إسرائيل تقتل 3 من فتح في نابلس و3 في غزة.. وكتائب الأقصى تتعهد بالرد

السلطة تدين «الجريمة» وتدعو لعدم الانجرار لدوامة العنف.. وحماس تحملها المسؤولية

TT

ردت إسرائيل بشكل دامٍ على مقتل مستوطن إسرائيلي في شمال الضفة الغربية يوم الخميس الماضي، فقتلت 3 من كوادر حركة فتح في مدينة نابلس، و3 آخرين في قطاع غزة.

وأعادت عملية نابلس، المدينة التي يفترض أنها تخضع أمنيا لسيطرة السلطة الفلسطينية، إلى الأذهان عمليات الاغتيال الإسرائيلية في الضفة التي توقفت منذ شهور طويلة بفعل التنسيق الأمني العالي بين إسرائيل والسلطة.

ووصفت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، اغتيال رائد السُركجي، وغسان أبو شرخ، وعنان صبح، بالجريمة بالجبانة. وقالت إنها تضاف إلى سلسلة جرائم إسرائيل. وأضافت في بيان أصدره أبو محمود، القائد العام لمجموعات «الشهيد ياسر عرفات» في الضفة الغربية، أن «الاحتلال بإقدامه على اغتيال هذه الكوكبة الجديدة من أبناء شعبنا المجاهد في نابلس وغزة فإنه يفتح على نفسه أبواب الجحيم».

وتوعدت الكتائب بأن نشطاءها «لن يقفوا مكتوفي الأيدي ودماء المجاهدين تستباح في كل مكان». وقالت «لن ير العدو منا إلا لغة الدم والنار، وسيخرج له استشهاديونا من كل مكان ليحيلوا ليله إلى نهار، وسيندم على جريمته، فنحن لا ننام على دم مجاهدينا، والرد سيكون سريعا».

وقالت الكتائب إن اغتيال نشطائها «لن يغير مواقفنا المنادية للجهاد والمقاومة، وإن الجريمة لن تمر من دون عقاب». ودعت الكتائب السلطة لحماية المقاومة وعدم التنازل عن حقوق شعبنا».

وأغضبت العملية الإسرائيلية قيادة السلطة وأحرجتها، واتهم المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إسرائيل بالعمل على جر الشعب الفلسطيني إلى دوامة العنف للخروج من دائرة الضغوط الدولية المتزايدة على حكومة بنيامين نتنياهو، بسبب رفضها وقف الاستيطان، وتعطيل استئناف مفاوضات السلام مع الجانب الفلسطيني. وقال أبو ردينة في بيان «إن التصعيد الإسرائيلي في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة والعودة إلى سياسة الاغتيالات والقتل العشوائي بحجج واهية، يكشف أن حكومة الاحتلال قررت تدمير أمن واستقرار الشعب الفلسطيني، وجر شعبنا إلى دوامة العنف الدموية للخروج من دائرة الضغوط الدولية المتزايدة على حكومة الاحتلال وتحميلها مسؤولية انسداد أفق عملية السلام بسبب تعنتها ورفضها وقف سياسة الاستيطان والالتزام بمرجعيات عملية السلام».

وأضاف أن «الجريمة الدموية التي ارتكبها جيش الاحتلال تأتي في سياق تخريب النجاحات التي حققتها السلطة الوطنية في الضفة، ولتدمير الهدنة في غزة، من خلال العودة إلى مربع العنف والتصعيد الدموي ضد شعبنا، تمهيدا لاستحضار ذريعة أنه لا يوجد شريك فلسطيني، والطعن بجدارته في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، للهروب من استحقاقات عملية السلام والمطالبات المتزايدة من العالم بأسره باستئنافها».

واعتبر رئيس الوزراء سلام فياض العملية تصعيدا خطيرا، لا يمكن النظر إليه إلا في سياق استهداف حالة الأمن والاستقرار التي تمكنت السلطة الوطنية الفلسطينية من تحقيقها. وقال فياض «إن هذا اليوم يعتبر يوما حزينا لشعبنا الفلسطيني وسلطته الوطنية». ودعا فياض الشعب الفلسطيني إلى عدم الانجرار مرة أخرى إلى دوامة العنف والفوضى وتقويض حالة الاستقرار والأمن التي تحققت بفعل التفافه حول الجهود التي بذلتها السلطة على هذا الصعيد». وقال إن «شعبنا يدرك أن هدفا أساسيا لإسرائيل من وراء هذه الأعمال والممارسات العدوانية هو التهرب من الاستحقاقات السياسية والأمنية المطلوبة منها». واعتبرت حركة حماس أن «حكومة رام الله غير الشرعية وأجهزتها الأمنية؛ التي يشرف عليها الجنرال الأميركي كيث دايتون»، تتحمل المسؤولية الكبرى عن جريمة نابلس.

وأكدت الحركة في بيان لها أن «ما جرى في نابلس هو ثمرة التعاون والتنسيق الأمني المشبوه بين أجهزة دايتون وقوات الاحتلال، حيث قامت تلك الأجهزة طوال يوم أمس باستدعاء العشرات من أبناء شعبنا الأبي في الضفة، لجمع المعلومات بحثا عن الأبطال الذين قتلوا مستوطنا صهيونيا يوم الخميس الماضي قرب مغتصبة شافي شمرون شرق نابلس».

وشيع نحو 20 ألفا من الفلسطينيين الضحايا الثلاثة في نابلس، وهتفوا مطالبين بالانتقام، وسط إعلان الحداد العام. وقال محمود العالول، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، مشيعا الكوادر الثلاثة أن على السلطة أن تعيد النظر في علاقتها «مع دولة الاحتلال».

وزعم الجيش الإسرائيلي أن الناشطين الثلاثة الذين اغتالهم، مسؤولون عن مقتل المستوطن الحاخام مئير افشالوم، قرب مستوطنة شافي شمرون شرق نابلس. وقال الناطق بلسان رئيس الإدارة المدنية الإسرائيلية: «إن الجيش سيواصل عملياته ضد الخلايا التي تنفذ عمليات ضد الإسرائيليين». وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن وحدات خاصة من الجيش نفذت عملية مداهمة للبلدة القديمة وحي رأس العين في نابلس بناء على معلومات استخبارية. وضربت طوقا حول منازل من وصفتهم بالمطلوبين الثلاثة، وطالبتهم بتسليم أنفسهم، إلا أنهم رفضوا ذلك فاقتحم الجنود المنازل وقتلوهم.

ونفى محافظ نابلس هذه التهم، وقال إن أحدهم حاصل على عفو شامل وهم يعيشون حياة عادية. وقالت عائلات الضحايا إنهم تم إعدامهم مباشرة من دون سابق إنذار داخل منازلهم.

وفي قطاع غزة وبعد ساعات من عملية نابلس، قتل الجيش الإسرائيلي 3 فلسطينيين شمال قطاع غزة، زاعما أنه رصدهم يقتربون من السياج الأمني القريب من معبر إيرز، زحفا. وقال الجيش إن جنوده اضطروا لإطلاق النار صوبهم بمساندة طائرة هليكوبتر. ورد الفلسطينيون بقولهم إن الثلاثة هم من المدنيين، وكانوا يبحثون عن خردة في المنطقة للترزق منها.