* بلغت ميزانية إنشاء الجامعة نحو 10 مليارات ريال (2.66 مليار دولار) وتتمتع الجامعة بكافة الموارد المالية التي تضمن استقلاليتها، ولتحقيق أهدافها، حيث تم إنشاء «وقف دائم» يدار لصالحها، وهي الأولى في صعيد التعليم العالي السعودي التي تعمل بهذا المفهوم وتبلغ قيمة الوقف 10 مليارات ريال. ويضمن ميثاق الجامعة حرية الفكر، وحرية البحث والاستقلالية والتمويل ومنح العلماء ما يلزم منها لضمان استقلاليتها العلمية، لكي تؤكد رسالة الجامعة وفلسفتها التي تجعل من هويتها مكونا رئيسيا لصناعة التغيير في أطر البحث العلمي داخل المنظومة التعليمية المحلية والإقليمية.

* قيادة التغيير

* وتنطلق جامعة الملك عبد الله، من فلسفة تجعل من هويتها الجديدة مكونا رئيسيا لصناعة التغيير في أطر البحث العلمي داخل المنظومة التعليمية المحلية والإقليمية، والجامعة تمثل حافزا للتغيير، وبداية جديدة، ومكانا يملك فيه الرواد من العلماء والمهندسين القدرة على تطبيق علمهم لتشكيل المستقبل ونفع المجتمع، وخارج الإطار المحلي، فإن نخبة المهندسين والباحثين المعروفين عالميا والذين ستضمهم جامعة الملك عبد الله، يجدون في الأفق المفتوح والمرن والإمكانيات الهائلة التي توفرها الجامعة مكانا مناسبا لبلورة جهودهم في الأبحاث التي تطبق العلم والتقنية على المشكلات المتعلقة بالاحتياجات البشرية، والتقدم الاجتماعي، والتنمية الاقتصادية، والسعي لإيجاد حلول واقعية للمشكلات الراهنة والمستقبلية، مثل التصحر، وشح المياه، وسبل تحقيق الكفاءة في استخدام الوقود، والطاقة المتجددة، وجعل العمليات الكيميائية أنظف وأكثر كفاءة.

* الباحثون

* تحتضن جامعة الملك عبد الله نخبة من الباحثين من مختلف أنحاء العالم، حيث ينتظم تحت سقفها بعد انتظام العملية الأكاديمية نحو 600 باحث، في حين يمثل حرم الجامعة الذي تبلغ مساحته 36 مليون متر مربع، طرازا متناسقا بين العمارة التقليدية والتصميمات العصرية التي وضعت للمحافظة على كفاءة استخدام الطاقة والحد من الآثار البيئية الضارة. وتستخدم المختبرات ومرافق الأبحاث الفريدة وحدات معمارية تتصف بالمرونة وتضم نماذج تبادلية لتناسب مختلف أنواع المختبرات والأبحاث وعلى أحدث الطرازات العصرية، وتمتد على مساحة شاسعة تطل على البحر الأحمر، مقرات لإقامة أعضاء هيئة التدريس، والطلاب، وعائلاتهم، تحيط بها الحدائق، والملاعب، ودور الحضانة، ورياض الأطفال، والمدارس، بالإضافة للخدمات الترفيهية مثل المطاعم، وملعب للغولف، وملاعب للتنس، والشواطئ، وأحواض سباحة، ومارينا. وتبلغ الطاقة الاستيعابية للجامعة حين تستكمل كل منشآتها نحو 2000 طالب وطالبة، و600 باحث وعضو هيئة تدريس، وقد تم الإعلان في شهر يوليو (تموز) 2007 عن برنامج للمنح الدراسية على مستوى العالم بهدف اختيار 250 من الطلبة والطالبات المتميزين هذا العام والعدد نفسه في العام التالي من طلاب السنوات النهائية من المرحلة الجامعية مثلوا نواة طلاب الجامعة عند افتتاحها في الخامس من الشهر الحالي.

* التخصصات الأكاديمية

* تضم الجامعة أربعة أقسام أكاديمية مسؤولة عن برامج الأنشطة التعليمية ومنح الدرجات العلمية، وهي: علوم الأرض وعلوم وهندسة البيئة، العلوم الحيوية والهندسة الحيوية، الرياضيات وعلوم وهندسة الحاسوب، العلوم والهندسة الفيزيائية والكيميائية.

