فشل محاولة نيجيري لنسف طائرة أميركية بعبوة مصدرها اليمن

أوباما يأمر بتشديد الحراسة في مجال النقل الجوي > واشنطن: عبد المطلب درس في لندن وكانت له اتصالات برجل الدين اليمني العولقي

طائرة دلتا إير باص 330 رابضة على أرض مطار ديترويت عقب الهجوم الفاشل الذي استهدف رحلتها بين أمستردام وديترويت أول من أمس وفي الإطار عناصر من أجهزة الأمن (أ.ب)
TT

تقوم الشرطة في الولايات المتحدة بالتحقيق مع نيجيري حاول إشعال مادة متفجرة على متن طائرة أميركية كانت قادمة من مدينة أمستردام الهولندية ومتوجهة إلى ديترويت في الولايات المتحدة. كما بدأت الشرطة البريطانية عمليات بحث وتفتيش في لندن كجزء من التحري حول الرجل النيجيري الذي قيل إنه كان يدرس في جامعة لندن. وقد طلبت الولايات المتحدة من شركات الطيران العالمية التي تسير رحلات إلى الولايات المتحدة بتشديد إجراءات الأمن بعد هذا الحادث. كما أمر الرئيس الأميركي باراك أوباما بتشديد الحراسة في مجال النقل الجوي بعد وقوع ما وصفته إدارته بمحاولة القيام بعملية إرهابية على متن طائرة أميركية. وأصدر أوباما أوامره بعد مشاورات أجراها مع كبار مسؤوليه بعد قليل من وقوع الحادث على متن طائرة ركاب كانت على وشك الهبوط في مطار ديترويت. ونقل عن عضو بارز في الكونغرس الأميركي قوله إن المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة ركاب أميركية في مدينة ديترويت بولاية ميتشيغن هي «عمل إرهابي». وقال بيتر هوكسترا، العضو الجمهوري البارز في لجنة الكونغرس لشؤون الاستخبارات وعضو الكونغرس عن ميتشيغن، أن النيجيري عبد الفاروق عبد المطلب، البالغ من العمر 23 عاما «لديه بلا شك علاقات بالإرهاب»، وكانت له اتصالات برجل الدين اليمني المتطرف أنور العولقي. وأوضح هوكسترا، في تصريحات لقناة «فوكس» التلفزيونية الأميركية، أن «هناك أنباء عن أن له اتصالات، وأنه كان في اليمن قريبا. والسؤال هنا هو هذا الإمام في اليمن له من النفوذ بحيث يمكن أن يجعل أحدا يهاجم الولايات المتحدة مجددا». كما نقلت وسائل إعلام أميركية عن بيان أمني فيدرالي قوله إن المتهم اعترف للمحققين بعد اعتقاله بأنه حصل على جهاز التفجير في اليمن مع إرشادات حول كيفية استخدامه. إلا أن البيت الأبيض امتنع عن التعليق على أنباء تحدثت عن مقتل العولقي في غارة أميركية بطائرة من دون طيار في منطقة جبلية نائية. وتمكن المسافرون على متن رحلة أميركية كانت تقصد مدينة ديترويت قادمة من العاصمة الهولندية أمستردام من شل حركة رجل نيجيري والقبض عليه، بعد أن حاول تفجير شحنة ناسفة على الطائرة قبل دقائق من هبوطها، مما تسبب في إصابة المهاجم بحروق في مختلف أنحاء جسده، بينما ساد الرعب بين الركاب. وقال مكتب المباحث الأميركية إن المهاجم يدعى عمر فاروق عبد المطلب، وهو مسجل على اللوائح الأميركية ضمن المشتبهين بالإرهاب، دون أن تتأكد صلاته بتنظيم القاعدة، وقد حصل على العبوة وتعليمات الهجوم من اليمن، في حين وصف البيت الأبيض العملية بأنها «هجوم إرهابي».

من جانبها، قالت الناطقة باسم المباحث الأميركية، ساندرا بيرشتولد، إن مكتب الـ«إف بي آي» أرسل عينات من العبوة إلى المختبرات المتخصصة لمعرفة طبيعتها. يذكر أن فكرة تفجير طائرات متجهة إلى الولايات المتحدة كانت قد راودت مجموعات من «القاعدة»، يلاحق بعضها في المحاكم البريطانية ضمن ما يعرف بملف تفجير «الإرهاب السائل». وقد بدأت القضية في أغسطس (آب) 2006، عندما جرى اعتقال عدد من الأشخاص للاشتباه بتآمرهم لتفجير طائرات عبر متفجرات سائلة، وضعت في علب للمشروبات الغازية. وأدت الحادثة إلى إصدار السلطات البريطانية قرارا يحدد كمية السوائل التي يسمح لركاب الطائرات بحملها عبر نقاط التفتيش في المطارات.

وذكر عضو الكونغرس الأميركي بيتر كينغ أن الطائرة التابعة لشركة دلتا انطلقت من نيجيريا ثم توقفت في أمستردام بهولندا في طريقها إلى ديترويت، وأن المتهم استخدم «عبوة متطورة نسبيا» وأصيب بحروق من الدرجة الثالثة أثناء محاولته تفجيرها. وقال أحد المسؤولين الاستخباريين إن العبوة التي كانت معدة للتفجير ضمت خليطا من المساحيق والسوائل، مضيفا أنها لم تنفجر عندما حاول المسافر تفجيرها. وتعتقد السلطات الأميركية أن الرجل فجر مفرقعات أدت إلى إصابة بعض المسافرين بجروح طفيفة. وقال مسؤول أميركي كبير لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم كشف هويته «إنها محاولة لارتكاب عمل إرهابي». وأوضحت شبكة «سي إن إن» الإخبارية، نقلا عن وثيقة لأجهزة الأمن، أن الرجل قال للمحققين إنه حصل على المتفجرات في اليمن حيث تلقى أوامر بشأن توقيت استخدامها.

ونقلت وسائل إعلام عن مسؤولين في مكافحة الإرهاب أن الفرضية الأرجح حاليا هي أنه تصرف بمفرده. وكان اسم الشاب مدرجا في لائحة أشخاص موضع مراقبة. غير أنه لم يكن يعتبر ناشطا خطرا، مما سمح له على ما يبدو بالسفر إلى الولايات المتحدة. وأكدت إليانا شيلكي «سمعنا صوت فرقعة قوية، ثم شاهدنا بعض الدخان واللهب، أعقبته صرخات».