2009 نهاية عقد : الأحذية.. وسيلة للاحتجاج.. ولفت الانتباه

«موضة» العالم في 2009

TT

الحادثة الشهيرة التي شهدها نهاية عام 2008، والتي ألقى فيها الصحافي العراقي منتظر الزيدي حذاءه صوب الرئيس الأميركي السابق جورج بوش خلال مؤتمره الصحافي في بغداد في 14 ديسمبر (كانون الأول)، لم تكن الأخيرة من نوعها، بل استمرت ظاهرة إلقاء الأحذية على السياسيين وامتدت على مدار هذا العام، حتى أصبح إلقاء الأحذية في وجه الزعماء السياسيين «وسيلة من وسائل الاحتجاج في عام 2009»، بل وأصبحت «موضة» في العالم أسره.

أبطال عام 2009 كانوا: رئيس وزراء الصين، ورئيس وزراء أستراليا السابق، والسفير الإسرائيلي في السويد، ووزير الداخلية الهندي، ورئيس صندوق النقد الدولي، والرئيس الأميركي السابق جورج بوش للمرة الثانية، وأخيرا.. منتظر الزيدي نفسه.

في الثاني من فبراير (شباط) الماضي، تعرض رئيس الوزراء الصيني وين جياباو لهذا الموقف المحرج، حينما ألقى عليه أحد المحتجين فردة حذائه في أثناء إلقائه كلمة في جامعة كامبريدج البريطانية، وهتف المحتج وسط حشد من الحاضرين: «كيف يمكن للجامعة أن تحط من شأنها مع هذا الدكتاتور؟ كيف تستمعون إلى الأكاذيب التي يقولها؟ انهضوا واحتجوا»، لكن حذاءه أخطأ رئيس الوزراء الصيني وسقط على بعد متر منه. وبدا جياباو رابط الجأش وتابع كلمته بعد ثوان من توقفه.

وبعد ثلاثة أيام فقط من هذه الحادثة وفي الخامس من فبراير، لاقى السفير الإسرائيلي في السويد بيني داجان نفس المصير، حين ألقي عليه حذاء بينما كان يلقي محاضرة في جامعة ستوكهولم عن الانتخابات القادمة في إسرائيل، أمام نحو 50 شخصا، وذلك احتجاجا على سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين والهجوم العسكري على قطاع غزة.

وكما حدث ذلك في الغرب، حدث أيضا في الشرق. ففي السابع من أبريل (نيسان) الماضي، ألقى صحافي هندي من السيخ يدعى جارنيل سينغ حذاءه على وزير الداخلية الهندي بالانيابان تشيدامبارام خلال مؤتمر صحافي، وذلك بعد شعوره بالغضب من رد الوزير على سؤال بخصوص أعمال شغب اندلعت عام 1984 وقُتل فيها مئات من السيخ. غير أن الحذاء لم يصب الوزير الذي انحنى لتفاديه، وابتسم بعد ذلك وطلب من حراس الأمن اصطحاب الصحافي خارج الغرفة قائلا: «اقتادوه بعيدا.. الأمر لا يستحق».

رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان أحد ضحايا الأحذية، عندما رشقه طالب تركي بحذائه دون أن يصيبه، عند إلقائه كلمة أمام الطلاب في جامعة إسطنبول في أول أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقد هتف الطالب قائلا: «يا صندوق النقد الدولي.. يا لص.. اخرج من تركيا». وقام حراس الأمن بإخراج الطالب من القاعة.

وللمرة الثانية، قوبل الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بالحذاء، ففي الثاني والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تجمع أكثر من 300 متظاهر للاحتجاج على زيارة بوش لكندا، وقامت الحشود الغاضبة بإحراق دمية تمثل الرئيس السابق، وأقدم المحتجون على رمي الأحذية باتجاه فندق الملكة إليزابيث التاريخي في مونتريال حيث كان بوش يلقي خطابه، ورددوا شعار «جورج بوش إرهابي» وطالبوا بتوقيفه واتهامه بارتكاب جرائم حرب.

وكما كان رئيس الوزراء الأسترالي السابق جون هاورد حليفا لجورج بوش في حروبه بأفغانستان والعراق، فقد شاركه نفس المصير في الاستقبال بالأحذية. ففي الثلاثين من أكتوبر الماضي، رشق رجل غاضب هاورد بحذائه خلال ندوة أقيمت في جامعة كامبريدج البريطانية، وقال له: «وجودك يشعرني بالخجل من أن أكون أستراليا، عد من حيث أتيت أيها العنصري». إلا أن طالبا آخر تَمكّن من التقاطه في الوقت المناسب، وقد تجاهل هاورد الحادثة أيضا كما فعل كل الزعماء السابقين.

الطريف في أحداث إلقاء الأحذية كان حينما شرب الصحافي العراقي منتظر الزيدي من الكأس نفسها التي أهداها لجورج بوش ولاقى المصير نفسه حينما رشقه صحافي عراقي آخر، يُدعى سيف الخياط يقيم في فرنسا لاجئا سياسيا، بالحذاء. وجاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده الزيدي في باريس في الأول هذا الشهر، ديسمبر (كانون الأول)، بمناسبة الإفراج عنه، وقد نجح في تفاديه أيضا كما فعل بوش. وقد قال الخياط عقب الحادثة: «إن ما فعله يمثل رد اعتبار للصحافيين العراقيين، ومن أصبح بطلا بالحذاء يسقط بالحذاء». ... وهكذا أصبح الرشق بالأحذية وسيلة جديدة للاحتجاج على سياسات الحكومات والأنظمة والأفراد، ووسيلة أيضا لجذب الانتباه.

* أبريل (نيسان) :

ـ 1/4: وزير خارجية إسرائيل أفيغدور ليبرمان يعلن أن بلاده غير ملزمة باتفاق أنابوليس للسلام مع الفلسطينيين.

ـ 8/4: النائب العام المصري يتهم حزب الله اللبناني بالتخطيط للقيام بعمليات عدائية داخل مصر وتدريب عناصر مدفوعة من الخارج.

ـ 10/4: فوز الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بفترة رئاسية جديدة بعد حصوله على 90.24% من الأصوات.

ـ 12/4: إعلان حالة الطوارئ في تايلاند والجيش ينتشر في شوارع بانكوك وذلك بعد ازدياد الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

ـ 14/4: كوريا الشمالية توقف كافة أشكال التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتطلب من مفتشي الوكالة مغادرة أراضيها.

ـ 18/4: البرلمان الانتقالي الصومالي يقر بالإجماع مشروع قانون حكومي لتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في البلاد.

ـ 19/4: الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز يعلن إعادة سفير بلاده إلى الولايات المتحدة، أثناء قمة الأميركتين المنعقدة في ترينداد وتوباغو.

ـ 20/4: الأمم المتحدة تعقد مؤتمرا دوليا عن العنصرية، في مقرها بجنيف.

ـ 23/4: فوز حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في الانتخابات بجنوب أفريقيا.

ـ 25/4: الاحتفال في العاصمة اللبنانية بيروت بإعلانها عاصمة عالمية للكتاب لعام 2009 من قبل منظمة اليونسكو.

ـ 28/4: الرئيس الأميركي باراك أوباما يختار العالم أحمد زويل ضمن مجلسه الاستشاري للعلوم والتكنولوجيا.

ـ 29/4: إطلاق سراح الضباط الأربعة المحتجزين في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري بناء على قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

ـ 30/4: منظمة الصحة العالمية ترفع تحذير وباء إنفلونزا الخنازير إلى المرحلة الخامسة.