وتمنح الجامعة شهادات في أحد عشر تخصصا هي: الرياضيات التطبيقية وعلوم الحاسوب، العلوم البيولوجية، الهندسة الكيميائية والبيولوجية، العلوم الكيميائية، علوم الحاسوب، علوم وهندسة الأرض، الهندسة الكهربائية، العلوم والهندسة البيئية، العلوم والهندسة البحرية، علوم وهندسة المواد، الهندسة الميكانيكية.

تقدم طلبات الالتحاق بجامعة الملك عبد الله من خلال أحد برنامجين للمنح الدراسية يتساويان في المكانة المرموقة وهما: برنامج زمالة جامعة الملك عبد الله. برنامج منحة جامعة الملك عبد الله الدراسية للاكتشاف.

* مجلس الأمناء

* يتوفر للجامعة مجلس أمناء يضم 20 شخصية علمية وأكاديمية ورؤساء الجامعات والشركات الكبرى ويرأس المجلس حاليا المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، وزير البترول السعودي.

ويتولى المجلس تعيين رئيس الجامعة، والموافقة على تعيين كبار المسؤولين الإداريين وأعضاء هيئة التدريس بناء على توصية من رئيس الجامعة، كما تتضمن مسؤولياته اعتماد القواعد التي تنظم الشؤون الأكاديمية والمالية والإدارية في الجامعة، وتقديم الدعم للمسؤولين عن إدارة أعمالها اليومية. وتتضمن الاختصاصات النظامية الأخرى للمجلس ولجانه الأربع الدائمة تأسيس الشراكات مع المؤسسات المختلفة والإشراف على أصول الجامعة بما في ذلك الوقف المخصص لها وحرمها الجامعي ومرافقها.

* رئيس الجامعة

* تم اختيار البروفيسور السنغافوري، تشون فونغ شي، ليكون رئيسا لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، الذي شغل منصب رئيس جامعة سنغافورة الوطنية، وله خبرة طويلة ومتميزة في المجال الأكاديمي والقطاع الصناعي باعتباره باحثا علميا وأكاديميا بارزا.

* فبراير (شباط):

ـ 3/2: انتخاب الزعيم الليبي معمر القذافي رئيسا للاتحاد الأفريقي خلفا للرئيس التنزاني.

ـ 6/2: الاتحاد الأفريقي يفرض عقوبات على موريتانيا بعد الإطاحة بأول رئيس منتخب بشكل ديمقراطي في موريتانيا.

ـ 10/2: بدء الانتخابات التشريعية في إسرائيل بين مرشحي 34 حزبا لتحديد الحكومة المقبلة، وفوز حزب كديما بـ28 مقعدا، والليكود بـ27 مقعدا من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعدا.

ـ 11/2: اللاعب التوغولي إيمانويل إديبايور يفوز بجائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2008 التي يقدمها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.

ـ 11/2: زعيم المعارضة في زيمبابوي مورغان تسفنغراي يؤدي اليمين الدستورية ويتسلم مهامه كرئيس وزراء جديد للبلاد، بعد الموافقة على تقاسم السلطة مع الرئيس روبرت موغابي.

ـ 13/2: المنامة تحتج رسميا على تصريحات مسؤول في طهران بأن مملكة البحرين «محافظة إيرانية».

ـ 14/2: العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز يجري تعديلات وزارية وإدارية واسعة هي الأولى له منذ توليه مقاليد السلطة قبل ثلاثة أعوام.

ـ 15/2: تعديل دستوري يتيح إعادة انتخاب رئيس دولة فنزويلا هوغو شافيز مرات غير محددة.

ـ 17/2: توقيع اتفاق حسن نوايا بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة (إحدى الحركات المتمردة في دارفور)، في الدوحة.

ـ 19/2: الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعلن أن جزيئات اليورانيوم غير الطبيعي التي عثر عليها في موقع منشأة نووية مفترضة في سورية ليست ناتجة عن الصواريخ الإسرائيلية التي قصفت الموقع.

ـ 20/2: الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس يكلف زعيم حزب الليكود اليميني بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة الجديدة.

ـ 22/2: مقتل فرنسية وإصابة 17 بينهم 3 سعوديين في انفجار بحي الحسين في مدينة القاهرة.

ـ 25/2: تحطم طائرة الخطوط التركية رحلة 1951 وعلى متنها 135 شخصا، مما أدى إلى مقتل 9 ركاب وإصابة 55 آخرين.

ـ 26/2: وزير الخارجية الكويتي محمد صباح السالم يزور بغداد، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ الغزو العراقي للكويت.

ـ 28/2: الصربي نوفاك ديوكوفيتش يحرز لقب بطولة دبي المفتوحة للتنس للرجال بعد تغلبه على الإسباني ديفيد فيرير.